القائمة

مواقع التواصل الأجتماعي

أبو سامر موسى ... حماس كان لها بعض المواقف التي أثّرت سلباً في نظرة الآخرين تجاهها

أبو سامر موسى ... حماس كان لها بعض المواقف التي أثّرت سلباً في نظرة الآخرين تجاهها


الثلاثاء، 05 تشرين الثاني، 2013

لقد أدّى التدافع السياسي أواخر السبعينات الذي شهدته الحركة الاسلامية الفلسطينية ونتيجة حوار فكري إلى نشأة حركة الجهاد الاسلامي على يد مجموعة من الشباب أبرزهم الدكتور الشهيد فتحي الشقاقي.

وقد وقفت هذه الحركة التي سرعان ما اتسعت وانتشرت في العالم حيث التواجد الفلسطيني، موقفاً رافضاً لاتفاقية أوسلو وكان لها اليد الأساس في انتفاضة الأقصى، كما قامت بالعديد من العمليات النوعية ضد الكيان الصهيوني الغاصب، وباتت أحد أبرز الفصائل الفلسطينية الاسلامية بعد حركة حماس، كما أنها عضو مشارك وأساسي في رسم القرار الفلسطيني.

فكان ضيف برنامج آراء وآفاق للإعلامي قاسم صفا هو عضو قيادة لبنان ومسؤول منطقة صور في حركة الجهاد الاسلامي في فلسطين أبو سامر موسى الذي تحدث عن انطلاقة الحركة وأهدافها وفكرها الثابت نحو القضية الأساسية.

في البداية لفت أبو سامر إلى أن حركة الجهاد الاسلامي وحركة المقاومة الاسلامية حماس هما حركتان فلسطينيتان تتبنى كلاهما العمل الاسلامي والجهاد في سبيل الله من أجل دحر الاحتلال وتحرير فلسطين من دنس الغاصبين، أمّا بالنسبة للفرق بينهما فيؤكد أن الإثنين يعملان في اطار القرآن والسنة لكن الفرق يبقى في موضوع النظرة للعمل الجهادي باتجاه فلسطين.

وأكمل: " نحن لسنا خاضعين لأي جهة، وكحركة جهاد نحن محررون من أية تبعية دولية أو اقليمية لذلك قرارنا نابع من توجهات هذا الحزب".

أمّا حماس فهم جزء لا يتجزأ من حركة الإخوان المسلمين على المستوى العالمي للتنظيم فهي بحكم انتشارها الواسع ومرجعيتها الأم تمتلك علاقات دولية خاصة مع الدول العربية لكن الجهاد الاسلامي لا يوجد أي قرار يُلزمه بما يريده الطرف الآخر وهذا ما جعله محارباً من معظم الدول العربية نتيجة فكره الواضح والثابت والصريح بوجه العدو الصهيوني.

وأضاف أنهم كحركة جهاد لم ينظروا يوماً لحركة حماس على أنها ستتخلى عن المقاومة التي صوّرت كأنها خرجت من اطار المقاومة في الصراع ضد العدو، فهي ما زالت حركة مقاومة ذات حضور قوي في غزة تحديداً، لكن كان لها بعض المواقف التي قد أثّرت سلباً في نظرة الآخرين تجاهها.

أمّا حركة فتح فرغم كل الصعوبات والأزمات فما زالت العلاقات غير منقطعة بينهما، مشيراً إلى أنهم لا يستطيعون التخلي عنهم لكن نظرة حركة الجهاد السياسية ترفض اتفاقية أوسلو، وقد عُرض عليهم في السابق أن يكونوا في السلطة الحكومية لكنهم لم يشاركوا لأنهم ملتزمون بقرارهم لغاية الآن، " أوسلو شجرة خبيثة لا ينتج عنها سوى ثمر خبيث ".

وذكر أبو سامر أنه يوجد علاقة تجمعهم مع الجمهورية الايرانية إذ كانوا على انفتاح أكبر واستطاعوا الوصول إلى مركز القرار من حيث العلاقة مع د. فتحي الشقاقي والقيادة الايرانية إبّان الثورة الايرانية، ويفتخرون بعلاقتهم معهم إذ استطاع الامام الخميني وقتذاك أن يتخذ قراراً عظيماً حينما قال: " اليوم إيران وغداً فلسطين"، فاعتبر الشقاقي أن الخميني هو الحل البديل، وهنا ذهبت بعض الدول العربية للقول بأن الحركة ذهبت باتجاه التشيّع، لكن أبو سامر يؤكد أنهم سيقتربون ممن يقترب من فلسطين.

وبما أننا في ذكرى استشهاد الدكتور فتحي الشقاقي، تحدث أبو سامر عن هذا الشهيد العملاق والمؤسس الكبير لحركة الجهاد الاسلامي والذي امتاز بعلاقات جيدة مع كافة قوى التحرر الوطني على مستوى العالم، وكان يرى أن الحركة الاسلامية يجب أن لا تكون منفصلة عن باقي الحركات الأخرى، وقد كان أحد العاملين الأساسيين في حركة الاخوان المسلمين لكن ما ميّزه كان الصراع حول كون فلسطين المحور الأساسي، وبعد حوارات كثيرة خرج بفكرة انشاء هذه الحركة لتكون الأساس في تحرير فلسطين، " خرج من رحم الإخوان المسلمين".

أمّا بالنسبة لسوريا، فقد وقفت حركة الجهاد على الحياد وحاولت وأد الفتنة لأنها تعتبر أن هناك مؤامرة تُحاك ضدها بسبب مواقفها الداعمة لفلسطين، لكن للأسف بعض افصائل الفلسطينية لم تكن على قدر من الوعي الأمر الذي أضرّ بالمخيمات هناك، لكن موقفهم ثابت فيما يتعلق بأي اعتداء خارجي على سوريا إذ سيقفون إلى جانبها جيشاً وشعباً، " الدم كان يجب أن لا يسيل في الوطن العربي بل كان يجب أن نتّحد ونقوّي المقاومة".

وفي لبنان طُلب منهم أن يكونوا إطفائية لنيران الفتنة وأن يلتفتوا لتحصين الساحة الداخلية الفلسطينية، لذلك قاموا بنأي أنفسهم عن كل ما يجري، وهم مؤيدون لكل خطوة تؤدي إلى الاستقرار لأنه يشكل دعماً للقضية الفلسطينية، لكنهم يطالبون الحكومة اللبنانية بحقوقهم المدنية والانسانية والسياسية لعيش حياة كريمة، وليعملوا على تحقيق حق العودة.

بينما لديه تساؤل فيما يتعلق بدولة قطر حول كيفية تبنيها لقضية فلسطين بينما هي تذهب في زيارات إلى تل أبيب لتقضي عطلتها هناك بدل أن تدعم المقاومة.

وختم، بقوله أن على الجميع الاتحاد وتجنّب الفتن التي تحاك من الخارج لأن وحدتهم هي مصدر قوة للمقاومة التي نريدها قادرة وقوية، شاكراً القيّمين على اذاعة وموقع صوت الفرح وموجهاً لهم ألف تحية وإجلال لهؤلاء الأبطال الذين يعملون ليلاً نهاراً من أجل إبراز الواقع الفلسطيني السياسي والذني يسلّطون الضوء على القضية الفلسطينية الأساس.

ختاماً، نقول دائماً أن الغرب يخطط وينصب الكمائن والفتن للأمة الاسلامية فنقع في شرك الطائفية والمذهبية، ألسنا من يسير في ركب الطائفية والمذهبية، لا بل يسعر نارها في كل حدب وصوب؟؟

المصدر: صوت الفرح