
الخميس، 19 آب، 2021
تأثرت المخيمات الفلسطينية في لبنان، بأزمة
فقدان رغيف الخبز، التي تطال لبنان ككل، بسبب شح مادة المازوت، لتزيد من معاناة أهالي
مخيم عين الحلوة، في تأمين الرغيف، بخاصة وأن المخيم لا يملك أي فرن في داخله، لتتفاقم
الأزمة أكثر، ويصبح الأهالي يعانون الأمرّين، باحثين عن بدائل أخرى، فبدأ بعضهم في
صناعة الخبز في المنزل لتأمين الرغيف الذي يعتبر من الأساسيات، ولا يمكن الاستغناء
عنه تحت أي ظرف.
وتحدثت أم هيثم، وهي أم لخمسة أبناء، ل"وكالة
القدس للأنباء"، قائلة: "لا يمكننا أن نترك أولادنا جياعاً، بعد أن بدأت
الأخبار تتحدث عن أزمة خبز قادمة، اشتريت شوال من الطحين تحسباً، رغم أني لم أكن أتوقع
أن يصل الأمر إلى هذا الحد، لأن الخبز يعتبر لقمة عيش، ولا يمكن المساس به، لكن التجربة
علمتنا أن كل شي في لبنان يمكن أن يحصل، فمن كان يصدق أن نقضي أياماً وليال دون كهرباء
في هذا الطقس الحار؟".
وأضافت: "فقدنا الخبز منذ ثلاثة أيام
داخل المخيم، في بداية الأزمة كنا نستطيع تأمين ربطة واحدة، رغم أنها لا تكفينا، فنحن
في البيت ٧ أفراد، وأولادي شباب، يأكلون ربطة الخبز كاملة عند أي وجبة طعام"،
مبينة أنها " بدأت في العجن بالمنزل، وطبعاً لا يوجد كهرباء لتشغيل الفرن، وكنت
قد احتفظت في فرنية والدتي رحمها الله، ولم أتوقع أن استخدمها في يوم من الأيام، كنت
فقط محتفظة بها للذكرى، وبعد أن انتهيت من الخبز، بدأت بتوزيع الخبز على الجيران عن
روحها، وأسأل الله تعالى أن يفرج همنا في المخيم، وأن تمر هذه الأزمة على خير".
من جانبها، عبرت (س. ق.) عن غضبها من الوضع
القائم في المخيم، قائلة: "لقد يئسنا من هذا الوضع ولا يمكننا التحمل أكثر، ولا
أعلم ما الذي ينتظرنا بعد في بلد أصبح فيه رغيف الخبز مفقود، تحملنا انقطاع الكهرباء،
وانقطاع المياه، وانقطاع الدواء، وانقطاع حليب الأطفال.. وها نحن أصبحنا نعاني من انقطاع
الخبز الذي يعتبر من الأساسيات، خاصة عند العائلات التي لديها أطفال ولديها شباب".
وأوضحت أن "الغلاء الفاحش في المواد
الغذائية واللحوم، جعلنا نستغني عن شراء هذه الأصناف، فمنذ شهرين لم أدخل اللحمة إلى
بيتي، لكن الخبز خط أحمر، ولا يمكننا الاستغناء عنه، ونحن الآن بالكاد نستطيع أن نؤمن
ربطة خبز من خارج المخيم، لكن إذا بقي الحال على ما هو عليه، سنرجع لأيام الأجداد وسنبدأ
بصناعة الخبز في المنزل، فمن حظي الجميل أن عائلتي صغيرة، وربطة الخبز تكفينا ليومين،
لكن العائلات الكبيرة التي تحتاج إلى ٣ ربطات من الخبز ماذا سوف تفعل؟؟، خاصة مع ارتفاع
أسعار الطحين بشكل جنوني في الأيام القليلة الماضية".
بدوره قال أبو علي، وهو أب لطفلين، إن
"أزمة انقطاع الخبز بدت مفاجأة لنا دون إنذار، عندما استيقظيت صباح الجمعة ذهبت
إلى عملي وصدمني طابور الناس عند الأفران، وعندما رأيت هذا المشهد، أصابتني حالة من
الاكتئاب، طابور على البنزين.. طابور على المياه.. والآن طابور عند الأفران!"،
موضحاً أن "الحياة في لبنان أصبحت صعبة جداً، ولا يمكننا أن نتحمل أن تسوء الأوضاع
أكثر، فالجميع يتحدث ويقول "أنا القادم أعظم، بعد ما شفتوا شي"، ماذا ينتظرنا
بعد لا أعلم، أسأل الله تعالى أن يرأف بحالنا وأن يقوينا حتى نستطيع أن نكمل في هذه
الحياة، مبيناً أنه "نحن شعب جبار وشعبنا تحمل الكثير في هذا البلد، وأنا لا أخاف
على نفسي من الجوع، لكن أخاف على أطفالي، أخاف أن يأتي يوم لا أستطيع فيه تأمين طعامهم
وشرابهم".
المصدر:
وكالة القدس للأنباء