القائمة

مواقع التواصل الأجتماعي
الثلاثاء 17 حزيران 2025

أسامة حمدان: تصريحات عباس لا تليق برئيس فلسطين.. والبعض يحاول توريطنا في لبنان

أسامة حمدان: تصريحات عباس لا تليق برئيس فلسطين.. والبعض يحاول توريطنا في لبنان


الخميس، 30 أيار، 2013

اعتبر القيادي في حركة حماس أسامة حمدان تصريحات رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس في مؤتمر دافوس غير لائقة ولا تعبر عن الشعب الفلسطيني، مشيرا إلى أنها تأتي استجداء لأمريكا و(إسرائيل) من أجل استئناف المفاوضات.

أكد حمدان أن عباس أمامه فرصة تاريخية لتحقيق المصالحة والعودة إلى خيار الشعب في الانضمام إلى برنامج التحرير، منوها إلى أن حركته فوجئت بقرار "أبو مازن" تشكيل حكومة جديدة في الضفة، ومبينا أن ذلك لا يخدم المصالحة في أي حال.

وذكر أن جولات وزير الخارجية الأمريكية جون كيري في المنطقة لن تأتي بجديد للقضية الفلسطينية، موضحا أن هدفها الأول والأخير حماية الكيان الصهيوني، "والحصول على مزيد من التنازلات من السلطة وبعض القيادات العربية".

ووصف حمدان في حوار خاص لـ " الرسالة نت " تصريحات "أبو مازن" بالمؤسفة، معتبرا أنها لا تليق بشخص فلسطيني، "فكيف برئيس السلطة؟"، مشيرا إلى أن عباس يظن أن تصريحاته ستجعل قادة الاحتلال وأمريكا يعطفون عليه بعودة المفاوضات. وأشار إلى أن حدود المعادلة السياسية باتت واضحة، "فعباس حصل على معظم ما يمكن أن تقدمه أمريكا و(إسرائيل) خاصة في ظل أنه لا وجود لأي أفق سياسي"، موضحا أن خطاب رئيس السلطة يسيء إليه عند الأمريكيين والإسرائيليين لأنه يظهره خانعا، معلقا: "سيقولون لماذا نقدم إليه أي شيء وهو يتنازل دون ثمن؟".

وتعقيبا على تصريحات "أبو مازن" التي أظهر فيها اختلاف برنامج فتح عن حماس، قال حمدان: "كلنا نعلم أن برنامج عباس هو التسوية، وحماس هو التحرير، لكن عندما خضنا جولات المصالحة صرحنا بأن الوحدة لا تعني نزول حماس عند البرنامج السياسي الذي يحمله أبو مازن". وتابع: "إذا كان رئيس السلطة لا يريد أن يتبنى برنامج التحرير فهذا شأنه، ولكن المصالحة ضرورة، ولا تأتي بفرض برنامج التسوية، بل بالقبول والرضا بما يختاره الشعب ويقرره"، معتقدا أن الشعب الفلسطيني يحمل صفة المقاومة منذ قرابة قرن، "وكان ينبذ كل من ينحرف عن تلك البوصلة".

وحول نظرة حمدان إلى جولة الحوارات الأخيرة في القاهرة خاصة أنها ناقشت قضايا اتفق عليها دون تطبيق فعلي على الأرض، قال: "اللقاء الأخير كان إجرائيا، ومن الطبيعي أن تناقش أفكار اتفق عليها مع الحديث عن آليات للتنفيذ".

أما عن سبب وقف تنفيذ أي من القضايا التي اتفق عليها حتى اللحظة، فأوضح أن لقاء القاهرة الأخير كان جيدا، "وجرى الاتفاق خلاله على جملة من القضايا وآليات لتنفيذها، ولكن عندما يحصل خلل فهذا يعني أن هناك من يعطل التنفيذ".

وفيما يتعلق بالحكومة المنوي تشكيلها في رام الله، بين أنهم فوجئوا بالقرار، "خاصة أن رغبة تأجيل تشكيل حكومة التوافق ثلاثة أشهر كانت فتحاوية"، مبينا أن حماس احترمت رغبة فتح، "لكن المعطيات على الأرض لا تشير إلى استعداد الأخيرة لتشكيل حكومة الكفاءات".

وحول نتيجة لقاء المنظمة الأخير في عمان، ذكر حمدان أن اللقاء كان تقنيا لبحث عدد من النقاط العالقة في قانون انتخابات المجلس الوطني واتخاذ توصيات بشأنها، مبينا أن تلك التوصيات لن تشكل فارقا كبيرا، "لأن المهم سيتحدد خلال اجتماع مرجعية منظمة التحرير التي شكلت من الأمناء العامين للفصائل وأعضاء اللجنة التنفيذية للمنظمة، وعندئذ سيكون الحديث عما توصلت إليه المرجعية من اتفاقات".

وعلق القيادي في حماس على بروز البعد الطائفي في الصراع الدائر في المنطقة خصوصا سورية وتأثيره على القضية الفلسطينية، فتحدث عن وجود آثار سياسية لكل ما يجري في المنطقة، موضحا أن الفلسطينيين على مدار تاريخهم لم يكونوا طائفيين ولا مذهبيين، "فهم ينسجمون مع أمتهم لأن قضيتهم جامعة للأمة". ويعتقد حمدان أن هناك محاولات لإحداث فتنة في الأمة بتحريض من خارجها، "كما إن هناك بعض من ينتمون إلى الأمة يشاركون في إحداث تلك الفتنة"، منوها إلى أن الفتنة الطائفية في حال حدثت فإنها لن تبقي أحدا.

ونفى وجود حرج من علاقتهم بحزب الله وإيران "لأنها تقوم على أساس تحرير فلسطين ومواجهة الاحتلال"، مضيفا: "إذا حصل تباين في أحد المواقف فهذا لا يحرجنا لأن أصل علاقتنا بهم القضية الفلسطينية، كما إننا نعبر عن أي تباين في المواقف بوضوح".

ويكمل: "الخيارات التي يأخذها كل طرف اتجاه سورية ستترك أثرها عليه، وعلى موقف الأمة اتجاهه"، مبينا أن حركته أخذت قرارا واضحا بأن سورية دعمت حماس ووقفت بجانبها وقدمت للقضية الكثير، "لكننا لا يمكن أن نقف ضد إرادة شعب يريد حريته وكرامته والتداول السلمي للسلطة"، موضحا أنهم يقدمون النصيحة إلى حلفائهم، "لكن كل جهة تأخذ ما يناسبها من قرارات".

واعتبر القيادي أن بعض الملاحقات التي تحدث لأفراد من حماس في سورية نتيجة انزعاج السلطات من مواقف الحركة لا يعني تورطها في الشأن الداخلي السوري، موضحا أن تلك الاعتداءات لا تذكر مقارنة مع ما يتعرض له الشعب السوري.

أما عن جهوزية حركته لأي طارئ يحدث في الجبهة الداخلية في لبنان خاصة في ظل تزعزع الأوضاع، بين حمدان أن هناك بعض الجهات تحاول توريط الفلسطينيين في الأحداث الداخلية، "لكن هناك إجماعا فلسطينيا على رفض التورط في أي حدث داخلي عربي". وأكد أن الموقف الفلسطيني بات واضحا للحكومة والقوى اللبنانية كافة، منوها إلى أن مصلحة القضية الفلسطينية تقضي بأن يكون الوضع مستقرا في لبنان، ومعربا عن استعداهم للتعامل مع أسوأ الظروف.

حمدان أكد في نهاية حديثه أن العامين المقلبين سيشهدان تطورا واضحا في علاقات حماس المعلنة على المستويين العربي والدولي.

المصدر: الرسالة