«أمن سياسي» يحمي صيدا.. ويغيب في عين الحلوة

الأربعاء،
04 تشرين الثاني، 2015
لا يمضي يوم في صيدا إلا ويقوم الجيش اللبناني أو الأمن العام أو قوى
الأمن الداخلي بتوقيف مطلوبين على خلفية ارتباطهم بخلايا إرهابية أو لمشاركتهم في القتال
إلى جانب أحمد الاسير. كما تقوم هذه القوى بشكل دائم بمداهمة كل احياء المدينة بما
فيها صيدا القديمة التي تشتهر بالزواريب الضيقة والمظلمة. كل ذلك يجري وسط تأييد منقطع
النظير من القوى السياسية والأهلية والحزبية في المدينة، التي سبق وأبلغت المعنيين
أنها ترفع الغطاء السياسي عن أي متهم بأعمال جرمية، لاسيما المتهمين بالقيام بأعمال
ارهابية او ينتمون الى شبكات وخلايا إرهابية.
وتأكيداً على خيار أهل المدينة، يذكّر مصدر سياسي أنه «حتى عندما اعتقل
الشيخ الاسير من قبل الأمن العام اللبناني قبل مدة قصيرة، كانت ردة الفعل في صيدا خجولة
للغاية، واقتصرت على عائلته وبعض النسوة من أنصاره، بالرغم من نداءات الاستغاثة التي
وجهتها زوجته آنذاك».
وإذا كان لا يوجد في صيدا أو في كل الجنوب منطقة و«محميات» ممنوعة ومحظورة
على الجيش اللبناني ولا على سائر القوى الأمنية اللبنانية، فإن مخيم عين الحلوة يبقى
«الجزيرة» الوحيدة في كل تلك البقعة، التي لا تشملها الإجراءات الأمنية وتستمر في البحث
عن الأمن السياسي. ليبقى المخيم ملاذاً آمناً للمطلوبين بجرائم متعلقة بشبكات وخلايا
إرهابية أو متورطين في معارك عبرا ضد الجيش اللبناني او بعمليات اغتيال فوق الاراضي
اللبنانية.. مع الإشارة الى أنه تم في الآونة الاخيرة خرق هذه القاعدة، وتسليم مطلوبين
الى الجيش والاجهزة الامنية، لكن الأمر بقي بعيداً عن الاعلام، علماً أنه من بين هؤلاء
عدد محدود جداً من الذين قاتلوا الى جانب الاسير، وأبرزهم ابن شقيق فضل شاكر.
وتلفت مصادر سياسية إلى وجود مئات المطلوبين للدولة منذ عشرات السنين
على خلفيات جرمية بسيطة ولم يتم البت بملفاتهم لتاريخه. وقد آثر هؤلاء البقاء ضمن أسوار
المخيم بانتظار تسوية شاملة لملفاتهم مع الدولة اللبنانية لتنظيف سجلاتهم العدلية.
في المقابل، تؤكد مصادر فلسطينية أن «موضوع الامن السياسي في عين الحلوة،
عدا عن كونه مطلباً رئيسياً لدى فعاليات صيدا وهيئاتها الاقتصادية والسياسية والاجتماعية،
فإن الأمن في عين الحلوة يبقى أولوية ثابتة لدى الجيش اللبناني، نظراً لوجود مطلوبين
بقضايا إرهابية ولهم ارتباطات بشبكات خارجية. وقد أبلغت قيادة مخابرات الجيش في الجنوب
كافة القيادات الفلسطينيىة السياسية والامنية والفصائلية بهذا الامر.
وتشير المصادر الى «ان هذا الامر بات هاجس اهل المخيم وسكانه ويطالب به
ويحض عليه المجتمع الاهلي الفلسطيني منذ سنوات، حتى ان الهيئات الشعبية المدنية لم
تتورع عن النزول الى الطرقات وتسيير مظاهرات بوجه المسلحين غير آبهة بسطوة السلاح ولا
بفائض القوة لدى المسلحين المدججين».
تتابع المصادر «وحتى موضوع هجرة الشباب الفلسطيني من المخيم هذه الايام
مرتبط في جزء منه بالوضع الأمني في المخيم وبالاشتباكات والاغتيالات وبعدم اجراء المصالحات
بين القوى والفصائل الفلسطينية».
وتلفت إلى أن «الهيئات السياسية والشعبية والمنظمات الشبابية دقت مؤخراً
ناقوس الخطر من ارتفاع وتيرة الهجرة من المخيم إلى أوروبا عبر البحر، مفضلين الهروب
من مشاكل المخيم الامنية.. خاصة بعد أن بات حق العودة في خطر.
وعقدت قيادة فصائل «منظمة التحرير الفلسطينية» في لبنان اجتماعا في سفارة
دولة فلسطين في بيروت، برئاسة عضو اللجنة المركزية لحركة «فتح» والمشرف على الساحة
اللبنانية عزام الأحمد. وتمحور الاجتماع حول «آخر المستجدات السياسية المتعلقة بالشأن
الفلسطيني. وصدر عن المجتمعين بيان اكدوا فيه حرصهم على «ترسيخ الأمن والاستقرار في
المخيمات الفلسطينية في لبنان، خاصة عين الحلوة، مع التأكيد أن المخيمات لن تكون ممراً
أو مقراً لاستهداف أمن لبنان وسلمه الأهلي، وأن جميع القضايا الأمنية تجري معالجتها
ومتابعتها فلسطينياً، بالتنسيق مع الجهات الأمنية والسياسية اللبنانية المعنية، من
أجل حماية أمن واستقرار لبنان والمخيمات الفلسطينية».
المصدر:
السفير