أمن عين الحلوة في دائرة الاهتمام السياسي.. بين
التوتير المقصود والانفجار الممنوع

السبت، 27 نيسان، 2013
منذ أيام ومخيم عين الحلوة يعيش في دائرة التوتير الأمني،
تكاد لا تمر ليلة إلا ويسمع فيها دوي انفجار أو القاء قنبلة أو إطلاق نار في أماكن
متفرقة ودون استهداف محدد، على خلفية الاشتباك الاخير الذي وقع بين عناصر من حركة
"فتح" ومجموعة الناشط الاسلامي بلال بدر وسارعت القوى الفلسطينية إلى تطويق
ذيوله شعورا بخطورة الاخلال بأمنه واستقراره في ظل الاحداث الامنية الدامية في سوريا
والخلافات السياسية في لبنان. وتؤكد مصادر فلسطينية في هذا السياق أنّ لديها قلقا كبيرا
من بقاء الوضع الأمني متوترا في المخيم مقابل الهدوء السياسي الذي تشهده الساحة اللبنانية
بعد استقالة رئيس الحكومة نجيب ميقاتي وتكليف النائب تمام سلام تشكيل الحكومة العتيدة
وكأن المطلوب أن تبقى الساحة اللبنانية متوترة بانتظار ساعة الانفجار انطلاقا من المخيمات
الفلسطينية أو بعض المناطق. وتشير المصادر إلى أنّ المخيّم الذي يعتبر عاصمة الشتات
الفلسطيني، سيبقى محكوما بمعادلة التلاقي السياسي الداخلي دون التوافق الكامل على قاعدة
"الأمن بالتراضي" ليبدو مشهده يتأرجح بين التوتير المقصود والانفجار الممنوع
لاعتبارات سياسية لبنانية وفلسطينية بانتظار ساعة الحسم في المنطقة، بينما يترجم التوتير
على ارض الواقع بالاستنفارات الليلية والقاء القنابل بين الحين والاخر وظهور مسلحين
ومقنعين في الازقة والاحياء وكثرة الاشكالات وان اتخذت طابعا فرديا، وصولا الى تقسيم
المخيم الى مربعات امنية، بحيث لم يعد عناصر حركة "فتح" يجرؤون على المرور
من المناطق الخاضعة لنفوذ الاسلاميين والعكس بالعكس خشية التعرض لهم بعد حادثي طعن
بالسكين الاخيرين، ادى الاول منهما الى الاشتباك المسلح بين فتح ومجموعة بدر. بالمقابل،
بدأت تعلو الاصوات الفلسطينية المطالبة بالاسراع بتشكيل مرجعية فلسطينية موحدة في لبنان
تأخذ على عاتقها حماية المخيمات في مهب التطورات الامنية والسياسية المتسارعة في المنطقة،
وصولا الى تفعيل عمل اللجان الامنية والاجتماعية والشعبية والتوقيع على ميثاق شرف بين
القوى والفصائل يجنب اي من المخيمات الانجرار الى اتون اي اقتتال داخلي او في الاحداث
الامنية في سورية والخلافات السياسية في لبنان. وقد دعا ممثل رابطة علماء فلسطين الشيخ
علي اليوسف إلى لقاء جامع تشارك فيه كل الأطراف في المخيم بما فيها الأطراف المتنازعة
لحل الخلافات بالحكمة والتعقل والاتفاق على ميثاق شرف على قاعدة مصلحة المخيم وأهله،
والأخذ على يد المسيء، مشددا على حرمة الدم الفلسطيني، وحاجة المخيم لوحدة الصف وجمع
الكلمة في هذه الآونة التي تسلط فيها الأضواء عليه ليكون محرقة للآخرين أو كبش فداء
لمشاريع الغير، معتبرا ان الاقتتال في المخيم مرفوض، وعين الحلوة موحدة في مواجهة الفتن،
والعابثون بأمن المخيم سوف يحيق بهم غضب الجماهير الثائرة في وجه الغير مبالين بأمن
الناس ومصالحهم، مؤكدا على ضرورة ضبط النفس، وعدم الاحتكام للسلاح في النزاع بين الأطراف.
ميدانيا، ذكرت مصادر فلسطينية، ان آخر فصول التوتير كان فجرا، اذ القى مجهولون قنبلة
يدوية بالقرب من منزل احد عناصر حركة فتح نهى الخطيب في حي الصفصاف في مخيم عين الحلوة
وهو يبعد مئات الامتار فقط عن منزل المسؤول الاسلامي الشيخ اسامة الشهابي واقتصرت الاضرار
على الماديات اعقبه اطلاق نار في الهواء، في وقت واصل فيه اهالي الشارع الفوقاني اقفال
الطريق الرئيسي لليوم الثالث على التوالي قرب مفرق سوق الخضار حيث شلت حركة السيارات
وسط مطالبة باعطاء ضمانات بعدم تجدد الاشتباكات والتعويض عن الاضرار التي لحقت بسياراتهم
ومحالهم التجارية وبعض المنازل. وعقدت لجنة المتابعة الفلسطينية اجتماعا طارئا في مقرها
في "بستان القدس" بحثت فيه المخيم بسبل تطويق ذيول الحادث الامني الاخير
الذي وصفته بانه فردي، وتشكيل لجنة تحقيق مصغرة للاستماع الى طرفي الاشكال ووضع الامور
في نصابها، غير ان اعضاءها لم يتفقوا على التوجه الى محاورة اهالي الشارع الفوقاني
لانه ليس بيدهم ما يقدموه لهم.