القائمة

مواقع التواصل الأجتماعي

إخلاء سبيل الموقوفين يطغى على أجواء الاحتقان في مخيم البارد

الفلسطينيون يختبرون إيجابيات التعاطي مع حكومة ميقاتي
إخلاء سبيل الموقوفين يطغى على أجواء الاحتقان في مخيم البارد
 
 

الإثنين، 09 تموز، 2012

جاء الإفراج عن عدد من الموقوفين الفلسطينيين في مخيم نهر البارد على خلفية المواجهات مع الجيش اللبناني منتصف الشهر الماضي، ليصيب أكثر من عصفور بحجر واحد، أبرزها التشديد على جدية رئيس الحكومة نجيب ميقاتي وقيادة الجيش والقضاء العسكري في معالجة كل ذيول الإشكالات، والبحث عن الحلول الممكنة لطي ملف البارد بشقيه الأمني والاجتماعي، واستيعاب حال الاحتقان التي كانت سائدة نتيجة الروتين الإداري، فضلا عن تحويل "ساحة الحرية" في المخيم من ساحة غضب بدأ يتنامي لدى الأهالي إلى باحة للاحتفال والفرح بإطلاق الموقوفين، والتمني باستكمال الخطوات نحو الإفراج عن الجميع، وتنفيذ بنود الاتفاقات.

اختبر الفلسطينيون أمس، إيجابيات التعاون مع السلطات الرسمية اللبنانية. ولمسوا بداية مرحلة جديدة من التعاطي الجدي مع قضاياهم تتجاوز الشعارات التي أطلقت في عهد الحكومة التي كان يرأسها الرئيس فؤاد السنيورة، بأن النزوح "مؤقت والعودة حتمية إلى البارد". صحيح أن إطلاق سراح الموقوفين ليس نهاية المطاف بالنسبة لأبناء مخيم البارد، الذين يطالبون بتنفيذ كل بنود الاتفاقات مع ميقاتي، ومنها على وجه الخصوص ملف الحالة العسكرية، إلا أن تلك الخطوة جاءت بمثابة بادرة حسن نية قابلها الفلسطينيون برحابة صدر عارمة، والأمل يحدوهم باستكمال الخطوات المتفق عليها وصولاً إلى إجراء المصالحة التي سيرعاها ميقاتي.

لم تكد تمر ساعات على إفراج القضاء العسكري عن أحد الموقوفين (من أصل عشرة أشخاص)، حتى وصل خبر الإفراج عن ثلاثة موقوفين آخرين، الأمر الذي حوّل المخيم إلى ساحة كبيرة للاحتفال، ومعه الخيمة القائمة منذ 23 يوماً التي غصت بالوفود الرسمية لتقديم التهاني. وكان القضاء العسكري قد أخلى سبيل ثلاثة موقوفين بعد دفع "منظمة التحرير الفلسطينية" الكفالات المالية، وسُلّموا إلى الأمن العام اللبناني، حيث أُفرج عنهم. وبحسب المعلومات، فإن الإجراءات المتعلقة بالإفراج عن الموقوفين الستة الباقين، تسير وفق الأطر التي اعتمدت مع المفرج عنهم، على أن يصار إلى إخلاء سبيلهم في مدة زمنية لا تتعدى الـ48 ساعة.

فعلى وقع المفرقعات النارية، وإطلاق الزغاريد وتوزيع الحلوى، استقبل أبناء البارد ثلاثة موقوفين، هم، سعيد عرابي، وعمر خازم، وعبد العزيز السيد. وانضم إليهم المفرج عنه قبل يوم يوسف الحاج، حيث حملوا على الأكف في شوارع المخيم وصولاً إلى "ساحة الحرية". وعلت الأغاني الوطنية، وألقيت الكلمات مرحبة، وأخرى مطالبة ميقاتي بالعمل على ترجمة ما تعهد به في اجتماعه مع الفصائل. كما ألقيت قصيدة شعرية من وحي المناسبة للفلسطيني زياد شتيوي.

واعتبر مسؤول ملف إعادة إعمار البارد مروان عبد العال أن "إطلاق سراح الموقوفين، إشارة هامة الى جدية خريطة الطريق التي وضعت لمعالجة الوضع الشاذ الذي يقف خلف الأحداث الأخيرة. وتبشر بالثقة لجدية المعنيين والحرص والمسؤولية السياسية، عبر الإقرار بإزالة الإجراءات العسكرية، واستعادة الحياة المدنية للمخيم". وأضاف "هذه رسالة إيجابية لنا، علينا ملاقاتها في منتصف الطريق من خلال الاستمرار في الحياد الإيجابي، الحريص على السلم الأهلي، وعلى وحدة البلد ومنعته. ومنع المصطادين في الماء العكر".

بدوره اعتبر أمين سر "حركة فتح" في الشمال أبو جهاد فياض أن "اليوم (أمس) هو يوم فرح في كل المخيمات وخاصة البارد، ونحن كفصائل نتقدم بالشكر الجزيل إلى كل الإخوة اللبنانيين الذين ساعدونا في إطلاق سراح أبنائنا وخاصة ميقاتي، ورئيس مجلس النواب نبيه بري، وقيادة الجيش واللواء عباس إبراهيم، وكل القوى والفعاليات اللبنانية، متمنين منهم الاستمرار في مساعي الخير وإلغاء الحالة العسكرية، وإطلاق سراح جميع الموقوفين"، متعهدا بـ"مواصلة التحركات السلمية حتى تحقيق المطالب"، ومؤكدا "ضرورة العمل من أجل عدم حصول أحداث أمنية مشابهة وتوطيد العلاقة مع الجوار اللبناني".

من جهته، شدد مسؤول "حركة فتح الانتفاضة" في الشمال خليل ديب (أبو ياسر) على ضرورة العمل من أجل إبعاد شبح الفتنة عن المخيمات. وطالب الجهات الرسمية اللبنانية بالإيفاء بوعودها وتقديم كل ما يلزم من أجل إغلاق ملف البارد، "لأن أبناء المخيم كانوا ضحية، ونحن لن نكون يوما في مواجهة إخواننا في الجيش اللبناني، ونعتبر أنفسنا في خندق واحد، وسنتصدى لكل محاولات الفتن ولكل أعمال التحريض، التي تستغل بعض الأخطاء وتقصير الجهات الرسمية اللبنانية سياسية كانت أم أمنية". وكانت الفصائل الفلسطينية واللجان الشعبية ومجلس الخطباء والمؤسسات والحراك الشبابي، قد عقدت لقاء في خيمة الاعتصام في مخيم البداوي أمس، أكدت فيه الاستمرار في التحركات السلمية. ودعت إلى استكمال الخطوات والعمل على الإفراج عن الموقوفين كافة، وإلغاء الحالة العسكرية ونظام التصاريح، وتسليم الأراضي والمنازل.

المصدر: السفير