إفطارات تحافظ على التراث
الفلسطيني

الجمعة، 26 تموز، 2013
مريم الأشقر من مخيم عين
الحلوة، باحثة اجتماعية في "مركز الأمل للمسنين"، تجلس على الأرض، وأمامها
وعاء كبير تدعك فيه الكبة الفلسطينية. تعدّ الطعام لأسر فقيرة من المخيم، وأسر من
النازحين السوريين على مائدة، ينظمها المركز يومياً في رمضان. تلك الموائد، تكون للأسر
التي تعاني فقراً شديداً، لكن اللافت للنظر أن حال الفلسطينيين تتشابه مع حال النازحين
في العام الحالي.
تقول مريم: "كل سنة،
نقوم بدعوة أسر فلسطينية عدة وشديدة الفقر لإفطار رمضاني، وذلك بدعم من فاعلي الخير،
فمركزنا فُتح لرعاية المسنين، يحضرون إلى المركز ويتلقون الرعاية”. وفي شهر رمضان
"نقدم لهم إفطاراً نجهزه بأنفسنا، ومن الأكلات الفلسطينية التي كانت من تراثنا
مثل الكبة المدقوقة، والمنسف برز وبفريكه، ومتبل باذنجان، والفتوش”. قامت العاملات
في المركز بدورة في منطقة البترون، من أجل التدرب على كيفية إعداد الطعام، "وقد
أخذ البترونيون عنا خلال الدورة أكلاتنا الفلسطينية الشهيرة، ودخلت مطابخ المطاعم اللبنانية”.
وتلفت العاملة زينات السعدي
إلى أن شهر رمضان مكرس في المركز "من أجل عمل الخير. نعمل على إرضاء الناس وإدخال
الفرحة على قلوبهم، ونحن نعمل على تقديم الأكلات الشعبية، كي لا تختفي مع سنوات اللجوء.
وهدفنا من الإفطارات العمل على جمع شمل الناس، وإبقاء جو الروح العائلية، والألفة
والحفاظ على التقاليد الفلسطينية”. وتعتبر أن "الكبة النية هي سيدة السفرة، والفتوش
عروسها. ونحن جميعاً الباحثات الاجتماعيات نعمل على إعداد الطعام، ونشعر بسعادة لأننا
نقوم بعمل خيري لأناس محتاجين البعض منهم لا يستطيع شراء ربطة خبز”.
وتقول مسؤولة شؤون المرأة
في منطقة صيدا عليا العبدالله: "المركز ليس فقط لإيواء المسنين، بل نستخدمه لأمور
عدة، الهدف منها مساعدة الناس والتخفيف من آلامهم، ولو بشكل بسيط”. وقد افتتح المركز
سنة 2008، حيث كان الهدف منه تقديم برامج متعددة للمسنين، منها، برامج ترفيهية، ورحلات،
وندوات صحية.
في المركز ثلاثون عاملة.
والمسنون الموجودون في المركز من كل أنحاء المخيم، يعني من أحياء موجودة في المخيم،
ويكون عمل المتخصصة بحسب الأحياء. تضيف العبدالله "أعتبر المركز جزءاً من حياتي،
لأني أشعر بسعادة كبيرة عندما أرى المسنين مجتمعين. وقد قمنا بإعداد الإفطار بداية
للمسنين، ومن ثم للعائلات الفلسطينية الشديدة الفقر والنازحين السوريين، الذين بالفعل
هم بحاجة إلى يد المساعدة، بخاصة في أيام شهر رمضان، فمأساتهم جداً كبيرة. ويعزّ علينا
أن تشعر هذه العائلات بالإهانة جراء خروجها من بيوتها تحت ظرف قاهرة”.
تضيف العبدالله "قبل
رمضان، نقيم اجتماعاً من أجل التحضير للإفطارات الرمضانية، نتشاور في كيفية العمل
على تقسيم أنفسنا من أجل تنظيم العمل في ما بين العاملات الموجودات في المركز، وكلهن
متطوّعات من أجل إنجاح هذا العمل. وكلهن فرح بهذا العمل، كما أننا نحرص على أن نقدم
الطعام البيتي المطبوخ في البيت وعلى طريقة التراث الفلسطيني من أجل ترسيخه في أذهان
الكبار والصغار، والتمسك بتقاليدنا الفلسطينية”.
المصدر: السفير