القائمة

مواقع التواصل الأجتماعي
الأربعاء 31 كانون الأول 2025

اتصالات التهدئة في عين الحلوة تضبط ردات الفعل عقب وفاة حجير

اتصالات التهدئة في عين الحلوة تضبط ردات الفعل عقب وفاة حجير


الخميس، 15 أيار، 2014

وضعت مصداقية القوى والفصائل الفلسطينية على المحكّ بعد أن تحركت عجلة الاتصالات السياسية بين القوى والفصائل الفلسطينية الوطنية والاسلامية من أجل بلورة موقف موحد يضع حداً للتفلّت الأمني المستشري في مخيمي عين الحلوة والمية ومية.

وتكثّفت الاتصالات بعد الإعلان عن وفاة الجريح الفلسطيني علاء حجير الذي تم إطلاق النار عليه الأسبوع الماضي في الشارع الفوقاني في مخيم عين الحلوة، وأعقب اغتياله اشتباكات عنيفة في المخيم بين السلفيين المتشددين وحركة «فتح».

وإذا كان البعض بدا متخوّفاً من ارتدادات إعلان الوفاة، سارع المعنيّون إلى احتواء الوضع، الذي لم يتأزم بالرغم من قيام مجهولين، مساء أمس، بإلقاء قنبلة في سوق الخضار في مخيم عين الحلوة، أعقبها إطلاق رشقات نارية تردد انها أصابت رجلا مسنّاً في قدمه.

ومهما يكن من أمر، فإن نتائج الاشتباك الذي شهده مخيّم عين الحلوة، أمس الأوّل، أسفرت عن واقع جديد في المخيم، حيث فرضت «عصبة الأنصار» و«الحركة الإسلامية المجاهدة» نفسيهما كمرجعية سياسية وأمنية أساسية. في حين أن حركة «فتح» التي خسرت هذا الدور الذي لطالما كانت تحاول تأكيده، ربحت عودة اللحمة الى الجسم الفتحاوي بعد أن وحّدت المعركة بين العناصر التي تنتمي الى «فتح» وتلك المحسوبة على القيادي محمود عبد الحميد عيسى «اللينو».

أما القوى الإسلامية الأخرى التي كانت طرفاً في الاشتباك فقد خسرت تأثيرها وحضورها الأمني، خصوصاً بعد أن عجزت عن فتح أي ثغرة في دفاعات المدافعين عن مواقع «فتح» في جبل الحليب.

وكانت الفصائل والقوى الوطنية والإسلامية الفلسطينية واللجنة السياسية العليا في لبنان، قد عقدت اجتماعاً طارئاً في سفارة دولة فلسطين في بيروت.

وجدّد المجتمعون «التمسك بالوثيقة الفلسطينية، مع الحرص على دعم وتطوير القوة الأمنية المشتركة في المخيم من أجل المحافظة على الأمن والاستقرار فيه ومنع العبث بالسلم الأهلي في المخيمات كافة»، مطالبين «الجهات اللبنانية، الرسمية والحزبية، بدعم االوثيقة الفلسطينية وتأمين الغطاء السياسي والقانوني للقوة الأمنية وتسهيل عملها في حفظ الأمن والاستقرار داخل المخيمات».

الى ذلك تدخل المجتمع المدني الفلسطيني في عين الحلوة، وتضامنت معه الهيئات والقوى الشبابية في المخيم وتجمّع المؤسسات الأهلية في صيدا وجوارها، من اجل العمل على تثبيت وقف اطلاق النار بشكل نهائي ووضع حد للفوضى الامنية وانتشار السلاح العبثي المستشري وإبعاد المؤسسات الأهلية والمدنية عن الصراعات الدموية في المخيم.

وكانت المؤسسات الصحية والتربوية والتعليمية في عين الحلوة وتجمع المؤسسات الأهلية في صيدا قد نفّذت أمس وقفة تضامنية بعنوان «صرخة ألم لوقف نزيف الدم وحماية المؤسسات الاهلية والمدنيين في مخيم عين الحلوة».

وأكّدت الهيئات الداعية للاعتصام أن هذا التحرك لن يكون الأخير لأن هيئات المجتمع المدني «قررت التضامن مع نفسها ومع مستشفى النداء الانساني الكائن في منطقة الاشتباكات التي حصدت 12 جريحا وأضراراً مادية جسيمة». وتوقفت الهيئات امام ما تعرّض له مستشفى «النداء الانساني» من إطلاق نار مباشر ومحاولة اقتحامه.

وكان مستشفى «النداء الانساني» قد أعلن عن إقفال أبوابه أمام المرضى وزواره حتى الاثنين المقبل، وطالب بالحصول على ضمانات بتحييده عن الصراعات في المخيم وحمايته من أي عبث أمني قد يحصل في المستقبل.

واستنكر فوج «الإنقاذ الشعبي» في «مؤسسة الشهيد معروف سعد» الاعتداء على المستشفى.

من جهته، ناشد الدكتور عبد الرحمن البزري القوى الفلسطينية الإسلامية والوطنية العمل على ضبط الأوضاع داخل المخيم وإعادة تثبيت الهدوء والأمن والسلم الأهلي فيه، مؤكداً وجوب «عدم السماح لقلةٍ بأخذ المخيم الى حيث لا يريد أهله»، معتبراً أنّ «سلسلة الأحداث الأخيرة تعكس نمطاً غير مريح».

ورأت «جمعية تجار صيدا وضواحيها» أن «الهاجس الأمني يعود ليلقي بثقله وتداعياته السلبية على الأسواق»، مناشدةً «الفلسطينيين الى المسارعة لمعالجة كل أسباب التوتير الأمني».

المصدر: محمد صالح - السفير