القائمة

مواقع التواصل الأجتماعي

اتفاق في عين الحلوة على التصعيد تجاه «الأونروا» وفلسطينيو سوريا يفضّلون العودة إليها على «المذلة»

اتفاق في عين الحلوة على التصعيد تجاه «الأونروا» وفلسطينيو سوريا يفضّلون العودة إليها على «المذلة»


الجمعة، 14 أيلول، 2012

تعيش 572 عائلة، من الفلسطينيين النازحين من مخيمات سوريا إلى صيدا ومخيماتها، أوضاعا إنسانية قاسية جداً بسبب التقصير في تأمين الحد الأدنى من مقومات الحياة، وإهمال «الأونروا» لاحتياجاتهم، في الوقت الذي تعتبر فيه الوكالة، هي المسؤولة عن إغاثة اللاجئين الفلسطينيين في الأقطار الخمسة، وبالتالي هي المسؤولة عن النازحين الفلسطينيين، وتقديم المساعدات اللازمة لهم بدءاً من المسكن، والمعونات، والاستشفاء الكامل، إلى جانب التعليم. وبالتوازي مع «الأونروا» فإن «منظمة التحرير الفلسطينية» تعتبر الجهة الأخرى المسؤولة عن تقديم المساعدات للنازحين، بصفتها «الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني». لكن النازحين الفلسطينيين باتوا يفضلون العودة إلى سوريا، بالرغم من كل الأحداث، و«العيش هناك بكرامة، حتى لو أدى إلى الوفاة»، كما قال أحد النازحين، «نفضل الموت بكرامة ولا الحياة في إهانة والتسول على الأبواب»، بسبب إهمال الجهات المعنية في تقديم المساعدات اللازمة.

وعقدت في مخيم عين الحلوة سلسلة من الاجتماعات بين «اللجان الشعبية»، و«منظمة التحرير الفلسطينية»، و«تحالف القوى الفلسطيني»، والقوى الإسلامية من جهة، مع مدراء وإدارة «الأونروا» من جهة أخرى، من أجل وضع خطة لمساعدة النازحين وتأمين المسكن لهم قبل فصل الشتاء. مصادر «اللجان الشعبية»، تشير إلى أنه بالرغم من سلسلة الاجتماعات «وجدنا أن لا جدوى في قيام الأونروا بواجبها الإنساني، وبعدما وصلنا إلى طريق مسدود، بين الأونروا واللجان الشعبية، من تقديم مساعدة للنازحين، اتخذت اللجان الشعبية قرارا بالقيام بحملة واسعة ضد الأونروا، والضغط عليها للقيام بواجبها الإنساني في إغاثة النازحين». ويؤكد مسؤول لجنة الشؤون الاجتماعية في «اللجان الشعبية» فؤاد عثمان أنه «في الوقت الذي نعتبر فيه الأونروا هي المسؤولة عن إغاثة النازحين الفلسطينيين، فوجئنا بسياسة الإهمال والتقصير وعدم المبالاة في القيام بواجبها الإنساني في مساعدة النازحين الفلسطينيين من سوريا»، متهماً الوكالة باعتماد «سياسة التقصير واللامبالاة»، مستغرباً «صمتها بعدم البحث عن إيجاد مصادر لتأمين المساعدة لهم حيث بات لدينا قناعة تامة بأن الأونروا تعتمد مثل هذه السياسة بهدف إذلال النازحين ودفعهم لمغادرة لبنان رغم استمرار الأحدات المأساوية والخطر الراهن في سوريا». وقال عثمان: «عقدنا أكثر من عشرة اجتماعات بين اللجان الشعبية والأونروا بحضور مدير المنطقة ومدير المخيم ومسؤولة برنامج الحماية يوهانا وهبة حسن منذ شهرين، ولا زالت الوكالة تناقش أعداد النازحين». ودعا عثمان «منظمة التحرير الفلسطينية» والدولة اللبنانية، إلى «تحمل مسؤولياتهما والقيام بواجباتهما تجاه النازحين، لأنه لا يجوز أن يبقى وضعهم هكذا دون مد يد العون لهم».

من جهته، أمين سر «اللجان الشعبية» عبد المقدح (عن «قوى التحالف الفلسطينية»)، لفت إلى وجود 355 عائلة فلسطينية نازحة من سوريا في مخيم عين الحلوة، وهي الآن تعيش ظروفا قاسية. ويشكل النازحون عبئا كبيرا على العائلة المضيفة، وهم بحاجة إلى المساعدات الفورية، لذلك نفذت وستنفذ اللجان الشعبية الفلسطينية سلسلة من التحركات ضد سياسة «الأونروا» من الاعتصام كخطوة أولى. بدوره، أمين سر «اللجان الشعبية» (عن «منظمة التحرير الفلسطينية») أبو هاني موعد، تحدث عن دور مستغرب ومستهجن من قبل «الأونروا»، تجاه إغاثة النازحين الفلسطينيين من سوريا. ودان «السياسة غير المبالية تجاه هؤلاء النازحين الفلسطينيين، ورغم المطالبات المتواصلة فإن الأونروا، لا زالت في طور الدراسة والإحصاء من دون تقديم الحد الأدنى من المساعدات الإنسانية، وبالتالي نحملها المسؤولية الكاملة عن وضع هؤلاء النازحين الصحي والاجتماعي». أمين سر «تجمع المؤسسات الإسلامية» إبراهيم المقدح (منظم لجنة الزكاة والصدقات في عين الحلوة) قال: «لدينا تخوف من ازدياد عدد النازحين من سوريا في ظل استمرار الوضع الجاري هناك وبات تأمين الاحتياجات على عاتق المؤسسات الأهلية واللجان الشعبية، ورغم ذلك فإن التقديمات التي قدمت للعائلات النازحة، لا تكفيهم لسد الرمق، معلنا عن رفض السياسة المتبعة من قبل الأونروا تجاه النازحين، وهي تتحمل المسؤولية الكاملة عن إغاثتهم».

ويؤكد النازح الفلسطيني من سوريا م. ح. عبد الدايم، أنه «منذ وصولنا إلى المخيم نهاية تموز الماضي، لم تقدم لنا الأونروا أي شيء من المساعدات العينية، لتأمين مقومات الحياة لنا، وما قدمته بعض المؤسسات لا يكفي سوى لأيام محدودة، وبتنا نفضل العودة إلى سوريا، بالرغم من قساوة ما يجري هناك على أن نتحول إلى متسولين لتأمين مقومات العيش لنا من قبل الأونروا، والجهات المعنية». وقال: «نحن لا نملك الحد الأدنى من مقومات الحياة، والآن نحن في الصيف وننام على الأرض. وبعد قليل سندخل في فصل الشتاء. وسيكون وضعنا أصعب بكثير، لذلك نناشد الجميع وجميع الجهات المعنية تأمين المساعدات اللازمة لنا إلى حين عودتنا إلى منازلنا».

المصدر: محمد صالح - السفير