
الإثنين، 20 كانون الثاني، 2025
شهدت منطقة
صيدا ومخيماتها الفلسطينية احتفالات واسعة بنصر المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة،
وذلك في أعقاب الانتصار الذي تحقق في معركة "طوفان الأقصى"، التي أثبتت
خلالها المقاومة صمودًا أسطوريًا في مواجهة العدوان الصهيوني. وجاءت الاحتفالات
بمشاركة جماهيرية حاشدة، حيث عبرت الجماهير عن فرحتها بالنصر الذي تحقق بعد نحو
عام ونصف من الحرب العدوانية التي شنتها آلة الحرب الصهيونية على قطاع غزة.
ففي مخيم عين
الحلوة، انطلقت مسيرة جماهيرية كبيرة جابت شوارع المخيم، وسط هتافات مؤيدة
للمقاومة والنصر. واختتمت المسيرة بوقفة أمام مسجد خالد بن الوليد، حيث ألقيت
كلمات ممثلي الفصائل الفلسطينية. بدأ الدكتور وائل ميعاري بكلمة تحالف القوى
الفلسطينية، تلاه إبراهيم السعدي ممثلاً القوى الإسلامية، ثم أبو علي حمدان ممثلاً
الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين. وجميعهم أكدوا على دعمهم الكامل للمقاومة
الفلسطينية، وثمنوا النصر الذي تحقق رغم العدوان الطويل وحرب الإبادة التي تعرض
لها قطاع غزة.
وبدوره ألقى
أيمن شناعة، عضو القيادة السياسية لحركة حماس في لبنان، كلمة حيا فيها صمود الشعب
الفلسطيني في غزة، مؤكدًا أن معركة "طوفان الأقصى" ستُكتب في صفحات
التاريخ كأحد أبرز محطات الصمود والتحدي. وأشاد شناعة بالمقاومة التي واجهت
الاحتلال الصهيوني والقوى الدولية، مشيرًا إلى أن العدو لم يحقق أيًا من أهدافه
المعلنة منذ بداية العدوان.
وقال شناعة:
"لن يستطيع العدو البقاء في غزة، وها هو اليوم يوقع اتفاقًا مع المقاومة التي
ادعى أنه سيسحقها، ولم يتمكن من تحرير أسراه بالقوة." وأضاف: "لقد رسمنا
هذا النصر بدماء شهدائنا الأبرار مثل أبو العبد هنية، يحيى السنوار، صالح
العاروري، فتح شريف، سمير فندي، وغيرهم من القادة والشهداء الذين قدموا أرواحهم
فداءً للوطن."
كما شهدت
مخيمات المية ومية، ومدينة صيدا، وإقليم الخروب، فعاليات متنوعة تضمنت مسيرات
جماهيرية ووقفات تأييد للمقاومة. وتم خلال هذه الفعاليات عرض شاشات لمتابعة أخبار
صفقة التبادل، بالإضافة إلى بث كلمة الناطق العسكري باسم كتائب القسام، البطل
الملثم أبو عبيدة، وسط تجمعات كبيرة من أنصار المقاومة.
وإحياء لذكرى الشهداء تم نصب حواجز محبة في مختلف المناطق، حيث صدحت المآذن
بأصوات التكبير والأناشيد الجهادية، ورفعت رايات حماس والقسام، بالإضافة إلى صور
القادة الشهداء الذين ارتقوا خلال معركة "طوفان الأقصى". وأكد المشاركون
في الاحتفالات أن هذه التضحيات ترسم طريق التحرير القادم بإذن الله.
وجسدت هذه الاحتفالات روح الوحدة والتضامن بين أبناء الشعب الفلسطيني، وأكدت
على أن النصر الذي تحقق هو محطة مهمة في مسيرة التحرير، وأن دماء الشهداء ستظل
شعلة تضيء طريق الحرية والكرامة.