ارتياح فلسطيني ولبناني في صيدا ومخيماتها لتوقيف نعيم عباس

الخميس، 13 شباط،
2014
حقق الجيش اللبناني
انجازا أمنيا مهما، بعدما اعتقل "العقل المدبر" و"كنز
المعلومات" السرية والمطلوب الابرز الفلسطيني نعيم اسماعيل محمود المعروف
باسم "نعيم عباس"، احد قياديي "الوية عبدالله عزام" والمساعد
الاول للمسؤول السعودي ماجد الماجد الذي توفي في المستشفى العسكري بعد توقيفه في
عملية امنية مميزة لمخابرات الجيش.
أهمية الانجاز الامني
تكمن في القاء القبض عليه اولا، اذ ان عباس واحد من المتوارين عن الانظار منذ
سنوات، قليل الحركة والانتقال حتى انه لا يظهر في حي حطين في عين الحلوة حيث كان
يقطن، ما يشير بوضوح الى اهمية العمل "الارهابي" الذي كان ينوي القيام
به والاشراف عليه، وثانيا بالمعلومات القيمة التي اعترف بها واعلن فصلا صغيرا من
فصولها، وتبين انه "الرأس المدبر" وحلقة الوصل بين التخطيط والتنفيذ
لعمليات ارهابية، وبالتالي فان القاء القبض عليه يعتبر صيدا ثمنيا وليس سهلا.
وفيما إستبعدت مصادر
أمنية، ان يكون لتوقيفه أي تداعيات أمنية على الساحة اللبنانية او الفلسطينية
وتحديدا في مخيم عين الحلوة الذي ينحدر منه، اعتبرت ان لحظة احتضار التنظيم
"الارهابي" قد حانت بعد وفاة الماجد، واعتقال عمر الاطرش وغيرهما.
وقد واكب مخيم عين
الحلوة توقيف عباس، واتخذ الجيش اللبناني اجراءات امنية مشددة في جميع قطعاته
المحيطة بالمخيم خشية هروب احد من اعضاء خلية الموقوف، ودقق في هويات المارة، وعزز
من مواقعه.
اما داخل المخيم، فلم
تتأثر الحركة باعتقال عباس وبقي الوضع طبيعياً وانصرف ابناؤه الى متابعة التفاصيل
والمعلومات التي ادلى بها، بل ان كثراً عبروا عن ارتياحهم لنبأ اعتقاله لانه في
رأيهم ازاح ثقلا كبيرا عن كاهل المخيم على قاعدة ان كل واحد يتحمل مسؤولية أعماله
"الاجرامية"، وانه لا غطاء سياسي لاي مخل بالامن والاستقرار في اي من
المناطق اللبنانية.
كما ترك توقيف عباس
ارتياحا لدى الفاعليات السياسية والروحية والاجتماعية في صيدا، حيث أعربت هذه
الفاعليات عن تقديرها للجيش والدرو الكبير الذي يقوم به في حماية لبنان.
من هو نعيم عباس؟
وعباس، هو ابن مخيم
عين الحلوة يقيم مع عائلته في حي حطين انضم في مطلع شبابه الى حركة
"فتح" ومنها انتقل الى "حركة الجهاد الاسلامي" وقد اوقفته
مخابرات الجيش خلال النصف الثاني من التسعينات بعد مشاركته في اطلاق صواريخ في
اتجاه الاراضي الفلسطينية من جنوب لبنان. وبعد وقت قصير اطلق بمساعي من "حركة
الجهاد" لكنه فصل منها كما اكد ممثل الحركة في لبنان ابو عماد الرفاعي لقيامه
بعمل من دون علم الحركة.
قرار الفصل كان نقطة
التحول، اذ بدأ العد العكس الفعلي في حياته نحو التطرف، من خلال توجهه الى العراق
حيث قاتل الى جانب الاسلاميين المتشددين ضد الاحتلال الاميركي، وزاد تشددا بعد
معركة نهر البارد بين الجيش اللبناني وتنظيم فتح الاسلام بزعامة شاكر العبسي، قبل
ان يسطع نجمه مجددا في العام 2009 ضمن اعترافات الموقوفين محمد عوض وروبير كفوري
بالعمل لوضع عبوة ناسفة لعباس في عين الحلوة بطلب من الموساد الاسرائيلي.
وتؤكد مصادر فلسطينية
ان عباس توجه اكثر من مرة الى سوريا وساهم في تدريب وتوجيه العديد من الشباب
للقتال ضد النظام السوري، وهو يعرف جيدا مخيم اليرموك الذي امضى فيه نحو سنتين
اثناء وجوده في حركة "الجهاد الاسلامي".
يذكر انّ والد عباس
عضو سابق في "الجبهة الديمقراطية" لتحرير فلسطين ووالدته من ال شبايطة،
ومتزوج ولديه اربعة الاولاد بنتان وصبيان.
وبعد توقيف عمر
الاطرش واعترافاته الخطيرة عن عباس، اصبح الرجل المطلوب رقم واحد لدى الاجهزة
الامنية والجهات المعنية وبات يشكل عبئا على مجمل القوى والفصائل الفلسطينية
خصوصاً داخل مخيم عين الحلوة خشية تحميله مسؤولية وتبعة العديد من التهم الكبيرة
والخطيرة جدا الموجودة بحق عباس وابرزها علاقته في انفجار الرويس والضاحية
الجنوبية ووضع عبوات ناسفة على اتوستراد الرميلة ضد دوريات لـ"ليونيفيل"
وصولا الى علاقته باغتيال اللواء فرنسوا الحاج وجرائم أخرى.
المصدر: "النشرة"