اشتباكات عين الحلوة
خلّفت دماراً في البنى التحتية والمنازل والمحال التجارية
عون جال في محيط
المخيّم.. وأحمد الحريري: للإسراع بإزالة آثار الأحداث
الجمعة، 14 نيسان،
2017
عاد الهدوء إلى مخيّم عين
الحلوة في أعقاب انتشار القوّة لمشتركة، في الأماكن المتّفق عليها سابقاً، الأمر الذي
مكّن أهالي المخيّم وتحديداً أبناء حي الطيري من تفقّد ممتلكاتهم، وسط تكشّف عن دمار
هائل لحق بالمنازل والمحال التجارية والسيارات والبنى التحتية من الكهرباء والمياه،
حال دون العودة النهائية الى المنازل المدمرة.
وتنصبُّ الجهود على إعادة
إصلاح شبكتي المياه والكهرباء، وبحث التعويضات المالية للمتضرّرين وفق ما أوضح عضو
اللجان الشعبية الفلسطينية عدنان الرفاعي بأن «الأولوية بعد عودة الهدوء ووقف إطلاق
النار، هي لإصلاح ما تضرّر كي يتمكّن أبناء المخيّم من العودة إلى منازلهم سريعاً،
داعياً وكالة «الأونروا» والمؤسسات الفلسطينية والدولية والفصائل، إلى «أخذ درها سريعاً».
وقام وفد من وكالة «الأونروا»
ضم مسؤول الامن في لبنان طالب الصالحاني، مدير منطقة صيدا الدكتور ابراهيم الخطيب ومدير
منطقة صور المهندس فوزي كساب، بجولة تفقدية في مخيّم عين الحلوة، للاطلاع على حجم الاضرار
التي لحقت بمؤسسات الوكالة الصحية والتربوية والاجتماعية والخدماتية، على ان يتم مسحها
لاحقاً من قسم الهندسة، وتقدير الموقف لجهة استتباب الامن واعادة فتح المؤسسات لاستئناف
دورة الحياة مجدداً.
كما قام وفد من «الهيئة
302 للدفاع عن حقوق اللاجئين» بتفقّد حي الطيري في المخيّم والاطلاع على أوضاع الأهالي
من قبل رئيس الوفد علي هويدي.
حركة «فتح»
وأعلنت قيادة حركة «فتح»
في لبنان عن أن «الجهد الفلسطيني المشترك أسفر عن اتفاق واضح ومُلزم للجميع حول الحالة
الشاذّة التي شكّلها المدعو بلال بدر من خلال سلوكه الإجرامي وإصراره على تعطيل كافة
الاتفاقات التي اعتمدتها قيادة الفصائل، وقيامه بإطلاق النار على القوّة المشتركة ما
أدى الى سقوط قتيل وعدد من الجرحى والقيام بتحدي كافة الفصائل والقيادات»، لافتة إلى
أنّ «القيادة الفلسطينية اتخذت قرارها الجماعي والقاضي بالإجراءات التالية الحاسمة
وهي:
1 – تفكيك حالة بلال بدر
وإنهائها بشكل كامل لأنها أصبحت تشكل خطراً على الأمن الاجتماعي الفلسطيني.
2 – انتشار القوّة المشتركة
في حي الطيري وتتموضع في المواقع التي تجدها مناسبة لحفظ الأمن وضبط الوضع الداخلي
ومطاردة المدعو بلال بدر ومجموعته.
3 – تنفيذ قرار القيادة
الفلسطينية، وهو قرار شمولي وطني إسلامي باعتبار بلال بدر مطلوبا هو ومن معه لأنه أرتكب
جريمة بحق الكل الفلسطيني.
وفي بيان لها، أشارت الحركة
إلى أن «إعطاء بعض المهل لأطراف تريد التدخل والوساطة لم يكن نابعاً من ضعف أو تردد،
ولكن حرصاً على المخيّم وأهله، وحرصاً على العمل المشترك»، منوّهة «بالدور الايجابي
الذي أدته قيادة الجيش والأجهزة الأمنية من اجل تحقيق الأهداف التي اعتمدتها قيادة
الفصائل مجتمعة، وهذا ما شكل دعامة أمنية وسياسية وتعزيز العلاقات اللبنانية الفلسطينية
والانتصار لأمن المخيّم ضد الحالات الإرهابية التي تمارس الجريمة»، وكاشفة عن أنّ
«القوّة المشتركة مدعومة من قيادة الأمن الوطني الفلسطيني أقدمت على تنفيذ القرارات
التي تم اعتمادها ودخلت حي الطيرة، واستطلعت ما فيه، وسيطرت على المناطق المجاورة للحي
والمتداخلة معه والمسيطرة على المنافذ وكان لا بد من دراسة كافة تفاصيل زواريب وطرقات
الحي ودراسة المستجدات التي حدثت.
اجتماع في مكتب
الشيخ حمود
وعلى صعيد اللقاءات السياسية،
عُقِدَ في مكتب رئيس «الاتحاد العالمي لعلماء المقاومة» الشيخ ماهر حمود في صيدا لقاء
ضم إليه، أمين سر تحالف القوى الفلسطينية، ممثل «حركة الجهاد الإسلامي» في لبنان أبو
عماد الرفاعي، ممثل حركة «حماس» في لبنان علي بركة ونائبه الدكتور احمد عبد الهادي
«أبو ياسر»، مسؤول «القيادة العامة» في لبنان أبو عماد رامز ومسؤول العلاقات السياسية
لـ«حركة الجهاد الإسلامي» شكيب العينا، فيما لم يتمكن أمين سر حركة «فتح» قي لبنان
فتحي أبو العردات من المشاركة، معتذراً لوجود ضيوف لديه في سفارة فلسطين في بيروت.
وجرى خلال اللقاء بحث بالأوضاع
الأمنية في عين الحلوة على خلفية انتشار القوّة المشتركة في حي الطيرة وفقاً للاتفاق
الفلسطيني الذي العن قبل أيام من صيدا، وتواري بلال بدر.
واعتبر الشيخ حمود أنّ
«ما جرى في عين الحلوة لجهة وقف إطلاق النار وانتشار القوّة المشتركة في الطيري وتواري
بدر هو أفضل الممكن، ففي ظل الظروف التي رأيناها في الأيام الأخيرة لم يكن هنالك مجال
للحسم العسكري، وان شاء الله تعالى تكون مقدمة لأمن وأمان المخيّم وجواره وأيضاً محاصرة
حقيقية لكل متطرف وإرهابي».
واعتبر الرفاعي أنّ «الجهود
تركّزت على منع انفجار الوضع واخذ المخيّم إلى مصير مجهول».
بدوره، اعتبر بركة أن
«تفكيك المربع الأمني للمطلوب للعدالة بلال بدر هو انجاز للشعب الفلسطيني، وهو انتصار
على الفوضى»، مطمئناً أهالي المخيّم بأنّ «القوّة المشتركة المدعومة من الفصائل والدولة
اللبنانية ستواصل العمل على حفظ الأمن والاستقرار»، ومعتبراً أنّ «بلال بدر فار من
العدالة وملاحق ومطلوب للقوّة الأمنية، وهو في مخيّم عين الحلوة وسيبقى مطلوباً للقوّة
المشتركة».
أما عضو المكتب السياسي
لـ «الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين» علي فيصل فأكد خلال جولة له على المخيّم «أهمية
انتشار القوّة الفلسطينية المشتركة لضمان الأمن والاستقرار، ودعوة «الأونروا والمؤسّسات
الاغاثية التحرك العاجل لمساعدة المتضررين».
قائد الجيش
وعلى صعيد المواقف اللبنانية،
دعا قائد الجيش العماد جوزاف عون خلال تفقّده الوحدات العسكرية المنتشرة في مدينة صيدا
ومحيط مخيّم عين الحلوة، قادة الوحدات إلى تكثيف التدابير الأمنية، لا سيّما في محيط
المخيّم والمعابر المؤدية إليه، لحماية المواطنين ومنع تسلّل الخارجين على القانون.
وأكّد أنّ «الجيش سيردّ
بحزم على أيّ استهداف يطال المراكز العسكرية أو التجمعات السكنية المحيطة بالمخيّم،
وأيّ محاولة لنقل الاشتباكات إلى خارجه»، لافتاً إلى أنّه «من غير المقبول استمرار
الاقتتال العبثي الذي تفتعله بين الحين والآخر عناصر إرهابية ومتطرفة، كونه يعرّض سلامة
الفلسطينيين وأهالي الأماكن المجاورة للمخيّم للخطر المباشر، وينعكس سلباً على الحياة
الاقتصادية والمعيشية لمنطقة صيدا».
وختم العماد عون: «إنّ
أمن المخيّمات الفلسطينية وأيّ بقعة من الأراضي اللبنانية هو جزء من الأمن الوطني الشامل،
وبالتالي فإن من مصلحة الجميع الإسهام في حماية الاستقرار وذلك من خلال عدم إيجاد أي
ملاذ آمنٍ للإرهابيين والمطلوبين للعدالة، والتعاون مع الجيش والقوى الأمنية لإلقاء
القبض عليهم».
الحريري
الى ذلك، جال أمين عام
«تيار المستقبل» أحمد الحريري على عدد من من قادة الاجهزة الامنية في الجنوب في مركز
المحافظة في سراي صيدا الحكومي مطمئنا منهم الى الوضع الأمني في المدينة ومنطقتها ومخيّماتها
خاصة في اعقاب الأحداث الأمنية التي شهدها مخيّم عين الحلوة، ومثنياً على جهودهم في
حفظ الأمن والاستقرار في المدينة ومنطقتها.
ورافق الحريري في الجولة
منسق عام «تيار المستقبل» في الجنوب الدكتور ناصر حمود، ومستشاره للشؤون الصيداوية
رمزي مرجان، ومستشاره للشؤون الأمنية يوسف اليمن ومنسق العلاقات مع القوى الأمنية في
المستقبل – الجنوب سامر السن.
وشملت جولة الحريري، قائد
منطقة الجنوب الاقليمية في قوى الأمن الداخلي العميد سمير شحادة، الذي التقاه بحضور
جمال صفي الدين، والمدير الاقليمي لأمن الدولة في الجنوب العقيد نواف الحسن والمدير
الاقليمي للأمن العام في الجنوب الرائد علي قطيش، ورئيس فرع المعلومات في الجنوب المقدم
زاهر عاصي، الذي التقاه بحضور رئيس مكتب صيدا الرائد فؤاد رمضان.
وأكد الحريري إثر الجولة
«على أهمية إنهاء ذيول الاشتباكات ونشر القوّة المشتركة وإعادة الهدوء الى المخيّم».
وقال: «لطالما كان الوضع
الأمني في المخيّم اشبه بـ»ريختر» يعكس ترددات السياسة في غير مكان، فنأمل ان لا يكون
ما جرى جزءا من هذه الترددات، وأن لا يتكرر لأن استقرار عين الحلوة يعني استقرار صيدا
التي تعتز بأنها حاضنة اللجوء والقضية الفلسطينية وستبقى حريصة على اهلنا في المخيّم
وسلامتهم بالتعاون مع الأخوة الفلسطينيين ومع الأجهزة الأمنية والعسكرية اللبنانية
«.
وأضاف: إن الوضع في المخيّم
لا يزال بحاجة الى المزيد من العناية السياسية والأمنية والإغاثية كون المخيّم حاليا
اشبه بالانسان المصاب الذي لا يزال في مرحلة المداوة الأولية للإصابة والحؤول دون مضاعفات
لها»، مشدّداً على «ضرورة الاسراع في ازالة اثار الأحداث الأخيرة، وأن تتحمل الجهات
المعنية ولا سيما الدولية مسؤولياتها في هذا السياق لجهة تأمين عودة نازحي المخيّم
وخاصة الذين تضررت بيوتهم بالمسارعة للتعويض عليهم واعادة البناء والترميم وتوفير كل
مستلزمات انتظام الحياة الطبيعية في المخيّم «.
عودة الحياة إلى
الجوار
أما جوار المخيّم، ففي
الوقت الذي دخلت فيه المدارس بعطلة عيدَيْ الفصح، عمدت المحال والأسواق التجارية إلى
استعادة جزء من حركتها، فيما عادت الحياة إلى «مستشفى صيدا الحكومي» بعد عودة الهدوء
إلى عين الحلوة، حيث حضر إليها رئيس اللجنة الإدارية الدكتور أحمد الصمدي وفريق عمل
المؤسسة.
وعاود المستشفى نشاطه الطبي
للحالات العادية والطارئة، وكانت انطلاقته الجديدة عبر ولادة قيصرية قام بها فريق العمل
الطبي.
وأكّد الصمدي «استمرار
عمل المؤسسة بشكله الطبيعي»، شاكراً «كل من ساهم بالتعاون مع المؤسسة خلال الظروف الأمنيّة،
وبشكل خاصّ جميع المسؤولين السياسيّين وعلى رأسهم وزير الصحة غسان حاصباني، نواب، فاعليّات
المنطقة، محافظ الجنوب، القادة الأمنيّين، لجنة إدارة الكوارث في الجنوب، جميع المؤسّسات
الإستشفائيّة الّتي تعاونت على استقبال مرضى المؤسّسة، وفريق العمل الّذي صمد داخل
المستشفى وخارجها متحدّياً الصعاب ومحافظاً على استمراريّة المستشفى في العمل».
المصدر: سامر زعيتر - موقع
اللواء