افتراءات واكاذيب ضد مستشفى حيفا تدحضها حقائق
الثلاثاء، 22 كانون الثاني، 2013
تعرض للحرق في الكاميرون، خضع للعلاج هناك لمدة 12 يوماً.نقل إلى بيروت بطائرة خاصة لمتابعة العلاج، استقبلته مستشفى حيفا التابعة لجمعية الهلال الأحمر الفلسطيني، نقلته عائلته من حيفا إلى مستشفى آخر. وبعد جولة على المستشفيات وعندما لم يتوفر له مكاناً أعادته عائلته.. إلى حيفا بعد تحسن ملحوظ أصرت عائلته على نقله إلى مستشفى آخر، ما لبث أن فارق الحياة وسط اتهامات للهلال الاحمر من قبل الاهل وتحميل مسؤولية وفاته لمستشفى حيفا.
ومحمود تيسير أحمد في العقد الثاني من العمر، اردني الجنسية. سافر الى الكاميرون منذ سنة ونصف للعمل وتأمين مستقبله، عمل في مصنع يملكه اللبناني احمد الحسيني.
بتاريخ 18/5/2012 تعرض المصنع للحرق، ونالت النيران من جسد محمود.نقل الى مركز صحي هناك وبقي مدة اثنى عشرة يوماً تحت العلاج .وبما ان احمد الحسيني هو عديل الدكتور حسن الناطور اخصائي" جراحة الفكين والتجميل" في مستشفى حيفا الواقع في مخيم برج البراجنة، والتابع لجمعية الهلال الأحمر الفلسطيني فقد اتصل به لمتابعة علاج المصاب في لبنان.
وتم التواصل بين الحسيني والناطوروالطاقم الطبي المشرف على علاج محمود قبل ايام من وصول محمود حيث عرض الناطورعلى اللجنة العلمية في مستشفى حيفا حالة المصاب مزوداً بعدة تقارير وصور لامكانية اخذ الموافقة على علاجه في مستشفى حيفا.
وبالفعل اتخذت اللجنة العلمية الموافقة على مبدأ أن يتم بحث الموضوع بالتفصيل لحين وصول المصاب.
يقول الدكتور عوني سعد مدير مستشفى حيفا: في هذه الاثناء حضرت إلى المستشفى والدة المصاب وابنتها للكشف على المستشفى والإطلاع على جهوزية غرفة العزل قبل وصول ابنها محمود. وكانت النتيجة أن وافق الأهل على إدخال الابن المصاب إلى مستشفى حيفا لتلقي العلاج اللازم، وهناك تفويض موقع باسم وليد احمد،والد المصاب لعلاج ابنه ومؤرخ بتاريخ 30-5-2012(مرفق التفويض)
ايضاً وبتاريخ 30 أيار 2012 تلقى مستشفى الهلال الأحمر اتصالاً من إدارة مطار رفيق الحريري الدولي يفيد أن المصاب محمود أحمد سيصل بيروت ولكن من دون تحديد ساعة الوصول. فأخذت المستشفى إجراءاتها من حيث تجهيز سيارة الإسعاف والطاقم الطبي وأعطيت الأوامر لهم ليكونوا على أهبة الإستعداد لاستقبال المريض و توجهت سيارة الإسعاف ومن معها ودخلوا حرم المطار ونقلت المريض والفريق الطبي المرافق من الكاميرون لتعود سيارة الإسعاف والطواقم الطبية إلى مستشفى حيفا وقام الفريق الطبي المرافق تسليم المصاب داخل المستشفى حوالي الساعة الثانية عشر ليلاً و لم تتمكن ادارة المستشفى من الإتصال بأهل المريض بسبب عدم ترك عنوان أو تليفون للإتصال بهم في حال وصول ولدهم الى المستشفى. وفور استلام المستشفى المصاب سارع الأطباء والطبيب الأخصائي البدء بإجراء الفحوصات الطبية وأعطي العلاج المناسب لحالته بحيث تجاوب المريض للعلاج.
وبناءاً على رغبة الاهل وافقت ادارة المستشفى على احضار معالج للحروق من قبلهم ليطمئن قلبهم، كون من واجب المستشفى الاهتمام براحة المريض اولاً ولاهل المريض ثانياً من الناحيتين النفسية والمعنوية.
ومن منطلق القاعدة الذهبية للطب القائلة" على المريض اختيار طبيبه" وافقت ادارة المستشفى على طلب تقدم به الاهل لنقل ابنهم الى مستشفى آخر، وكان لهم ذلك بعد توقيع الوالد تيسير محمود احمد على(اقرار خروج على مسؤولية المريض) بتاريخ 4-6-2012(مرفق الاقرار)
وقامت ادارة المستشفى بالإجراءات الإدارية واللوجستية لنقل المريض إلى مستشفى آخر بتاريخه ورافق المريض طاقم طبي مع سيارة الإسعاف التابعة لجمعية الهلال الأحمر الفلسطيني. فوجئ الاهل برفض المستشفيات الأخرى استقبال المريض ، نتيجة التكلفة المادية التي ليس باستطاعة الأهل تحملها والتي بلغت حد ال20000 دولار. ولم يقتصر الأمر على ذلك بل أن الطبيب المعالج قام مراراً وتكراراً بمحاولة الإتصال بعدد من المستشفيات في منطقة صيدا ولكن دون جدوى.
وبعد مضي أكثر من 6 ساعات متواصلة ما بين التنقل والبحث على مستشفى آخر عاد الأهل ليطلبوا إعادة المريض إلى مستشفى حيفا مرة أخرى.
فما كان من ادارة المستشفى الا الموافقة على اعادة استقباله مرة اخرى ومتابعة علاجه.
بعد مرور اربعة ايام وبتاريخ 8-6-2012 طلب اهل المريض مرة اخرى اخراج ابنهم لنقله الى مستشفى آخر.وتأكيداً لما سبق رفضت ادارة مستشفى حيفا اخراجه هذه المرة الا بعد جلب موافقة مسبقة من المستشفى الذي تعهد باستقبال المريض، وذلك حرصاً على سلامته وخوفاً من تكرار ما حصل في المرة الاولى.
وبعد تلقي مستشفى حيفا موافقة من مستشفى السلام في طرابلس تم نقل المريض بتاريخ 8-6-2012.( مرفق التقرير رقم 3 ).
بعد 12 يوماً من نقل المريض الى مستشفى السلام اسلم الروح لبارئه بعد معاناة دامت اكثر من 30 يوماُ.
هنا انتهت معاناة الشاب محمود احمد لتبدأ مرحلة الاتهامات لمستشفى حيفا والدكتور حسن الناطور. فقامت شقيقة المتوفي "نيفين احمد" وعبراحدى الشاشات المحلية باتهام مستشفى حيفا تارة ان اخاها خطف من المطار وتارة ان وفاة اخيها كانت نتيجة جرثومة انتقلت اليه من المستشفى وغيرها من الافتراءات كالاهمال وعدم كفاءة المستشفى لاستقبال مثل هذه الحالات اضافة الى انتشار الجراثيم والبكتيريا.
ولدى استفسارنا من مدير مستشفى حيفا الدكتور عوني سعد عن هذه الافتراءات ، اظهر بعض المستندات الرسمية مدحضاً ما جاء على لسان شقيقة المتوفي موضحاً اولاً الوضع الصحي الحرج الذي كان يعاني منه المريض قبل وفاته قائلاُ: ان درجة الحروق في جسم المريض وصلت بنسبة 60 الى 65 % بمختلف الدرجات وهذا بحد ذاته عرضة للخطر الشديد وبالتالي هو معرض بكل الاحوال الى خطر انتشار sepsis اي ( فشل كلوي) حتى ولو ضمن العلاج المتقدم، اضافة الى مضاعفات اخرى والتي لم تحصل اثناء وجوده في مستشفى حيفا بسبب تفاني الطاقم الطبي في تقديم افضل العلاج.
ثانياً- رداً على اختطاف المريض من المطار اريد ان اوضح انه كان هناك تواصل بين الطاقم الطبي في الكاميرون والدكتور حسن الناطور والاهل ولدى ورود اتصال من المطار لمستشفى حيفا توجهت سيارة الاسعاف وطاقم طبي من الهلال ودخلنا حرم المطار وقام الطاقم الطبي المرافق بتسليمنا المريض داخل مستشفى حيفا مع ملفه الطبي وقام الاهل بتفويض المستشفى بكتاب رسمي موقع من والد المريض.
ثالثاً- بخصوص الخدمات الفندقية فأننا نأسف لما عرضه التليفزيون بحيث كان مغايراً تماماً للحقيقة لأنها عرّضت عن قصد او عن غير قصد بشئ من التشويه غير المسبوق وليس المقصود بذلك التليفزيون بل من زودهم بتلك الصور. وهنا احب ان انوه ان معظم الصور التي عرضت كانت قد التقطت في المركز الصحي في الكاميرون وخاصة الصورة التي تظهر المريض وهو في البانيو.
وبهذا الصدد اوضح ان مستشفى حيفا متعاقدة مع شركة تنظيف خاصة تعمل 24 ساعة على 24 ساعة على مدار الاسبوع.
ثالثاً- اما من جهة الادعاء ان هناك جرثومة فقد دحض سعد بالوثائق هذه الافتراءات اذ اظهر مستندات ممهورة بختم وتوقيع مدير الهيئة اللبنانية للطاقة الذرية بلال نصولي تفيد انه نتيجة اجراء المسح الاشعاعي من قبل فريق الخبراء لغرفة الاشعة ومحتوياتها الواردة في التقرير المرفق تبين ان الجرعة المكافئة(Equivalent dose) ضمن المستوى المسموح به سنوياً وفق معايير السلامة الأشعاعية(ICRP60) المعمول بها دولياً.
وهذه الافادة صالحة لغاية10-12-2013 على ان لا يكون هناك اي تعديل في الغرفة او الجهازاو في تدابير الوقاية الاشعاعية.(مرفق التقرير).
رابعاً- اما الادعاء بوجود بكتيريا في المستشفى فقد اثبتت الفحوصات الفصلية التي تقوم بها مختبرات ميدكس للتحاليل الطبية لجميع اقسام ومرافق المستشفى والمتضمنة :غرفتا العمليات- العناية الفائقة – الاجهزة في غرفة العناية الفائقة – اسرة غرفة العزل – فحص الماء – مكان اعطاء الاوكسجين – اوكسجين غرفة العزل – تخدير غرفة العمليات، انها خالية من وجود اي بكتيريا، (مرفق التقرير).
من جهة ثانية أكد سعد موافقته ما ورد على لسان البروفسور روي نسناس رئيس قسم الطب والامراض الجرثومية في مستشفى اوتيل ديو من على شاشة تلفزيون الجديد والمتعلق بوجود بكتيريا في كل المستشفيات ولكن بنسب مسموح فيها وتتراوح بين 3 و5
خامساً –الطبيب الشرعي الذي استقدمه اهل المتوفي يقول في تقريره ان الوفاة كانت نتيجة بكتيريا مصدرها الامصال.
ورداً على ذلك اجاب سعد ان الامصال تأتي للمستشفى مختومة، مضيفاً الى ان بدون اجراء زرع لا يمكن للطبيب الشرعي تحديد نوع الجرثومة وبالتالي مصدرها.
سادساً- حول ما اشاعت شقيقة المتوفي عن استدعاء اشخاص من الشارع لمساعدة الطاقم الطبي لحمله، فقد اكد سعد ان هذا محض افتراء لان لم يحصل في تاريخ المستشفى ان استعان الطاقم الطبي بأشخاص من الشارع، فلدى المستشفى اكتفاء من الاطباء والممرضين والموظفين المؤهلين للقيام بكافة الاعمال.
وننوه هنا ان مستشفى حيفا موجودة داخل مخيم برج البراجنة وتضم 46 سريراً، تتوزع على كافة الاقسام ومنها: الجراحة العامة – الباطني – الاطفال – وغرفة العناية الفائقة المجهرة بالكامل وتضم ثلاثة اسرة، اضافة الى قسم الطوارئ – العمليات – اشعة –مختبر وصيدلية داخلية.
ورغم الامكانيات الضئيلة والمتواضعة المتوفرة للمستشفى الا انها تقدم خدمات جمة للاجئين في المخيمات وخارجها وغيرهم من الجنسيات الاخرى.
فخلال العام 2012 تم معالجة 12121 حالة مرضية ومنها على سبيل المثال وليس الحصر 1312 عملية جراحية موزعة بين عمليات كبرى ووسطى الى جانب 232 حالة دخول لقسم العناية الفائقة، ولم يظهر اي انتشار للبكتيريا او الجراثيم ولم تسجل اي شكوى بهذا الخصوص.
علماً ان هناك خمس مستشفيات تابعة لجمعية الهلال الاحمر الفلسطيني موزعة على كافة الاراضي اللبنانية منها مستشفى حيفا، جميعها تعمل على تلبية الحاجات الصحية والاجتماعية للشعب الفلسطيني دون تمييز.
المصدر: حسن باكير - موقع الرشيدية