أكيد على أمن
المخيّمات وعدم استغلالها لتهديد استقرار لبنان
الأحمد يلتقي
بري وتوافق على تحرّك لمواجهة تقليصات خدمات «الأونروا»

الإثنين، 10 آب، 2015
أعطت زيارة عضو اللجنة المركزية
لحركة «فتح» المشرف العام على الساحة الفلسطينية في لبنان عزّام الأحمد إلى لبنان،
دفعاً وحِراكاً للملف الفلسطيني في ظل جملة من الملفات والقضايا المتعلّقة بالواقع
الفلسطيني في لبنان، والعلاقات مع الجانب اللبناني، في وقت تمر القضية الفلسطينية بظروف
دقيقة مع:
- تمادي العدوان الإسرائيلي
بهمجيته بارتكاب مجازر، وليس آخرها حرق عائلة سعد دوابشة، ما أدّى إلى استشهاده أمس
الأول، بعدما كان قد استشهد نجله الرضيع علي الأسبوع السابق، فيما لا تزال زوجته ريهام
وابنهما أحمد يعانيان من حروق بليغة.
- تقليص وكالة «الأونروا»
لخدماتها، ما يهدّد بوقف العديد من البرامج الموكلة إليها، وتحديداً في مجالات التعليم
والاستشفاء والإغاثة.
- حالة الترقّب لتداعيات
التوتّر التي ما زال يعاني منها مخيّم عين الحلوة، إثر جريمة اغتيال قائد «كتيبة شهداء
شاتيلا» في حركة «فتح» في المخيّم العميد طلال بلاونة (طلال الأردني) وإبن شقيقه، وما
سبق ذلك من أحداث أدّت إلى سقوط عدد من الضحايا والجرحى.
وعلمت «اللـواء» بأنّه في
برنامج الأحمد لقاءات فلسطينية - فلسطينية وفلسطينية - لبنانية، تهدف إلى تثبيت الأمن
والاستقرار في المخيّمات لتأكيد أهمية تفويت الفرصة على المصطادين بالمياه العكرة لتوتير
الأوضاع داخل المخيّمات، وفي طليعتها مخيّم عين الحلوة، من خلال استهداف كوادر في حركة
«فتح» لجرّهم إلى أحداث أمنية تنفيذاً لأجندات خارجية.
وزار الأحمد رئيس مجلس النوّاب
نبيه بري، في مقر الرئاسة الثانية في عين التينة، حيث التقاه بحضور سفير دولة فلسطين
في لبنان أشرف دبور وأمين سر فصائل «منظمة التحرير الفلسطينية» في لبنان فتحي أبو العردات.
وأطلع الأحمد الرئيس على
الأوضاع في الساحة الفلسطينية، وخاصة التطوّرات الأخيرة في فلسطين، والتصعيد والاعتداءات
والعدوان الذي تقوم به المنظّمات الإرهابية الصهيونية وقطعان المستوطنين، خاصة الجرائم
الوحشية التي ارتكبوها، وآخرها حرق عائلة دوابشة في قرية دوما، والتي ذهبت ضحيتها الرضيع
علي دوابشة قبل أسبوع، واستشهاد والده يوم السبت الماضي متأثّراً بجراحه، وكذلك تصاعد
وتيرة الاستيطان في مختلف أنحاء الضفة الغربية، وخاصة عاصمة فلسطين القدس، ومحاولة
تهويدها وتغيير هويتها الفلسطينية العربية، والاعتداءات المتواصلة على المسجد الأقصى
المبارك.
كما جرت مناقشة موضوع «الأونروا»
وتقليص خدماتها، ومحاولاتها لتأجيل افتتاح العام الدراسي للطلاب في المدارس التابعة
لها في الدول المضيفة للاجئين الفلسطينيين، حيث تم الاتفاق على تنسيق التحرّك المشترك،
وخاصة اللبناني - الفلسطيني وبقية الدول المضيفة لإيجاد الحلول لهذه المشكلة، التي
تهدّد الآلاف من الطلبة الفلسطينيين ومستقبلهم.
وجرت أيضاً مناقشة الأوضاع
الأمنية في المخيّمات الفلسطينية في لبنان، وخاصة مخيّم عين الحلوة، والمحاولات المشبوهة
الجارية لتفجير أوضاعه الأمنية من قِبل بعض الجهات الإرهابية، والتي كان آخرها اغتيال
العقيد طلال بلاونة، والتأكيد على الأمن والاستقرار في المخيّمات، وعدم استغلالها لتهديد
الأمن اللبناني وملاحقة القتلة ومثيري الفتن والفوضى.
وعقد الأحمد سلسلة من الاجتماعات
الفلسطينية في مقر سفارة دولة فلسطين في بيروت، حيث استقبل وفداً مركزياً من «الجبهة
الديمقراطية لتحرير فلسطين» برئاسة نائب الأمين العام فهد سليمان وعضوية أعضاء المكتب
السياسي صالح زيدان، علي فيصل وابراهيم النمر وعضو اللجنة المركزية عدنان يوسف.
وناقش الطرفان الأوضاع الفلسطينية
العامة في ظل العدوان المتواصل الذي يقوده المستوطنون ضد شعبنا في الضفة الغربية، وآخرها
الجريمة الإرهابية بحرق عائلة دوابشة، التي تُعتبر وصمة عار على جبين المجتمع الدولي
الذي لم يحرّك ساكناً، معتبرين «أنّ الجريمة ليست سوى نتاج سياسة التمييز العنصري وحملات
التحريض المتواصل من قِبل قادة الاحتلال الذين يتحمّلون مسؤولية مباشرة عن هذه الجريمة
الارهابية».
ودعا الطرفان «المجتمع الدولي
إلى إدانة الجرائم الاسرائيلية التي ترتقي إلى مستوى جرائم الحرب، ما يتطلب محاكمة
إسرائيل دوليا عن ارهابها بحق الفلسطينيين وعن جرائمها بالاستيطان والتهويد والاعتقال»،
مطالبان بوضع «خطة استرتيجية نضالية توحد الحالة الفلسطينية في مواجهة المشروع الاسرائيلي،
والإسراع بعقد اجتماع الإطار القيادي المؤقت لوضع الخطوات العملية التي تكفل إنهاء
الانقسام وتوحيد الجهود الوطنية في مواجهة الهجمة العدوانية الصهيونية، ورص الصفوف
واستجماع عناصر القوة الفلسطينية وزجها في معركة الدفاع عن الارض الفلسطينية وعدم الاكتفاء
بالتحركات الدبلوماسية على مستوى مجلس الأمن الدولي ومحكمة الجنايات الدولية، على أهميتها،
بل الانتقال لخطوات اكثر عملية وتطبيق قرارات المجلس المركزي، بوقف التنسيق الأمني
وتعميم سياسة مقاطعة المنتوجات الإسرائيلية، وتوفير الحماية للقرى والبلدات والمزارع
التي تتعرض لهجمات قطعان المستوطنين.. وتوفير الأرضية التي تضمن اطلاق المقاومة الشعبية
في وجه الاحتلال والاستيطان».
وأكد الطرفان «الموقف الفلسطيني
بالنأي خارج اطار الصراعات المحلية والاقليمية، ودعوة الدولة اللبنانية الى دعم هذا
الموقف باجراءات تساهم، اقتصاديا واجتماعيا، بتحصينه وتحمي خيارات الشعب الفلسطيني
الوطنية، والتعاطي مع النازحين الفلسطينيين من سوريا بشكل اخوي وانساني سواء على مستوى
الاقامة أو التقديمات، وتعزيز العلاقة بين الحالة الفلسطينية ممثلة بالسفارة والفصائل
الوطنية والقوى الاسلامية والحالة الشعبية، لقديم الموقف الفلسطيني موحدا على قاعدة
المبادرة الوطنية للفصائل والقوى الاسلامية، وتعزيز مكانة القوة الامنية وتعزيز دورها
وملاكها ورفع الغطاء عن اي عابث بأمن المخيّم»، محمّلان «وكالة الغوث» والدول المانحة
مسؤولية توفير الاموال اللازمة لسد العجز في الموازنة العامة»، ومؤكدان «استمرار التحركات
الشعبية في لبنان وخارجه حتى الاستجابة للمطالب المشروعة «.
وترأس الأحمد اجتماعاً لقيادة
الساحة في حركة «فتح» بحضور السفير دبور وأبو العردات.
كما ترأس اجتماعاً لضبّاط
«قوّات الأمن الوطني الفلسطيني» في لبنان بحضور أبو العردات، أمين مالية الساحة منذر
حمزة، قائد «قوّات الأمن الوطني الفلسطيني» في لبنان اللواء صبحي أبو عرب وقائد «القوّة
الأمنية الفلسطينية المشتركة» في مخيّمات لبنان اللواء منير المقدح.
المصدر: اللواء