
الخميس 19 كانون الاول 2024
يشهد مخيم
البرج الشمالي للاجئين الفلسطينيين في صور جنوب لبنان، حالة من الغضب الشعبي
والاستياء العارم نتيجة قرار وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا"
إغلاق مبنى مدرسة فلسطين المتوسطة ودمج طلابها مع مدرسة جباليا المتوسطة، مع
اعتماد نظام الدوام الصباحي والمسائي، وهو ما أثار موجة من الاحتجاجات داخل
المخيم.
وأعلنت وكالة "الأونروا"
في بيان لها أن إغلاق مدرسة فلسطين يأتي ضمن إطار "حماية الطلاب الفلسطينيين
من أي مخاطر". إلا أن هذا القرار قوبل باستهجان واستنكار واسع من الأهالي،
الفصائل الفلسطينية، واللجان الشعبية والأهلية في المخيم، الذين وصفوه بالقرار
المجحف والذي يؤثر سلباً على العملية التعليمية.
وأصدرت
الفصائل الفلسطينية أمس بياناً أعلنت فيه عن بدء سلسلة تحركات احتجاجية، بدأت
بتعطيل الدوام الدراسي في المخيم رفضاً للقرار. وطالبت الفصائل وكالة الأونروا
بالعدول عن قرارها لما له من تأثيرات خطيرة على سير العملية التعليمية. كما دعت
هيئة العمل الفلسطيني المشترك إلى تبني موقف صريح وواضح لدعم مطالب الأهالي وإجبار
الأونروا على التراجع عن القرار.
من جهته،
استغرب حسني عيد، مسؤول الجبهة الديمقراطية في المخيم، قرار وكالة "الأونروا"،
وأكد أن إغلاق مدرسة فلسطين يترتب عليه آثار سلبية كبيرة على الطلاب والمعلمين،
مشيراً إلى أن الأهالي طالبوا منذ سنوات باستحداث مدرسة جديدة للمرحلة الثانوية،
إلا أن إدارة الوكالة تجاهلت هذه المطالب، واستمرت في تقليص الخدمات التعليمية.
واحتشد أهالي
طلاب مدرسة فلسطين للتعبير عن رفضهم للقرار، مؤكدين أن سياسة التقليصات التي
تتبعها "الأونروا" تمس قضايا جوهرية للاجئين الفلسطينيين. وطالب الأهالي
بافتتاح مدرسة ثانوية داخل المخيم لتخفيف الأعباء الاقتصادية عليهم، عوضا عن إغلاق
المدارس.
وفي بيان تلاه
الناشط الحقوقي سامي حمود، شدد الأهالي على رفضهم الكامل للقرار، داعين إلى
استمرار الحراك الشعبي والفصائلي، حتى تتراجع إدارة "الأونروا" عن
قرارها. كما أبدوا تمسكهم بعودة انتظام العملية التعليمية كما كانت في السابق.
وأكد محمود
طه، المسؤول السياسي لحركة حماس في مخيم البرج الشمالي أن الفصائل الفلسطينية في المخيم قررت تصعيد
تحركاتها ضد وكالة "الأونروا" حتى يتم تحقيق مطالب الأهالي. وشدد طه على
ضرورة عودة انتظام العملية التعليمية في كافة مدارس المخيم، بما فيها مدرسة
فلسطين.
من المتوقع أن
تشهد الأيام المقبلة تصعيداً في الاحتجاجات داخل مخيم البرج الشمالي، حيث أعلن
الأهالي والفصائل عن عزمهم المضي قدماً في خطوات تصعيدية، حتى يتم التراجع عن
القرار. فيما يستمر الأهالي في التأكيد على أهمية التعليم كحق أساسي، مطالبين "الأونروا"
بالوفاء بالتزاماتها تجاه اللاجئين الفلسطينيين.