«البارد»: الإجراءات الأمنية
تعود إلى الواجهة

الأربعاء، 13 آذار
2013
عادت قضية الإجراءات الأمنية
التي يتخذها الجيش اللبناني على حواجزه عند مداخل مخيم نهر البارد إلى الواجهة مجدداً،
بعد بروز حالات اعتراض كلامية تتخذ في بعض الأحيان شكلا تحريضياً، ما ينذر بتجدد السجال
حيال هذه المسألة التي كانت محط احتجاج في فترات سابقة وصلت إلى حد التصادم مع الجيش
وأسفرت عن سقوط قتلى وجرحى على خلفية تحركات كانت تطالب بتخفيف الإجراءات الأمنية.
وعلى الرغم مما تحقق في
الفترة الأخيرة من تخفيف واضح في الإجراءات وتسهيلات في عملية دخول وخروج الأهالي،
بناء لاتفاق بين قيادة الجيش وبعض المسؤولين الفلسطينيين بهدف التخفيف من حدة الاحتقان
حينها، إلا أن ذلك لم يقفل الملف. وأشار عدد من أبناء المخيم إلى أن الجيش اللبناني
رفع في الفترة الأخيرة من مستوى التدقيق على الحواجز، وتحديداً على النساء، مؤكدين
اضطرارهن لتمضية بعض الوقت عند الدخول والخروج بسبب التفتيش والتدقيق في أوراقهن الثبوتية.
وأوضحت معلومات لـ«السفير»
أن «عودة التشدد في الإجراءات تزامنت مع قيام الجيش بإجراء تبديل في صفوف وحداته التي
كانت موجودة سابقاً»، لافتة إلى أن «حالاً من الامتعاض والتململ بدأت تظهر عند سكان
المخيم، خصوصا مع عودة الأحاديث بهذا الخصوص بنبرة عالية من قبل البعض، تحمل نفساً
تحريضياً على غرار الأجواء التي سادت التحركات السابقة وحصل خلالها تصادم مع الجيش
اللبناني».
وترافق تحرك أبناء المخيم
حينها مع معلومات عن وجود أطراف تعمل على تأجيج الوضع في مواجهة الجيش اللبناني، خصوصاً
أن التحرك جاء في وقت كانت فيه منطقة عكار تشهد تحركات احتجاجية على مقتل الشيخ احمد
عبد الواحد، وهو ما أثار مخاوف من محاولة استغلال التحركات في المخيم لمصلحة ما يحصل
في عكار.
وقد أثمرت الاتصالات واللقاءات
التي تمت بين قيادة الجيش وبعض فصائل التحالف إلى التوصل إلى اتفاق بتخفيف الإجراءات
تمهيدا لإلغائها تدريجياً بما يعيد بناء جسور الثقة بين أبناء المخيم والجيش، ويساهم
أيضاً في إعادة فتح المخيم امام محيطه اللبناني وعودة الحركة التجارية إلى سابق عهدها
من الازدهار.
ولفت مصدر متابع إلى أن
«الجيش يقوم بإجراءات روتينة على الحواجز، وهناك عوامل عديدة تفرض التشديد في بعض الأحيان
كما هو حاصل في كل المناطق التي ينفذها فيها الجيش تدابير أمنية». ورجحت معلومات «أن
تكون الإجراءات مرتبطة بعملية التبديل التي حصلت في صفوف عناصر الجيش، أو نتيجة وجود
أشخاص أغراب من خارج المخيم نزحوا من مخيمات سوريا، وتقتضي الضرورات الأمنية التشدد
في التدابير من وقت لآخر».
المصدر: عمر ابراهيم -
السفير