البارد: سبحة الانفراجات تكرّ بالإفراج عن الموقوفين
الأربعاء، 18 تموز، 2012
كرّت سبحة الانفراجات في ملف مخيم نهر البارد على نحو فاجأ حتى أكثر المتفائلين من الأهالي، بحل قريب له بكل تداعياته الأمنية والسياسية والاجتماعية والقضائية. وجاء خبر الإفراج عن عدد من الموقوفين الفلسطينيين بتهمة الانتماء لتنظيم «فتح الإسلام» ليترافق مع جملة الأخبار السارة التي كان تلقاها أبناء المخيم قبل فترة، بعد إخلاء القضاء سبيل الموقوفين العشرة بتهمة الاعتداء على الجيش وإلغاء نظام التصاريح.
لا يختلف إثنان في نهر البارد على أن مرحلة جديدة بدأ يعيشها المخيم اليوم الذي باتت الأفراح عارمة في ديار سكانه، الذين احتفلوا بالخطوات التي تحققت على مدى الأسابيع الماضية. وهم ينتظرون الاحتفال الكبير بإلغاء الحالة العسكرية، وعودة المخيم الى سابق عهده، وإجراء المصالحة برعاية رئيس الحكومة نجيب ميقاتي. بالأمس تلقى أبناء البارد خبر الإفراج عن الموقوفين والأمل يحدوهم بإقفال الملف، خصوصاً أنهم يعتقدون أن هناك مظلومين في السجن، «ويجب أن يخرجوا إلى عائلاتهم ويواصلوا حياتهم الطبيعية».
صحيح أن من أفرج عنهم بالأمس، وتم تحويلهم إلى الأمن العام اللبناني بانتظار تسليمهم إلى ذويهم خلال ساعات، ليسوا إلا اثنين من البارد، من أصل 26 شخصاً ما زالوا في السجن، لكن خروجهم في هذا الوقت الذي يشهد فيه ملف البارد تقدما إيجابيا، جاء بمثابة «نصر» جديد حققته الفصائل والمرجعيات الدينية بالتعاون مع ميقاتي، «الذي نحفظ له ما قام به ونشد على يده لاستكمال ما بدأه لأنه الشخص الوحيد الذي وعد وصدق» (بحسب الفصائل). بالامس انتظر أبناء البارد وصول الموقوفين يوسف درويش وسعيد السعيد، لكن تأخر الإجراءات حال حتى وقت متأخر من ليل أمس الأول من الإفراج عنهما من مديرية الأمن العام اللبناني، وكذلك كان مصير الفلسطيني السوري علاء موسى وهو من فلسطينيي سوريا. وكان يقيم في منزل جده في مخيم البداوي، في حين أن المفرج عنه الرابع هو من مخيم عين الحلوة ويدعى محمد موسى.
خبر الإفراج عن الموقوفين، ترك أصداءً إيجابية في المخيمين، وتحديداً في البارد الذي يستعد أبناؤه لإقامة احتفال كبير بإلغاء نظام التصاريح، ومن المفترض أن يعلن خلاله فك خيمة الاعتصام القائمة في المخيم منذ نحو شهر تقريباً. ويؤكد عضو «رابطة علماء فلسطين» الشيخ محمد الحاج: «أن الإفراج عن الموقوفين عمل جيد نقدره لرئيس الحكومة ميقاتي، الذي كان التنسيق معه مثمراً في العديد من الملفات العالقة في مخيم البارد». وأضاف: «هناك ثلاثة اشخاص من المفرج عنهم من الفلسطينيين الذين يحملون الوثيقة اللبنانية وشخص رابع فلسطيني من سوريا، وهناك 26 موقوفاً ما زالوا في السجن وهم من مخيم البارد، ونتمنى أن يغلق الملف ومعه ملف البارد، خصوصا أن الإفراج عنهم يجب أن يستكمل بخطوة إلغاء الحالة العسكرية». وتابع: «لا يوجد أحد في البارد أو البداوي ضد عملية الإفراج عن الموقوفين، لأن الجميع يعلم أن هناك الكثير منهم أبرياء، ولا يجب أن يعاقبوا على ذنب لم يقترفوه، ونحن منذ اليوم الأول كنا نطالب بالعدالة ولا نريد غير ذلك».
وتشير معلومات خاصة لـ«السفير» إلى أن «التأخير في عملية الإفراج عن الموقوفين حتى مساء أمس، كان بسبب وجود ملف آخر عائد للموقوف السعيد، فضلاً عن بعض التدخلات لدى الدولة اللبنانية لعدم إرسال الفلسطيني محمد موسى إلى سوريا بسبب الأوضاع الأمنية هناك».
المصدر: عمر ابراهيم - السفير