القائمة

مواقع التواصل الأجتماعي

«البارد» و«البداوي» يهتفان لغزة

«البارد» و«البداوي» يهتفان لغزة
 
 
الإثنين، 19 تشرين الثاني، 2012
 
ألهبت غزة كعادتها جمهور مخيمي «البداوي» و«البارد». فلا يكاد يمر يوم على أبناء المخيمين منذ بدء العدوان إلا وينخرطون في تحرك داعم للمقاومة حيث يتوحد الجميع تحت العلم الفلسطيني ويلهبون حناجرهم بالشعارات.

ما يميز تحركات أبناء المخيمين هذه المرة هو حجم المشاركة الشعبية، ووحدة موقف القوى والفصائل الفلسطينية في التحركات كما في الخطاب الداعم المقاومة.

في مخيم «البارد» كان للتحركات نكهة خاصة، تمثلت بتفاعل أهله مع قضيتهم الأم، بعد انشغال دام نحو خمس سنوات في مشاكل النزوح وترتيبات العودة إلى المخيم، خرجوا خلالها مرارا الى الشوارع للمطالبة بتحسين ظروفهم المعيشية والاجتماعية والأمنية.

قد تكون صورة الشوارع والأحياء في «البارد» تغيرت بعد عملية الاعمار التي حصلت وغيرت في التركيبة البنيوية للمخيم، والتي كانت أزقته وأبنيته شاهدة على مدى عقود على مسيرات وتحركات مماثلة، قبل ان تدمر ويعاد بناؤها بحلة جديدة لا تشبه المخيمات، لكن صيحات المتظاهرين الغاضبين ووقع أقدامهم على الأرض ساهمت في إعادة الهوية إلى هذه الشوارع.

ما أضيف إلى جلسات أبناء المخيمين ونقاشاتهم هو الحديث عن انجازات المقاومة وعن مشهد الصهاينة وهم يختبئون في الملاجئ ويهربون لحظة سماعهم صفارات الإنذار، في مشهد يعبر عن نشوة لم يشعر بها يوما هؤلاء الذين كانت دموعهم تذرف لحظة مشاهدتهم أشلاء الفلسطينيين الذين يسقطون في القصف اليومي، والحسرة في قلوبهم على أقرانهم وهم يفرون عبر المعابر الحدودية إلى خارج قطاع غزة.

معادلة جديدة فرضتها المقاومة الفلسطينية بتصديها للعدوان، قراءة يستفيض أبناء المخيمين في تحليل انعكاساتها على الكيان الصهيوني ونتائجها الايجابية على مستقبل قضيتهم، وهم بكل أطيافهم وتلاوينهم السياسية باتوا أكثر قناعة بالتمسك بها والحفاظ على المقاومة، مصدر قوتهم، التي أثبتت للمرة الأولى قدرتها على المواجهة، فسقطت كل التحفظات السابقة حول جدوى المقاومة في مواجهة اكبر قوة عسكرية، وهو ما عبرت عنه حناجر المتظاهرين وهم يرددون «يا عربي افتح الحدود بدنا نقاتل اليهود»، «سلحونا سلحونا وعلى غزة أرسلونا».

المصدر: السفير

الصور: لاجئ نت