البداوي: رفع الجهوزية
«لمواجهة أي فتنة»

الأربعاء، 20 آذار، 2013
لم يكن الاجتماع الذي عقدته
فصائل المقاومة واللجان الشعبية الفلسطينية في مخيم البداوي أمس، لمجرد البحث والتداول
في آخر المستجدات المحلية والإقليمية، بقدر ما «كان تعبيراً حقيقياً عن حجم المخاوف
المستمرة من زجّ المخيمات، وتحديداً مخيم البداوي في أتون الصراعات الإقليمية والمحلية».
ولعل الفصائل التي حاولت
قبل فترة التخفيف من تلك المخاطر والتقليل من أهميتها، تجد نفسها أمام خطر حقيقي يتهدد
أمن المخيمات، ومنها مخيم البداوي، انطلاقاً من موقعه الجغرافي على خطوط التماس التقليدية
بين جبل محسن والمنكوبين والقبة، ونظراً لوجود العديد من الفصائل المحسوبة سياسياً
على سوريا داخله. وإذا كانت الفصائل، وتحديدا «حركة حماس»، قد استشعرت المخاطر، وسعت
قبل فترة إلى تنظيم جولة استباقية على قيادات طرابلس الإسلامية والسياسية والميدانية،
بهدف إبعاد المخيم عن الصراعات الدائرة في المدينة، إلا أن مفعول جولتها تلك، سرعان
ما تلاشت نتائجه مع عودة فتح ملف المخيم من باب توجيه الاتهامات إلى الفصائل الموالية
لسوريا، ودورها المفترض في سيناريوهات عسكرية كثر الحديث عنها في اجتماعات مغلقة وعبر
مواقع التواصل الاجتماعي، ومن خلال رسائل قصيرة توزع على الهواتف المحمولة، تتهم تلك
الفصائل بتحضيرات عسكرية بالتعاون مع قوى حليفة لها في طرابلس.
تلك الأجواء وضعت الفصائل
وقياداتها أمام تحد جدي وجديد، وأجبرتها على التعاطي مع الأمر من باب «درهم وقاية خير
من قنطار علاج»، وهو الأمر الذي دفعها إلى إعادة تشغيل ماكيناتها على خطيّ الشارع الفلسطيني
لتعزيز أواصر التواصل بين مكوناته، وعلى خط القيادات اللبنانية والرأي العام لتوضيح
موقف الفلسطينيين الرافض لأي شكل من أشكال التدخل في التجاذبات اللبنانية او جعله طرفاً
في الصراع الحاصل. وعلمت «السفير» أن الفصائل مجمعة على وحدة الصف، وعلى عدم السماح
لأي طرف باستهداف أي فصيل منها أو السماح لأي كان بالتفرد بقرار المخيمات لصالح أي
فريق سياسي لبناني، تتجه بعض القوى فيها لتقديم اقتراح بتشكيل قوة فلسطينية موحدة بهدف
الحفاظ على أمن المخيمات بالدرجة الأولى.
وأكدت مصادر فلسطينية رفيعة
المستوى أن «الاتصالات مع القيادات السياسية اللبنانية والمرجعيات الحزبية لم تتوقف،
وهي تحصل بشكل دروي، والهدف منها ليس حماية المخيمات فقط، لأن هناك قناعة بان الوضع
في لبنان خطير وفي حال وقع المحظور وحصلت الفتنة المذهبية، فإن الحديث عن تجنيب المخيمات
يبقى تفصيلاً لأن النيران ستطال الجميع».
وأصدرت الفصائل واللجان
الشعبية بياناً جاء فيه «تعقيباً على ما تناقلته بعض وسائل الإعلام، نقلاً عن بعض الأوساط
اللبنانية، الهادفة إلى الزجّ بالوجود الفلسطيني في لبنان عموماً، وفي مخيم البداوي
على وجه الخصوص، بالتجاذبات اللبنانية الداخلية، يهمنا أن نؤكد، أن الشعب الفلسطيني
في لبنان، ولا سيما في منطقة الشمال ومخيم البداوي، خارج التجاذبات اللبنانية الداخلية،
وهو ليس جزءاً منها، ويرفض رفضاً قاطعاً أي محاولات للزج به في أتون التجاذبات والصراعات
المحلية، اللبنانية والإقليمية، وأن مصلحة الشعب الفلسطيني الأكيدة تتمثل بوحدة وقوة
لبنان لأن في ذلك قوة ومصلحة فلسطينية ودعماً لنضاله من أجل حقوقه المشروعة وفي المقدمة
منها حقه في العودة إلى دياره التي هجر منها، وأن الفصائل الفلسطينية، وتأكيداً منها
على موقفها الواضح بالحياد الايجابي ووقوفها على مسافة واحدة من جميع الاطراف اللبنانية،
التقت مع المرجعيات اللبنانية المعنية، السياسية، والروحية، والأمنية في منطقة الشمال.
وقد لاقت جولتها استحسان وتأييد الجميع، ولم يقدم أي من الجهات المذكورة أي معلومات
أمنية، تشير إلى ما يتم تسريبه زوراً وبهتاناً، نجدد استعدادنا للتعامل مع اي معلومة
من أي طرف لبناني، والتعاون من أجل معالجتها».
المصدر: السفير