البـداوي: «الأونـروا» تـديـر الظهـر
الأربعاء، 26 أيلول، 2012
انضم فلسطينيو سوريا إلى أقرانهم في لبنان في حملة الدفاع عن حقوقهم. ونفذوا اعتصاما هو الأول لهم منذ هجرتهم القسرية من مخيمات سوريا إلى مخيم البداوي، لمطالبة «الأونروا» بتحسين ظروف معيشتهم. بالأمس احتشد النازحون بعدما استكملوا كل الإجراءات الشكلية المتعلقة بتحركهم لجهة إنشاء لجنة متابعة لشؤونهم ستكون الناطق الرسمي باسمهم، لحين عودتهم إلى مخيماتهم في سوريا، في مشهد يعكس نظرة هؤلاء إلى مستقبل عودتهم إلى سوريا، والذي لا يبشر بعودة قريبة.
ولعل تجربة نزوح أبناء مخيم نهر البارد الذين حضر بعض منهم كانت جاثمة أمام أعين الفلسطينيين السوريين، الذين استنسخوا بعضا من العبارات التي كانت ترفع حينها والمطالبة بتأمين مقومات الصمود والعيش الكريم، لحين العودة المفترضة إلى مخيمات سوريا تمهيدا للعودة إلى فلسطين، آملين أن لا تكون الوعود بالعودة إلى ديارهم كالتي وعد بها أبناء البارد سابقا بان «خروجهم مؤقت وعودتهم حتمية».
المشاركون في الاعتصام الذين تجاوز عددهم 150 شخصاً من أصل 260 عائلة تقطن في المخيم، انتقوا عباراتهم وشعاراتهم بعيداً عن أي إشارات سياسية أو رموز حزبية، رافعين علم فلسطين وحيداً بالرغم من مشاركة معظم الفصائل الفلسطينية في مخيم البداوي، في مؤشر على حرصهم على عدم الدخول في أتون الصراعات والتجاذبات الحزبية والتركيز على قضيتهم التي لخصوها بسلسلة مطالب عبر بيان سلموا نسخة منه إلى إدارة «الأونروا»، يدعوها إلى تحمل مسؤولياتها لجهة الطبابة والتعليم والإغاثة.
الاعتصام الذي نفذ بدعوة من اللجنة الشعبية ومؤسسات المجتمع المدني، ولجنة المتابعة لشؤون النازحين الفلسطينيين السوريين، استهل بكلمة مسؤول لجنة المتابعة أبو جهاد صقر الذي شكر فيها أهالي مخيمي البداوي والبارد لاستضافتهم في بيوتهم «رغم الظروف الصعبة التي يرزحون تحتها». وقال: «إن أولادنا لا زالوا خارج مقاعد الدراسة رغم بدء العام الدراسي منذ منتصف شهر أيلول، والطبابة للعائلات الفلسطينية من سوريا لا زالت محكومة بموضوع المراسلات بين سوريا ولبنان، وعلى المريض ان ينتظر مصيره لحين الرد على رسالته، إضافة إلى أن الإغاثة في الأونروا ما زالت تقوم منذ شهرين بإعداد الملفات والكشوفات وتسعى لتأمين التمويل من هنا أو من هناك، والعائلات الفلسطينية النازحة من سوريا تعاني الأمرين لتأمين قوت أولادها والبحث عن مأوى يقيهم حر الصيف وغداً لا تعلم ان كانت ستجد سقفاً يحميها من الشتاء».
وطالب أبو جهاد بمتابعة موضوع إقامة العائلات النازحة من مخيمات سوريا لدى الأمن العام اللبناني، مؤكداً أن «الاعتصام هو الأول، ولكنه لن يكون الأخير»، محذراً «الأونروا من سياسة إدارة الظهر لمعاناة النازحين الفلسطينيين من سوريا». وتحدث باسم «اللجنة الشعبية» ومؤسسات المجتمع المدني أبو رامي خطار، فأشار إلى تزايد عدد النازحين في مخيم البداوي، لافتاً إلى أن عددهم تجاوز مئتين وستين عائلة «يقيمون في منازل ضيوفاً عند أقاربهم وقلة منهم استأجروا بيوتاً رغم انعدام قدرتهم على دفع بدل الإيجار، الأمر الذي وضع الفصائل واللجان الشعبية ومؤسسات المجتمع المدني أمام مشكلة إنسانية حقيقية دفعتها للتحرك باتجاه المؤسسات الدولية وعلى رأسها الأونروا للاهتمام بموضوع السكن والإقامة وتأمين الاحتياجات الإنسانية الضرورية لهم»، مؤكداً على وجود تقصير من جانب الأونروا بحق النازحين «بعد مرحلة طويلة وتقاعسها عن القيام بواجبها الأساسي الخدماتي والإنساني، وعدم مبادرتها لمد يد العون والمساعدة للنازحين الفلسطينيين من سوريا، ما أدى بالبعض الى التفكير بالعودة رغم قساوة الأوضاع للحفاظ على كرامتهم الإنسانية».
وطالب عضو اللجنة المركزية لـ «الجبهة الديموقراطية لتحرير فلسطين» أركان بدر «الجهات الثلاث المسؤولة عن هذا الملف بتحمل مسؤولياتها الإنسانية وفي المقدمة منها الأونروا». كما دعا الحكومة اللبنانية «إلى مساواة النازح الفلسطيني بأخيه النازح السوري لجهة الإقامة».
المصدر: عمر ابراهيم - السفير