القائمة

مواقع التواصل الأجتماعي

الحركة الإسلامية تحرير فلسطين والعودة إليها وعد ربّاني وواجب إسلامي وحق إنساني

الحركة الإسلامية تحرير فلسطين والعودة إليها وعد ربّاني وواجب إسلامي وحق إنساني
 

الثلاثاء، 15 أيار، 2012

الحمد لله الذي أذن لنا بالقتال لرفع الظلم ودفع العدوان، ووعدنا بالنصر على الظالمين والمعتدين فقال: ((أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وَإِنَّ اللَّهَ عَلَى نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ* الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ بِغَيْرِ حَقٍّ إِلاَّ أَنْ يَقُولُوا رَبُّنَا اللَّهُ..)). [الحج 39]

والصلاة والسلام على سيّدنا محمّد الذي بشّر المظلومين بالنصر ولو بعد حين حيث قال:".. ودعوة المظلوم يرفعها الله فوق الغمام وتفتح لها أبواب السماء ويقول الربّ: وعزّتي وجلالي لأنصرنّك ولو بعد حين" (رواه أحمد وغيره 2/445) يا أهلنا الصابرين في فلسطين والشتات، يا أبناء أمّتنا الأماجد في كل مكان..

يا أحرار العالم: تمرّ علينا في هذه الأيّام ذكرى أليمة لا تُنسى، ومصيبة عظيمة حلّت بشعبنا وأمّتنا يوم (15 أيّار 1948)، وما زلنا نعاني مرارتها الى اليوم، احتلالاً لأرضنا, وتدنيساً لمقدّساتنا، وتشتيتاً وحرماناً لشعبنا، وتمزيقاً لصفّنا، بل ما زال العالم بأسره يعاني الحروب والإضطرابات، من جرّاء تواطؤ الدول الكبرى في دعم قيام "دولة اسرائيل" الباطلة على أرضنا، بل ما يجري من ثورات في العالم العربي ضدّ الأنظمة والحكّام هو من جرّاء ما اقترفوه من خيانات وتخاذل بحق فلسطين وأهلها.

فلن يهدأ العالم ولن تهنأ شعوبه بالأمن والسلام والاستقرار والرخاء، حتّى ينعم به أهل فلسطين، ويعودوا الى أرضهم التي باركها الله للعالمين)) وَنَجَّيْنَاهُ وَلُوطًا إِلَى الأَرْضِ الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا لِلْعَالَمِينَ)) (الأنبياء 71). فلا بركة في العالم إلّا اذا عدنا الى فلسطين، وزالت دولة الفساد والاستكبار دولة اليهود من بلادنا.

إنّ أهلنا في فلسطين اليوم يعانون من واقع مؤلم, لا سيّما استمرار الإحتلال الإسرائيلي، ومحاولات تهويد القدس وانتهاك حرمة المساجد والمصاحف، وبناء المزيد من المستوطنات، وتضييق الخناق على أهلنا في الأرض المحتلة عام 48 فضلاً عن معاناة آلاف الأسرى البواسل الذين يواجهون العَزْل والاضطهاد والاعتقال الإداري التعسّفي بأمعائهم الخاوية وسط صمت عربي ودولي مريب. اضافة الى ذلك استمرار الاعتداءات في الضفة وغزة الى جانب الحصار والتجويع، بينما ما زال بعضٌ من القوى الفلسطينيّة الرسميّة يُراهن على استجداء الحلول السلميّة العقيمة مع العدو المجرم الغادر، مع تعثّر جهود المصالحة الفلسطينيّة واستمرار معاناة الانقسام السياسي الحاد في غزّة والضفّة والشتات.

وفي الوقت نفسه تستمر معاناة أهلنا في بلاد اللجوء فنُحرم في لبنان من أبسط حقوقنا المدنيّة في العمل والتملّك وبناء المخيّمات المهدّمة وترميم البيوت الآيلة الى السقوط، في ظل أزمة سكنيّة ومعيشيّة خانقة، حيث ضاقت المخيّمات بأهلها، وانتشار البطالة وانسداد الأفق في وجه الشباب، وزيادة الاجراءات الأمنيّة حول بعض المخيّمات.. مع تراجع الأونروا في خدماتها الصحيّة والاجتماعيّة.. تجاه أهلنا المنكوبين، وتقصير المنظمات الفلسطينيّة في التخفيف من معاناة أهلنا, مع ازدياد الهوّة بين ترف المسؤولين والفقر المدقع لعامة أبناء شعبنا. كل ذلك يستدعي تعزيز الحراك الشعبي السلمي, لمواجهة سياسات الذل والإهمال والحرمان بحق أهلنا في المخيّمات, مع الثبات على حقّنا بالعودة الى كامل ترابنا وقدسنا، من خلال العمل الجاد والصادق والسريع لنصرة أهلنا في الداخل, خصوصاً الأسرى مع ما يتطلّبه ذلك من رأب الصدع, وتمتين الصف على أسس سليمة، واعداد العدّة لتحرير فلسطين ودحر الغاصبين: ((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اصْبِرُواْ وَصَابِرُواْ وَرَابِطُواْ وَاتَّقُواْ اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ)) (آل عمران 200).

يا أبناء شعبنا وأمّتنا: إنّ كل ذرة تراب من أرضنا, وكل قطرة دم من شهدائنا وجرحانا، وكل صيحة ألم من أسرانا ولاجئينا ومحاصرينا، تنادينا: فلسطين أمانة في أعناقكم، والجهاد من أجل تحريرها واجب مقدس، فكونوا على مستوى الأمانة والواجب، ولبّوا النداء بإيمانكم بربّكم، وصلاحكم وإخلاصكم ووحدتكم، وسلامة صدوركم من الأحقاد والأنانيّة، وطهارة صفوفكم من العصبيّات، وعقولكم من الأفكار الوافدة، وتربية الجيل على كتاب الله وسنّة نبيّه صلى الله عليه وسلّم, وعلى محبّة فلسطين والوفاء لها، وعلى تحصيل العلوم والتقنيّات الحديثة لمواجهة التحدّيات, وتحقيق وعد الله لنا في تحرير بيت المقدس وأكناف بيت المقدس ((.. فإِذَا جَاءَ وَعْدُ الْآخِرَةِ لِيَسُوءُوا وُجُوهَكُمْ وَلِيَدْخُلُوا الْمَسْجِدَ كَمَا دَخَلُوهُ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَلِيُتَبِّرُوا مَا عَلَوْا تَتْبِيرًا)) (الإسراء 7) ثم في إعلاء كلمة الله في الارض كلها في ظل خلافة راشدة على منهاج النبوة)) وَلَقَدْ كَتَبْنَا فِي الزَّبُورِ مِن بَعْدِ الذِّكْرِ أَنَّ الأَرْضَ يَرِثُهَا عِبَادِيَ الصَّالِحُونَ)) (الأنبياء 105) فلسـطين يا موطن الأنبياء... ومســرى الرسول ونبع الضيا تعالى النـداء ليـوم الفـدا... فهبّوا ســـراعاً ومـدّوا اليـدا فـهـل مـن ملـبٍ للنـداء؟

الإسلام مصدر قوتنا ورمز عزتنا وطريقنا للتحرير