الحص: ينبغي ان تبقى فلسطين واحدة وقطرا من الأقطار العربي
الثلاثاء 17 كانون الثاني 2012
عقدت اللجان الدولية لمسيرة القدس العالمية مؤتمرا صباح اليوم في فندق "غولدن توليب" برعاية الرئيس الدكتور سليم الحص، أعلنت فيه اطلاق "مسيرة القدس العالمية "يوم الثلاثين من اذار المقبل الذي يصادف الذكرى السادسة والثلاثين ليوم الارض".
حضر المؤتمر حشد من الشخصيات والفاعليات والقوى والاحزاب السياسية اللبنانية فضلا عن شخصيات وناشطين من دول اجنبية وعربية وممثلين عن اللجان الدولية لمسيرة القدس.
كلمة الافتتاح القاها عضو اللجنة المركزية الدولية لمسيرة القدس زاهر البيراوي الذي شدد على الاهمية التي "تمثلها مدينة القدس سياسيا وحضاريا ودينيا للشعب العربي الفلسطيني وللانسانية جمعاء"، داعيا الى حماية الاماكن المقدسة والاثرية، معتبرا ان "تغيير هويتها العربية والتاريخية والحضارية جريمة في حق الانسانية"، وطالب المؤسسات الدولية بالقيام بواجباتها نحو المدينة.
والقى الرئيس الحص كلمة بعنوان "الرهان على وحدة البنية العربية"، وقال: "القدس عاصمة فلسطين العربية وهي رمز ناطق لقضية العرب المركزية في فلسطين. فلا غرابة في أن نتوقف أمام ما تستثير هذه القضية من خواطر واستهجان في نفس كل مواطن عربي في الشرق والغرب".
أضاف: "القدس واحدة، ولو أن احتلال العدو الصهيوني لها أدى إلى التمييز على لسان كثير من العرب بين قدس شرقية وقدس غربية، على أن يكون الشطر الشرقي محط أمل الشعب الفلسطيني خصوصا والشعب العربي عموما في أن يكون هذا الشطر هو عاصمة فلسطين العربية. هنا لا بد لنا من أن نؤكد أن التمييز بين قدس شرقية وغربية يأتي عموما ضمن إطار الحديث عن تقسيم فلسطين بين دولة الإحتلال إسرائيل ووطن الفلسطينيين العرب. نحن نؤمن بأن فلسطين ينبغي أن تبقى واحدة وهي كلها ينبغي أن تكون قطرا من الأقطار العربية. وهذا لا يمنع أن يكون في فلسطين العربية جالية يهودية. فما من بلد في العالم اليوم لا يضم، إلى شعبه الأصيل، جالية أو جاليات من ذوي الانتماء أو التابعيات أو الأصول الأخرى. هذه سنة العصر الحديث. فما من مجتمع إلا ويضم فئات متنوعة الأصول لا بل وحتى متنوعة اللغات والثقافات. وعلماء الاجتماع يجزمون بأن هذا الواقع المتنوع هو في أغلب الحالات مصدر غنى للمجتمع. لذا فإن معظم مجتمعات العالم تضم أقليات متنوعة الأصول والانتماء، وهي تعيش بسلام وفي حال من التناغم البناء مع الأكثرية الغالبة في أكثر الحالات".
وتابع: "لعل هذا الواقع الديموغرافي المتنوع في لبنان هو من العوامل التي آلت إلى اعتماد لبنان نظاما يتسم بالحرية في شتى أركانه. وهذا ما يتميز به لبنان عن سائر أقطار الوطن العربي. والفئات التي تتمتع بالحريات التي يضمنها النظام في لبنان بقيت ضنينة بمزايا هذا النظام فلم تمكن المسؤولين من تعديل هذا النظام على حساب الحريات المعتمدة. وتبقى حال التنوع الفئوي شعبيا في لبنان هي الضمانة لعدم التفريط في نظام الحريات. وقد أضحى من المسلمات أن النظام في لبنان غير قابل التعديل ما لم يقترن التغيير بما يشبه الإرادة العامة للشعب اللبناني على تنوعه. فلا غلو في القول إن ظاهرة التعددية الفئوية وظاهرة الحريات المعتمدة هما توأمان. فلا تغيير في نظام الحريات المعتمد في ظل دوام استمرار التنوع في المجتمع اللبناني".
وقال: "يبدو لنا أن لبنان سيبقى متميزا في العالم العربي بنظام حرياته وسيكون في يوم من الأيام مصدر عدوى في العالم العربي بحيث يكون حافزا لأقطار عربية أخرى على التقارب تدريجا على قاعدة المزيد من الحريات. وعندما تتقارب أو تتشابه الأنظمة العربية فسيكون ذلك حافزا لتحقيق اتحاد عربي يكون الحلقة الأخيرة قبل تحقيق وحدة الوطن العربي من أقصاه إلى أقصاه. وهذا حلم كل عربي مخلص، من حيث أنه سيكون من شأنه إكساب الأمة العربية مقومات القوة والعزة على المستوى العالمي، علما بان ضعف الأمة حتى اليوم هو في تشرذمها".
وألقى كلمة المتضامنين الغربيين بول لا رودي، وقال: "يفترض ان نكون اليوم في القدس الذي كان يجب تحريرها منذ زمن طويل".
ولفت الى "انعدام العدالة في العالم"، مذكرا بما قاله مارتين لوتركينغ من "ان الظلم هو تهديد للعدالة، وان الظلم الذي لحق بالشعب الفلسطيني وقضيته العادلة هو أفدح امر عرفه العالم".
ودعا الى المشاركة في المسيرة العالمية، وقال: "ان تحرير القدس مسؤولية عالمية لا تقع على الشعب الفلسطيني فحسب"، منوها "بطول أناة وصبر الشعب الفلسطيني الذي بات يتعايش مع الظلم الكبير".
وقال منسق عام المؤتمر ربحي حلوم: "ان القدس هي القضية والشعار المركزي المقترح هو الحرية للقدس"، مؤكدا "ان شعوب العالم تريد انهاء الاحتلال".
واشار الى "ان الفكرة بدأت تتسع لتصل الى تشكيل لجان دولية تضم ممثلين من مختلف انحاء العالم لاطلاق مسيرة القدس العالمية تأسيسا على قاعدة بلورها "نداء الحرية" الصادر عن مؤتمر اللجان الدولية المنعقد في عمان منذ بضعة اسابيع تمهيدا لاطلاق هذه المسيرة في الثلاثين من شهر اذار حيث تصادف الذكرى السادسة والثلاثين ليوم الارض الفلسطيني، متزامنة مع فعاليات مماثلة في مختلف العواصم العالمية امام سفارات الكيان الصهيوني تنديدا ورفضا له ولمخططاته وجرائمه".
وأعلن "ان المسيرة سوف تجسد تحركا جماهيريا سلميا عالميا ينطلق من دول الطوق مع فلسطين وصولا الى اقرب نقطة ممكنة الى القدس بحيث لا ينضوي هذا التحرك تحت لواء اي طرف او فئة او حزب او تجمع او تنظيم او لون سياسي او ديني او فئوي. بل يتأسس على قاعدة دحر الاحتلال عن فلسطين وتحرير القدس من أسرها ومن مخططات الاستيطان والقتل والتدمير والتهجير والضم والهدم والتهويد".
غالاواي
بعد ذلك، تحدث النائب البريطاني السابق جورج غالاواي، مشددا على "اهمية مدينة القدس بالنسبة اليه حيث قضى اعواما طويلة في هذه المدينة، وتوقف عند مسألة الاحتلال التي تبعث على التشاؤم والقلق"، مشيرا الى ما تتناوله الصحف الاسرائيلية في هذا الشأن، معتبرا "ان الاسرائيليين هم الذين يشعرون بالتشاؤم بالنسبة للمستقبل"، داعيا الفلسطينيين الى "عدم الاستعجال للتوقيع والقبول بما هو ظالم والاستفادة من الوقت من اجل المطالبة بالعدالة للشعب الفلسطيني".
ورأى "ان الوقت قد حان للمطالبة بالعدالة للشعب الفلسطيني ولا سيما لجهة الحقوق القانونية والانسانية وفي مقدمها حق العودة الى منازلهم وممتلكاتهم واراضيهم"، لافتا الى مئات الالاف المتروكين في المخيمات الفلسطينية ما يشكل كارثة بالنسبة اليهم".
واكد غالاوي "ان مدينة القدس كانت وستبقى عاصمة فلسطين وقلبها ولا يمكن بيعها او التفريط بها، لانها لا تنتمي الى الشعب الفلسطيني فقط بل الى العالم بأسره"، ودعا الى المشاركة في المسيرة التي وان لم تحقق هدفها في الوصول الى القدس بل يجب ان يترافق ذلك مع حملات واسعة للدفاع عنها".
ثم تحدث ممثل الحركات الشعبية الفلسطينية داخل فلسطين مصطفى البرغوتي فأكد "حق الشعب الفلسطيني في الحرية والاستقلال واقامة دولته المستقلة". وحيا المشاركين في المؤتمر ووقوفهم الى جانب القضية الفلسطينية، منوها "بالمبادرة المتمثلة بالمسيرة نحو القدس والتي كانت نتيجة تضافر جهود القيمين في اللجان العالمية وتمسكهم بالقضية الحق".
وأعلن "ان القدس تتعرض لابشع انواع التطهير العرقي"، مؤكدا "الحق الانساني وحق الشعب الفلسطيني في هذه المدينة المقدسة التي تنتهك مقدساتها ليس الاسلامية بل المسيحية ايضا". واشاد "بمقاطعة البضائع الاسرائيلية التي هي حركة رائعة تشكل استنهاضا للانتاج الوطني وتلحق خسارة للمحتل الذي وصلت ارباحه الى 3 مليارات دولار"، منوها "بدور حركة التضامن الدولية مع قضية القدس وفلسطين عموما".
المصدر: لبنان الآن