القائمة

مواقع التواصل الأجتماعي

الديار: عين الحلوة على طريق نهر البارد واليرموك

الديار: عين الحلوة على طريق نهر البارد واليرموك


السبت، 29 آب، 2015

هل اتخذت حركة «فتح» قرارا بالحسم العسكري في معركة الاشتباكات التي دارت بين مقاتليها، والجماعات الاسلامية المتطرفة المرتبطة بالجماعات الارهابية خارج المخيم، واُجهض؟، وهل طُويت صفحة الاشتباكات التي استمرت ثلاثة ايام، حاصدة قتلى وجرحى واحدثت حالة نزوح جماعي لسكان بعض احياء المخيم، استعدادا لموجة جديدة من الاغتيالات كما كان يحصل في الجولات الماضية؟.

اسئلة تُطرح في مخيم عين الحلوة، الذي لم يستعد بعد اجواءه الطبيعية، في وقت امتنعت فيه العائلات التي هربت من جحيم النا، عن العودة الى منازلها، بسبب المخاوف التي تعتري فئات واسعة من سكان المخيم، سيما ان خرقا لوقف اطلاق النار،اسفر عن مقتل شخصين واصابة خمسة بجروح.

وتتخوف اوساط فلسطينية متابعة، من ان يكون ما جرى بعد قرار وقف النار، اشبه بـ «الهدنة»، سيما انها تمت بمباركة جميع الاطراف والفصائل الفلسطينية، وبدور بارز اضطلعت به القوى الاسلامية المتمثلة بعصبة الانصار الاسلامية والحركة الاسلامية المجاهدة التي يقودها الشيخ جمال خطاب، وهي قوى تجمعها علاقات جيدة مع كل الاطراف، بما فيها حركة «فتح» واخصامها الاسلامييين المتطرفين، وترى الاوساط ان المخاوف تتزايد من ان تسقط «الهدنة» عند اول استهداف امني جديد يُسجل في المخيم، لان اللعبة باتت الجماعات الارهابية تلعبها «ع المكشوف»، وهو ما دلّت عليه عمليات الاغتيال التي استهدفت كوادر فتحاوية قبل ايام ، وناشطين في «سرايا المقاومة» قبل شهرين، ولم يتم توقيف اي من المتورطين، وتلفت الى ان اي طرف لم يقدم ضمانات بوقف الاغتيالات، ولم توضع الاسس الضامنة لامن المخيم، بل بقي كل شيء مفتوحاً على كل الاحتمالات.

وفي رأي الاوساط، فان ما يعترض لجوء حركة «فتح» الى الحسم العسكري مع الجماعات الاسلامية المتطرفة، هو غياب الاجماع الفلسطيني حول هذه الخطوة التي تلقى معارضة شديدة من قوى وتيارات، ومنها عصبة الانصار الاسلامية والحركة الاسلامية المجاهدة وحركة «حماس»، وهذه التنظيمات الاسلامية الثلاثة تجمعها مع حركة فتح لجنة امنية وقوة عسكرية مشتركة ولقاءات تنسيق وتعاون مجتمعة مع الاجهزة الامنية والعسكرية اللبنانية، بالتالي فهي لا تعيش حالة طلاق مع الجماعات المتطرفة، بل هناك قنوات اتصال معها، وهي التي الزمتها بوقف اطلاق النار، وتقول ربما تشعر الجماعات الاسلامية المتورطة في عمليات الاغتيال التي تلاحق كوادر ومسؤولي حركة «فتح» في المخيم، بالغطاء الامني من «القوى الاسلامية»، في المقابل، فان عصبة الانصار الاسلامية والحركة الاسلامية المجاهدة قادرتان على لجم الجماعات، مع السماح لها ببعض الانفلاتات الامنية التي تحصل، والتي تؤدي بمعظمها الى اشكالات امنية تصل الى حد الاشتباك المسلح الذي يقسم المخيم الى محاور.

وتشير الاوساط نفسها الى ان الجميع كان يشعر بمخاطر السير نحو الانفجار، والقلق يتملّك السكان الذين يتلمسون حجم المعاناة اليومية التي يعيشونها في المخيم، في ظل غياب مرجعية سياسية وامنية واضحة لدى القوى والفصائل الفلسطينية، ومعها المعالجة الجدية التي تكفل ضمان امن المخيم وسكانه، فمع تنامي المجموعات الارهابية تبدو المعالجة شبه مستعصية ومكلفة، ولا طاقة للمخيم وسكانه ان يتحملوها، وهل بالامكان التعايش مع العبث والقتل المجاني؟ استجابة لاجندات قد يكون بعضها محلياً، وبعضها الآخر اقليمياً يرتبط بما يجري في ساحات عربية اخرى، ان خطورة الوضع الامني في «عاصمة» الشتات الفلسطيني عين الحلوة، باتت تستدعي الوصول الى ما لم تصل اليه القوى والفصائل الفلسطينية، وهو رفع الغطاء على المخلين بامن المخيم، وفتح كل المربعات الامنية امام القوة الامنية الفلسطينية المشتركة التي تمثل الجميع، وهذا الامر كفيل بان يقدم معالجة جدية لاخراج المخيم من دائرة التوتير الامني الذي يطل بصورة دورية على المخيم وسكانه.

من الازمات التي تزيد من حجم المخاطر في مخيم عين الحلوة، تقول الاوساط، ان قواه وفصائله المتعددة المشارب والمعتقدات مختلفة على النظرة من الاحداث وتداعيات ما يجري على مستوى المنطقة، وان ما تراه حركة «فتح» في المجموعات الاسلامية المتطرفة، لا تراه القوى الاسلامية المصنفة معتدلة، فالفتحاويون بدأوا يشعرون انهم يقاتلون الارهاب الذي يحمل عدة تسميات ليست مقتصرة على «داعش» او «جبهة النصرة»، بل تشمل «الشباب المسلم» و «جند الشام» و«فتح الاسلام»، وجميع هذه التسميات يتم تداولها في عدة احياء في المخيم، وتعتبر «فتح» ان هذه التنظيمات خارج الاجماع الوطني الفلسطيني الذي لا يرى قضايا الا قضية فلسطين، وهذه الجماعات مرتبطة بمشاريع سياسية وامنية مشبوهة، وهي تشكل تهديدا للمخيم ولسكانه، لارتباطها بحركة الارهاب التكفيري في المنطقة.

وتشير الاوساط، الى تجربتين مؤلمتين عاشهما الشعب الفلسطيني، بعدما تحولت ساحة مخيماتهم الى ساحة للصراعات العابرة للحدود، الاولى في مخيم نهر البارد في شمال لبنان، الذي توغلت اليه مجموعات ارهابية باسم «فتح الاسلام»، وكانت النتيجة تدمير ممنهج للمخيم وتشريد سكانه، والثانية في مخيم اليرموك، حيث تورط من تورط من الفلسطينيين الى جانب «داعش» و«جبهة النصرة» لمحاربة النظام في سوريا، وكانت النتيجة تدمير المخيم وتشريد سكانه، حتى وصل اكثر من 10 آلاف منهم الى مخيمات لبنان، ومنها مخيم عين الحلوة، فهل المطلوب ان تبقى هذه المجموعات تحظى بحرية الحركة، لترتكب عمليات الاغتيال وتروع السكان في عمليات امنية داخل المخيم وخارجه، او ان يتحول المخيم الى مأوى لكل الفارين من القضاء اللبناني، ومنهم رموز ارتبط اسمها بعمليات ارهابية استهدفت الجيش اللبناني، ومنهم احمد الاسير وعدد كبير من مناصريه، والفار فضل شاكر الذي لجأ الى المخيم، في اعقاب معركة عبرا التي خاضها الاسير ضد الجيش اللبناني.

فهل ينتظر الجميع كي يتزايد تنامي الجماعات الارهابية، ويتسع نفوذها الامني والعسكري، وهل يُطرح الحسم العسكري معها؟، ام ان الوقت يكون قد فات وعلى المخيم السلام، كما حصل مع «بارد» الشمال ويرموك الدمشقي.

المصدر: الديار