”الرسالة وصلت” في عين
الحلوة

الثلاثاء، 22 نيسان، 2014
تتوالى الأحداث الأمنية في مخيم عين
الحلوة للاجئين الفلسطينيين المحاذي لمدينة صيدا، بشكل متزايد، بما يؤشر إلى
انتهاء وثيقة المبادرة الفلسطينية التي وقعت عليها جميع الفصائل الوطنية
والإسلامية، خصوصاً وأن اغتيالات وتصفيات جسدية عدة تكررت في مخيمي المية ومية
وعين الحلوة منذ توقيع تلك الوثيقة.
وتدل ظاهرة الاغتيالات على صراع
مفتوح بين التنظيمات والفصائل الفلسطينية، التي شكلت معظمها لجان تحقيق لمعرفة
منفذي الاغتيالات، لكنها جميعها انتهت بعد أسبوع من إعلانها.
المقلق في مخيم عين الحلوة ان
العائلات الفلسطينية أصبحت غريبة في ظل الظاهرة الاسلامية المتشددة، التي تنامت
بعد أزمة سوريا ووصول مجموعات من النازحين الفلسطينيين السوريين إلى المخيم وبعضهم
من المقاتلين في عداد المجموعات التكفيرية.
جال مراسلنا في مخيم عين الحلوة بعد
حادثة اغتيال المدعو علي نضال خليل التي نفذت في منتصف ليل الأحد ـ الاثنين، وهو
مساعد الناشط الإسلامي المتشدد بلال بدر، وقد اغتيل في حي الصفصاف في مخيم عين
الحلوة بطلقات عدة في الرأس والقلب، كما جرح عدد من مرافقيه.
وكان صدر بحق علي نضال خليل حكم
قضائي غيابي بالإعدام من قبل القضاء اللبناني، قبل عدة أيام، بتهمة الانتماء إلى
تنظيم إرهابي وحيازة أسلحة. وخليل هو ابن أخت الإسلامي المتواري في مخيم عين
الحلوة الشيخ المتشدد أسامة الشهابي، وكان قاتل سابقاً مع تنظيم فتح الإسلام، وهو
ينتمي حالياً إلى تنظيم جبهة النصرة منذ عام 2012، وجند وأرسل عدداً من
الفلسطينيين للقتال في المعارك السورية، وتربطه علاقة وثيقة بأمير الجبهة أبو محمد
الجولاني.
أما المتواري المطلوب للعدالة
المتشدد أسامة الشهابي، فكانت الولايات المتحدة أدرجت منذ سنة اسمه على لائحة أخطر
المطلوبين في العالم، وكان قاتل في العراق وسوريا سابقاً، وحالياً هو قيادي في
جبهة النصرة - الجناح الفلسطيني في لبنان.
أحد سكان مخيم عين الحلوة، عبد ز.
قال لموقعنا إن المخيم "بات جزراً أمنية تسكن فيها مجموعات إسلامية مسلحة
متشددة، تستولي على أحياء جغرافية صغيرة، وتربطهم علاقة بتنظيم القاعدة".
وأضاف: "بعض من أبناء المخيم
سمحوا لهم أن يكون مخيم عين الحلوة ملاذاً آمناً على غرار تساهل عائلات مخيم نهر
البارد واستقبالها مثل هذة المجموعات التكفيرية، والتي أدت إلى ضرب العلاقات
اللبنانية ـ الفلسطينية والتعدي على الجيش اللبناني".
مصادر فلسطينية مطلعة كشفت لـNOW أن "جميع كاميرات المراقبة في مخيم عين
الحلوة عطلت منذ فترة من جهة معروفة، ولم تعرف الأسباب، وبعضها نزع من
مكانه"، وتؤكد المصادر ان "تعطيل كاميرات المراقبة ساعد المجرمين القتلة
الملثمين على التمادي بالقتل وفي عدم كشفهم".
مصدر مقرب من اسامة الشهابي يدعى أبو
عمر، علّق على الاغتيال بالقول: "سيأتي يوم الحساب لأن القاتل معروف من قبلنا
والرسالة وصلت للشيخ الشهابي".
المصدر: NOW