الرفاعي: عملية القدس جاءت في سياق النضال
والرد على الاعتداءات "الإسرائيلية"
.jpg)
السبت، 07 آذار، 2015
رأى ممثل حركة الجهاد الإسلامي في لبنان،
الحاج أبو عماد الرفاعي، أن عملية القدس الأخيرة أثبتت أن الشعب الفلسطيني يمارس دوره
النضالي بالدفاع عن القدس والمقدسات الإسلامية والمسيحية، خصوصاً بعد ازدياد التهديدات
"الإسرائيلية" والانتهاكات شبه اليومية للمسجد الأقصى، واصفاً تهديد وزير
الإسكان الصهيوني بأن عام 2015 سيكون عاماً لتقسيم المسجد، بـ "الخطير"؛
وقال:"هناك مجتمع صهيوني بدأ يزداد تطرفاً بشكل غير مسبوق، وهو ما سيواجهه الشعب
الفلسطيني بقوة، وسيضع حداً لجنوح وغلو المستوطنين في ممارسة القتل والإرهاب".
وقال الرفاعي في حديثه لقناة "الميادين":
إن المقاومة في القدس تتدحرج وتكبر، رداً على التصعيد "الإسرائيلي" المتدحرج.
واعتبر أن قرار المجلس المركزي بوقف التنسيق
الأمني مع "إسرائيل"، إن كان جدياً فيجب أن يرقى إلى مستوى التنفيذ،
"لأن العبرة تبقى بالتنفيذ"، موضحاً أن الأيام القادمة ستكشف إن كان هذا
القرار ملزماً أم آنياً، لافتاً إلى أن التنسيق الأمني كان يدفع "إسرائيل"
إلى المزيد من الاستيطان والتهويد، بسبب وجود من يحمي ظهر الاحتلال داخل المدن الفلسطينية.
وقال الرفاعي: "إن وقف التنسيق الأمني
سيعطي دفعاً إضافياً لاستمرار المقاومة ضد الاحتلال، خاصة وأن الحراك الشعبي في القدس
آخذ بالتصاعد".
غير أن الرفاعي شكّك في القرار، انطلاقاً
من تجارب سابقة صدرت فيها قرارات مماثلة دون أن تنفذ، وقال: "ما يعنينا هو التنفيذ".
وأكد أن الذهاب إلى مجلس الأمن، وإن كان
له بعض الفوائد لكنه لا يشكل أساساً، لأن الأساس هو الشعب الفلسطيني، والوحدة الفلسطينية،
والالتفاف حول خيارات الشعب الفلسطيني، والاعتماد على المقاومة كخيار أول وأخير.
وأسف الرفاعي للتغييب المقصود لمنظمة التحرير
الفلسطينية على مدى سنوات، في ظل توجه أمريكي وعربي لشطب دورها بعد توقيع اتفاق أوسلو.
ولفت الرفاعي الى أهمية إعادة الاعتبار
لمنظمة التحرير، وضرورة إشراك كل القوى والفصائل الفلسطينية في إطارها، والى إعادة
تفعيلها بعيداً عن المحسوبيات والتسلط والهيمنة، مطالباً بأن تكون المنظمة مظلة لكل
الشعب الفلسطيني وأن يُعاد إليها الاعتبار، لأنها حجر الزاوية في إعادة ترتيب البيت
الفلسطيني وإنهاء حالة الانقسام.
وأكد الرفاعي على أن محادثات وفد حركة الجهاد
مع المسؤولين المصريين تناولت جملة من الأمور التي تتعلق بالوضع الفلسطيني بشكل عام،
وبالعلاقة المصرية الفلسطينية والعلاقة بين الإخوة في حركة حماس والجانب المصري بشكل
خاص، إضافة إلى إعادة إعمار قطاع غزة، مشيراً الى أن النقطة المركزية التي تعني الشعب
الفلسطيني في هذه المحادثات هي المتعلقة بتسهيل الحركة على معبر رفح.
وقال: "لدى الجانب المصري بعض الملاحظات
حول الوضع الأمني بالدرجة الأولى، لكن هناك إشارات إيجابية قدمها الجانب المصري تجاه
معبر رفح، ونحن نتمنى أن نتوج ذلك بانفراج في العلاقة بين الإخوة في حركة حماس والجانب
المصري".
وأضاف:" نحن لعبنا دور الوسيط بين
الإخوة في حماس والجانب المصري، لتخفيف الاحتقان، وكانت اللقاءات إيجابية ومثمرة، وستنعكس
في القريب العاجل على أبناء الشعب الفلسطيني"، متمنياً على الإعلام المصري وقف
التحريض الإعلامي الذي تنتهجه بعض الوسائل الإعلامية ضد "حماس" بغية تخفيف
حدّة التوتر".
واعتبر الرفاعي أن القرار الذي أصدرته محكمة
مصرية، باعتبار حماس إرهابية، ذو أبعاد سياسية دون أن تكون له أبعاد إجرائية، لافتاً
الى أن "الأبعاد السياسية قد تكون في بعض الأحيان أخطر من الأبعاد الإجرائية بكثير،
لأنها تعطي انطباعاً سلبياً عن المقاومة".