«الزيتونـة»: تقويـم استـراتيجـي
للقضيـة الفلسطينيـة

الخميس، 07 شباط، 2013
أنهى «مركز الزيتونة» حلقة
نقاش موسعة عن «القضية الفلسطينية: تقويم استراتيجي لسنة 2012، وتقدير موقف استراتيجي
لسنة 2013». وقد عقدت الجلسات أمس في بيروت. وساهم فيها عدد من الباحثين والمشاركين
من لبنان، والأردن، ومصر، وفلسطين.
في الحلقة، شدد مدير مركز
الزيتونة محسن صالح، على المشهد الإسرائيلي والواقع الفلسطيني، ثم حاول أن يستكشف تطورات
البيئة المحيطة بفلسطين عربياً ودولياً، ثم قدم رصداً لأوضاع فلسطينيي الشتات.
أدار الدكتور أنور أبو
طه الجلسة الأولى، التي تحدث فيها كل من أمين السر لـ«حركة فتح» في لبنان فتحي أبو
العردات، ومسؤول العلاقات الخارجية في «حركة حماس» أسامة حمدان، ومحمود سويد مدير
«مؤسسة الدراسات الفلسطينية»، والعميد أمين حطيط وسهيل الناطور. وجرى استعراض عام للأوضاع
الفلسطينية والإسرائيلية في سياق قراءة عامة قدمه أبو العردات، وعرض حمدان للوقائع
المتغيرة، وتحفظ عن نيل فلسطين مكانة الدولة غير العضو في الأمم المتحدة، فرأى أن الخطوة
على الرغم من كونها إنجازاً، إلا انها ربما يكون لها انعكاس سلبي على قضية فلسطين.
وعرض سويد وعودا جديدة في المجال الدولي، ولا سيما في أوروبا وأميركا، من شأنها أن
تدعم الموقف الفلسطيني. ورأى حطيط أن المهم في ما يجري في العالم العربي هو المقاومة،
وأن أي تغيير لا يصب في مصلحة المقاومة سيكون مرفوضاً في نهاية المطاف. أما الناطور
فتحدث عن إمكان الوحدة الوطنية الفلسطينية، ولا سيما إجراء الانتخابات الرئاسية والتشريعية
في فلسطين، وكذلك انتخابات المجلس الوطني الفلسطينية.
الجلسة الثانية التي تحدث
فيها كل من محمد جمعة (مصر) ومحمد نور الدين وطلال عتريسي (لبنان) ووائل سعد (فلسطين)
تركزت على محاولة فهم المواقف البعيدة المدى لكل من تركيا وإيران، علاوة على رصد المشهدين
العربي والدولي معاً.
وقد أثارت ورقة نور الدين
عن تركيا نقاشات. أما الجلسة الثالثة التي أدارتها الزميلة نهلة الشهال فكانت عن إمكانات
تفعيل مؤسسات الشعب الفلسطيني في الشتات، كي تتمكن من أن يكون لها تأثير في القرار
السياسي الفلسطيني.
وقدمت الشهال مداخلة. وأعقبت
ذلك قراءة أوراق لكـل من أبو النمل ومحمود الحنفي، والزميل صقر أبو فخر، وجابر سليمان،
ووليد محمد علي. فتحدث الحنفي عن انعكاس الثورات العربية والمتغيرات في العالم العربي
على فلسطينيي الخارج، وتوقع انتفاضة فلسطينية في الخارج احتجاجاً على أوضاعهم.
وتكلم الزميل أبو فخر عن
إمكان تفعيل دور المنظمات الشعبية والاتحادات النقابية في سياق الانقسام الفلسطيني،
فرأى أن ذلك، بقدر ما هو حيوي وضروري، إلا انه سيتطاير هباء ما دامت منظمة التحرير
الفلسطينية لا تضم جميع الفصائل في إطارها، وما دام الجميع لم يتفق على برنامج سياسي
وطني واحد، ومن دون هذين الأمرين فمن العبث الاستناد إلى الاتحادات والمنظمات الشعبية
للتأثير في القرار الفلسطيني.
وأسهب سليمان في الحديث
عن حركة العودة وإنجازاتها، وعن العقبات التي حالت حتى اليوم دون تطورها إلى مصاف حركة
ذات مجرى واحد. واختتم فاعليات الحلقة وليد محمد علي بقراءة عامة للفلسطينيين في الشتات،
وشدد على أن الهدف النهائي لهؤلاء هو العودة وتحرير فلسطين كلها.
تمكنـــت الأوراق التي
قدمت من استـــدراج مناقشات مهمة عن الفلسطينيين في ســـوريا، وعـــن الموقف الصحيح
التي كان يجـــب اتخاذه، فضلاً عن احتمالات المصـــالحة بين «فتـــح» و«حمـــاس»، وعن
تعاظم الأدوار السياسية لكـــل من إيران، وتركــيا، والسعودية، في المنطــقة، وتأثير
ذلك كلــه في مستقبل قضـية فلسطين.
كما ناقش بعض المشاركين
مخاطر الدور التركي الجديد، وارتفاع حدة الكلام على الصراع السني ـ الشيعي، واحتمالات
قيام محور مصري ـ سعودي ـ تركي في هذا السياق.
(«السفير»)