القائمة

مواقع التواصل الأجتماعي

الزير: قضية اللاجئين حاضرة بقوة وتم توريثها إلى الأجيال الجديدة

الزير: قضية اللاجئين حاضرة بقوة وتم توريثها إلى الأجيال الجديدة


الثلاثاء، 17 أيار، 2016

بعد 68 عامًا على النكبة؛ كيف يبدو حال قضية اللاجئين الفلسطينيين الذين شتتتهم العصابات الصهيونية واحتلت ديارهم؟ إن الإجابة الحتمية عن هذا السؤال، يوضحها رئيس مركز العودة الفلسطيني في لندن، ماجد الزير، بقوله: إن "قضية اللاجئين حاضرة بقوة، وتم توريثها بأبجديات الصراع المعروفة إلى الأجيال الجديدة"، مشددًا على أن العودة إلى فلسطين ستتحقق.

"إن الشعب الفلسطيني حيثما تواجد في الداخل وفي الخارج برغم الظروف السياسية الصعبة والمؤامرة الدولية الرامية لشطب قضيته، قدّم أقصى ما يمكن من أجل استعادة حقوقه"، يقول الزير في حوار مع صحيفة "فلسطين"، مبينًا أن "من أبرز الإنجازات التي يمكن أن تُعد، بقاء القضية حية بعد سبعة عقود وبقاء صوت المطالبة الجماعي الفلسطيني قويا صادحا في سماء الدنيا".

ويضيف الزير: "نستطيع أن نقول: إن القضية تم توريثها بأبجديات الصراع المعروفة إلى الأجيال الجديدة، وما نراه من حضور فلسطين في عقول وقلوب وواقع الأجيال الجديد، لهو أوضح من أن يُنْكَر".

ويشير إلى "البرامج العملية الجادة والنافذة في السعي الحثيث للمطالبة بالحقوق، سواء بالمقاومة في الداخل والتجذر في الأرض لشعبنا في الداخل، أو مقارعة المحتل صباح مساء، أو الحفاظ على الهوية من قبل فلسطينيي الخارج وإسناد أهلهم في الداخل".

أما مقولة "الكبار يموتون والصغار ينسون"، فقد فشلت، بحسب الزير الذي يقول: "لم يستطع المشروع الصهيوني أن ينفذ مخططه من المراهنة على عامل الزمن، وطي التاريخ والتذويب الثقافي للفلسطينيين في بلاد الشتات"، منوهًا إلى أن الشعب الفلسطيني وظف عامل الزمن توظيفا علميا وتلقائيا، لصالح سعيه في استرجاع حقوقه.

ورغم حيازة الاحتلال الإسرائيلي أعتى ترسانة عسكرية في المنطقة، فإن الزير يوضح أن الشعب الفلسطيني يمتلك "أقوى سلاح وهو سلاح الإرادة والتمسك بالحقوق"، مردفًا: "لا يمكن للعدو الصهيوني أن يهنأ على أرضنا وأن يهرب بسرقته".

وبشأن المسارات التي يعمل بها اللاجئون الفلسطينيون في أوروبا لتحقيق العودة، يبين الزير أنهم "يعملون على الحفاظ على الهوية الوطنية الفلسطينية بأبعادها العربية والإسلامية، ثم إسناد أهلنا وشعبنا وإعلاء شأن قضايانا كالقدس وحق العودة وقضية الأسرى وحصار قطاع غزة، ثم المعاناة الدائمة والمستمرة لفلسطينيي المخيمات وقضيتهم حيث وجدوا".

ويلفت الزير، إلى أن مركز العودة الفلسطيني في لندن "نذر نفسه لإعلاء شأن حق العودة الفلسطيني في كل برامجه على مدار السنة، وكل خططه المرحلية والبعيدة المدى والمتوسطة لهذا الشأن، وهو يسعى لطرق كل المجالات لحق العودة سواء السياسي أو الضغط على البرلمانيين والتوعية السياسية لأصحاب القرار أو تحصين أبناء شعبنا في الشتات، لكي يعملوا لحق العودة والتعبئة الجماهيرية الفلسطينية والبعد الأكاديمي التأصيلي لقضية حق العودة عبر مؤتمرات بشراكات متعددة مع محافل أكاديمية مرموقة في الجامعات أو مراكز الدراسات، أو البعد القانوني والمسار الدبلوماسي أيضًا".

وينوه إلى أن "العودة" "توج مسيرته خلال 20 عاما من تأسيسه بحصوله على العضوية الاستشارية في الأمم المتحدة بما يعني هذا من فرص مهمة جدًا ومن حضور دائم لحق العودة".

وعما إذا كان هناك تغير في الموقف الغربي لصالح القضية الفلسطينية بعد نحو 99 سنة على الوعد الذي أطلقه وزير الخارجية البريطاني جيمس بلفور في الثاني من نوفمبر/تشرين الثاني 1917م، لطمأنة اليهود في شتى بقاع العالم، والتأكيد على تأييد الحكومة البريطانية لنواياهم الاستعمارية في اغتصاب فلسطين، يقول الزير: "نعم، هناك تغير نوعي ملموس".

لكنه يتابع بأن هذا التغير "ليس بالشمولية التي نتمناها ولكنه واضح ومعالمه كثيرة في الدائرة الأولى -دائرة الوعي بالحقوق الفلسطينية وإمكانية التعامل معها، ومنها فيما يتعلق بحق العودة، وهذا على صعيد الكتل البرلمانية التي تُعتبر ما قبل صنع القرار".

ويشير الزير، إلى حضور برلمانيين من بريطانيا وإيرلندا وإسبانيا والدنمارك، ومن دول أوروبية عدة، مؤتمر فلسطينيي أوروبا الـ14 الذي انعقد مؤخرًا في مدينة مالمو السويدية.

لكن على المستوى الرسمي، "لا ننسى أن الدول الأوروبية بشكل رسمي هي التي صنعت دولة الاحتلال وتمدها بحبل الحياة، ولها شراكات استراتيجية وسياسية وعسكرية واقتصادية مع الكيان الصهيوني"؛ والكلام لا يزال للزير.

ولا يتوقع الزير، "تحولا نوعيا" في المستوى الرسمي الغربي، "لكن نحن في مرحلة إحراج هذه الدول من أن تدعم الكيان الصهيوني وظلمه ضد الشعب الفلسطيني".

وينبه في نفس الوقت، إلى قرار وسم بضائع المستوطنات بأنها قادمة من مستوطنات لا شرعية، وهذا يعتبر تقدما في هذا المجال، وشيئًا من العقوبات ضد (إسرائيل).

ويردف: "هناك حملة مقاطعة شاملة على المستوى الشعبي، لا تستطيع المؤسسة الرسمية وصناع القرار إلا التعامل معها بشكل واضح، هذا كله وجدت فيه بريطانيا أنها تحتاج إلى أن تتعامل بشيء من إعادة النظر في الارتباط الكامل والواضح والصارخ لدولة الاحتلال، لصالح شيء من الانفتاح وإعطاء الفرص للشعب الفلسطيني وحقه، وهذا يمكن أن نقيسه دبلوماسيا بتغير نسبي نلاحظه في السياسة الرسمية سواء في بريطانيا أو الدول الأخرى".

وعما إذا كان يتوقع أن تعتذر لندن يوما عن وعد بلفور، يجيب: "بالتأكيد ثقتنا مطلقة بأن الزمن سيتبدل لصالحنا، وإلا لما عملنا ولما كنا موجودين".

لكنه يوضح أن "التغير الشامل لا يتأتى إلا بتغير بالمستوى الميداني والسياسي والقانوني والدبلوماسي حتى نصل للحظة الحقيقة ولحظة استرجاع حقوقنا كاملة".

"اللوبي الصهيوني"

وفيما يخص المعيقات الماثلة أمام عمل اللاجئين الفلسطينيين في أوروبا على تحقيق العودة، يشير الزير إلى أن هناك "تنوعا في المعيقات، فتوجد معيقات ذاتية ومعوقات خارجية بشكل رئيس".

أما المعيق الخارجي، فهو أن "اللوبي الصهيوني يعمل ضد كل من يعمل لفلسطين، وهناك لوبي محترف متنوع في وسائله وقديم وشرس ولديه إمكانات في الإعلام والصحافة وكل مكان"؛ وفقًا للزير.

وينوه إلى أن "اللوبي الصهيوني" يحاول أن يضع كل من يعمل لفلسطين سواء شخص أو مؤسسات، ضمن ما يسمى بـ"القائمة السوداء".

ويردف: "بإمكانك تخيل حجم معاناتنا حتى وصلنا إلى منصة الأمم المتحدة رغم كل هذه اللوبيات المدعومة في أحايين كثيرة من بعض الدول والسلطات الرسمية في أكثر من دولة أوروبية".

بينما الجانب الآخر من المعيقات، هو الذاتي، مثل الضعف في الإمكانات، منبهًا إلى أن "الوعي بأهمية تفعيل دور الجاليات ومؤسسات المجتمع المدني التي تعمل في الغرب، ليس على المستوى الاستراتيجي المطلوب لمثل هذا الدعم والقضايا بشكل رئيس".

وفيما يتعلق بالجهد العربي تجاه قضية اللاجئين، يقول الزير: "في التاريخ العربي الحديث، (طريقة) التعامل مع قضية اللاجئين الفلسطينيين تعتبر نقطة سوداء في هذا التاريخ في البعد الإنساني والأخوي والقومي والعروبي".

وفي حين يضيف أن "هناك نقاطا إيجابية قدمها العرب في البعد الرسمي والشعبي وهذا لا يُنكر"، يلفت الزير إلى أنه "في محطات مهمة تُساء معاملة اللاجئ الفلسطيني في مجالات عدة، في البحث العلمي، وفي فرص العمل، وحرية التنقل، وتساء معاملته بالحق القانوني".

ويؤكد أن "هذا كله يحتاج إلى وقفة جادة، علما أن هناك بروتوكولات واتفاقيات تم وضعها في جامعة الدول العربية من أواسط الستينيات لصالح الحق الفلسطيني، ولكن لم يتم تفعيلها بالشكل الذي يليق بالشعب الفلسطيني وتضحياته".

وفيما إذا كانت هناك مساعٍ غربية وإسرائيلية لإلغاء وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا"، يوضح الزير أن "العدو الصهيوني يحاول أن يضرب كل أدوات القوة في مشروع اللاجئين الفلسطينيين وتمسكهم بحق العودة".

ويقول: "إن أونروا إرث حضاري لأبناء اللاجئين، فيها المعلومات والسجلات والرعاية الصحية والخدماتية والتعليمية"، مضيفا أن ذلك يعتبر "الحد الأدنى في طريق استعادة الحقوق".

ويحذر الزير، من أن وكالة الغوث، "أصبحت هدفا استراتيجيا للكيان الصهيوني لكي يضرب مشروع حق العودة، كما أن هناك نقاطا أخرى يستهدفها الكيان الصهيوني لمحاولة إضعافها".

ويتمم رئيس مركز العودة، بأن "الأونروا تمثل الغطاء الدولي والذراع الدولي لصالح قضية اللاجئين، وحقهم في العودة، بالتالي نحتاج كشعب فلسطيني إلى شيء من الوعي ونحن نتعامل مع أونروا؛ لأن أونروا مستهدفة صهيونيا، وبالتالي ونحن نطالب بحقنا منها علينا أن لا نكون دون أن ندري أو بحسن نية نساهم في إسقاط أونروا أو إلغائها، فهذا خطير ومرفوض ويجب أن نحاربه".

المصدر: صحيفة فلسطين