السعودية طلبت من عباس قطع علاقة فتح بحزب الله؟

الأربعاء، 15 تشرين الثاني، 2017
بعد يومين من إعلان رئيس الحكومة سعد الحريري استقالته، في 4 تشرين الثاني،
توجّه رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، بشكل مفاجئ، إلى العاصمة السعودية الرياض.
ويورد مسؤول فلسطيني كبير، في حديث إلى "المدن"، أن لقاء عباس بولي العهد
السعودي محمد بن سلمان تناول، بشكل رئيسي، أربعة ملفات رئيسية هي: عودة القيادي المفصول
من حركة فتح محمد دحلان إلى حضن الحركة، "فرملة" الاندفاعة باتجاه المصالحة
مع حركة حماس، قطع علاقة فتح في لبنان بحزب الله، فسح المجال أمام جماعة محمد دحلان
للانتشار في المخيمات الفلسطينية في لبنان.
لا ينفي المسؤول الفلسطيني أن بعضاً من اللقاء تناول مسار التسوية،
"لكن ذلك لم يكن الأهم، ولم يحتلّ الوقت الأطول"، وفق ما يشدد عليه. كانت
النقطة الأهم عودة دحلان إلى صفوف فتح. حاول أبو مازن التملّص بالقول إن "المشكلة
قانونية، وقرار فصله (دحلان) اتخذته اللجنة المركزية، مع ذلك يمكن الطعن مجدداً بقرارها
أمام المحكمة الحركية التابع لفتح". رد عباس لم يعجب ولي العهد السعودي، الذي
قال إنه "بقرار منك تنتهي كل هذه الأمور، ويعود كل شيء إلى مجراه". فوعد
أبو مازن بدراسة الطلب بجديّة، وإن كان المسؤول الفلسطيني الذي تحدّث لـ"المدن"
يجزم أن عباس يُفضّل الاستقالة على إعادة دحلان لصفوف حركة فتح، لأسباب كثيرة شخصية
وسياسية.
في تلك اللحظة انتقل حديث ولي العهد إلى لبنان، وقد فوجئ عباس بالطلب
منه فسح المجال لجماعة دحلان بالعمل داخل المخيمات الفلسطينية. ردّ عبّاس كان بأنهم
يتحركون بحرية في المخيمات الفلسطينية، ولا حظر على حركتهم "ولم نصطدم بهم صداماً
مسلّحاً ولا مرّة. أما وجودهم في جسم حركة فتح من عدمه، فإنه سيُحلّ عندما تُحلّ قضية
دحلان".
الأكثر استغراباً، وفق المسؤول الفلسطيني الكبير، طلب بن سلمان من عباس
قطع حركة فتح في لبنان لكل أشكال العلاقة مع حزب الله. هنا استطرد عباس بالحديث عن
واقع وجود أكثر من 300 ألف فلسطيني في لبنان. "ومعظم المخيمات الفلسطينية تقع
في مناطق نفوذ حزب الله. وأهم من ذلك أن الفلسطيني لا يستطيع أن يعادي أي طرف لبناني،
وتصالح مع كل الأطراف التي وقعت بينه وبينها حروب ومعارك. والحفاظ على حياده يتطلّب
أن يكون على علاقة مقبولة مع الجميع". لكن، عبّاس طمأن ولي العهد السعودي أن العلاقة
بين فتح وحزب الله لا تتجاوز حوارات ثنائية، تختص بمعيشة اللاجئين الفلسطينيين في لبنان،
ولا تتعدّى ذلك نحو تنسيق سياسي كبير أو عسكري.
بدا عباس أكثر تناغماً مع ولي العهد السعودي في مطالبة الأخير بـ"فرملة"
اندفاعة فتح نحو المصالحة مع حماس. فشدد أبو مازن على أنه لن يخطو خطوات إضافية في
المصالحة من دون أن يحصل مقابلها على تنازلات جديّة من حماس تفيد موقع السلطة الفلسطينية،
وتعزّز دور الأجهزة الأمنية المحسوبة عليه.
المسؤول الفلسطيني الكبير لا يبدو متخوّفاً من انخراط الفلسطينيين في
لبنان في أي صراع داخل البلد، ويستند في رؤيته إلى اجماع القوى الفلسطينية، خصوصاً
فتح وحماس، على مبدأ تحييد الفلسطينيين عن الأزمات اللبنانية، لكنه يبدي خشيته من أن
تكون بعض الطلبات التي ذُكرت تُبطن النيّة، أو لا تمانع على الأقل، في إحداث فوضى في
لبنان. "وهو ما يحتّم على الفلسطينيين بذل مزيد من الجهد، ووضع الخطط اللازمة،
لتحييد أنفسهم عن أي صراع يمكن أن ينشأ".
المصدر: عبد العزيز الصفدي | المدن