السفير:
عين الحلوة يتحوّل إلى «مربعات أمنية»

الجمعة، 03 تموز، 2015
تحوّل
عين الحلوة الى «مخيم المربعات الامنية» و «الزواريب المتاريس» الذي خسر، أو يكاد،
موقعه كمخيم للاجئين يحتضن حق العودة الى فلسطين.
ما كاد
المخيم يلملم اثار الاشتباك الأخير حتى أعلن، أمس، عن وفاة احد جرحى الاشتباك ويدعى
زياد الاسعد «ابو الوليد «متاثرا بجراحه التي اصيب بها في الاشتباك قبل يومين.
ورمى
مجهولون، فجر أمس الأول، قنبلة يدوية في سوق الخضار في عين الحلوة، وقد اقتصرت الاضرار
على الماديات.
كما سمع
فجر أمس إطلاق نار في المخيم، تبين أنها محاولة اغتيال تعرض لها احد الفلسطينيين أثناء
مروره بدراجته النارية في سوق الخضار من دون أن يصاب.
وقد جرت
اتصالات واسعة لتطويق ذيول الحادث وعدم تفاقمه، لأن الوضع في المخيم لا يحتمل اي اشكال
مسلح بعدما شهد شهر رمضان اشكالين مسلحين وسقوط عدد من القتلى والجرحى.
وفي مخيم
المية ومية، أحرقت، فجر أمس، سيارة تعود لمحمود.ب حيث تم اطلاق الرصاص في الهواء تعبيرا
عن الغضب وسمع صوت انفجار تبين انه انفجار خزان الوقود داخل السيارة.
القوة
الامنية
وفي سياق
متصل، أعلن مسؤول حراسات مقر القوة الامنية الفلسطينية المشتركة في مخيم عين الحلوة
الرائد «الماغنوم» أن عناصر القوة الامنية نفذت انتشاراً في الشارع التحتاني من المخيم
في منطقة الاشتباك بأعداد كبيرة وبمواكبة شعبية ومشاركة أعضاء المبادرة الشعبية وعملت
على فتح الطريق.
ويرى
مسؤولون فلسطينيون أنّ هذا المخيّم الذي قاد حركة النضال الوطني الفلسطيني على مدى
اكثر من خمسة عقود، أصبحت تسوده اليوم لغة الرصاص والاشتباكات «غب الطلب». وبالتالي،
فإنّ كرة النار تركت تكبر حتّى استفحل أمرها.
والهدف
من كلّ ذلك هو واحد: السيطرة على المخيّم، وفق المسؤولين الذين يرون أنّ الشيء الوحيد
الذي تحقق من هذه الحروب العبثية المتنقلة هو فرز أحياء المخيم على اساس الانتماء الفصائلي
الاسلامي السلفي أو الوطني، بالإضافة إلى رفع المزيد من الدشم والمتاريس بين الحي والآخر
وحتى بين البيت والثاني!
وأعلنت
«الحركة الاسلامية المجاهدة» عن استهداف عدد من كوادر «الحركة» في الاشتباك الاخير،
امس الاول. واشارت، في بيان، الى ان «الأمر المفاجئ كان في اقدام عدد من المسلحين على
فتح النار واطلاق القذائف باتجاه مسجد النور مما أدى الى اصابة الأخوة أبو محمد بلاطة
وأبو اسحاق المقدح وأبو أحمد العايدي أثناء تواجدهم بالشارع للعمل على تثبيت وقف اطلاق
النار، بالإضافة الى استهداف سيارة الحركة بقذيفة انيرغا، ورغم كل هذا الاستهداف عضضنا
على الجراح وبقينا نعمل على ايقاف اطلاق النار والسعي الى الصلح».
وأكّدت
أن ذلك «يدحض بعض الروايات التي تحدّثت، سواء بشكل مباشر أو مواربة، ان الحركة الإسلامية
المجاهدة كانت احد طرفيْ الإشتباك».
إلى ذلك،
شدّدت «اللجنة الامنية الفلسطينية العليا» في لبنان، بعد اجتماع طارئ عقدته في قاعة
«مسجد النور» في مخيم عين الحلوة بحضور اعضائها، على «عدم السماح لأحد بالعبث بأمن
المخيم وترويع الامنين فيه». وقررت تشكيل «لجنة تحقيق» لكشف الملابسات وتوقيف مسببي
الاشكال، وأجرت الاتصالات اللازمة لتسليمهم.
وأصدرت
«لجنة تجار عين الحلوة ولجنة سوق الخضار» بيانا مشتركا الى المسلحين جاء فيه «يا من
سرقتم الأمن منا أعيدوا لنا حقوقنا وأصلحوا ما دمرتم، إذ أننا لم نعد نتحمل إصراركم
على الترهيب والتخويف لأهلنا».
كما وزع
على مواقع التواصل الاجتماعي بيان باسم «شباب عين الحلوة» توجه الى المسلحين قائلاً:
«اتقوا الله بكل ما في الكلمة من معنى. لماذا تسمحون لهم بتدمير المخيّم بأيدينا»،
مضيفاً: «ارحموا المخيم واهله وأطفاله لان واجب السلاح الذي تحملونه هو حماية المخيم
وابناء المخيم من العدو الاسرائيلي وليس قتلهم بايديكم».
المصدر: السفير