السفير: هل يفتح ملف «الطوارئ» في عين الحلوة؟

الإثنين، 13 نيسان، 2015
فتحت قضية تعذيب واغتيال الشاب اللبناني مروان
عباس عيسى (26 عاماً) ملفّ «مخيم الطوارئ» في عين الحلوة، على مصراعيه. هذه الجريمة
كانت قد سبقتها عمليات اغتيال مشابهة جرت مؤخراً في عين الحلوة وتوجيه أصابع الاتهام
إلى أشخاص ينتمون إلى تشكيلات إسلامية متطرفة بارتكابها وتتخذ من هذا المخيم ملاذا
آمنا لها.
ولذلك، فقد بدأت الكثير من الأسئلة تخرج إلى العلن
بعد أن كانت تطرحها القوى والفصائل الفلسطينية الإسلامية والوطنية خلف الكواليس. هؤلاء
يسألون: «من هي الجهة الأمنية الفلسطينيّة المخوّلة حفظ الأمن في هذا المخيم؟ من هي
المرجعية الفلسطينية المسؤولة أمام السلطات اللبنانية عن المخيم؟ لتصل الأسئلة إلى
السؤال الأهم في هذه الفترة: «من سيتولّى تسليم المتهم بقتل عيسى م. ش إلى السلطات
اللبنانية».
وطالبت فصائل وازنة في المخيم القيادة السياسية
الفلسطينية، وفق مصادر فلسطينيّة، إحكام القبضة الأمنية والسياسية للقيادة ومرجعيتها
الأمنية على المخيم لمرة واحدة وأخيرة ووضع حد لظاهرتي «فتح الاسلام» و «جند الشام»
والعناصر المرتبطة بهما، بالإضافة إلى تثبيت حواجز امنية معززة للقوة الامنية المشتركة
عند مداخل هذا المخيم وفي وسطه، وتعزيز هذه «القوّة» بعناصر إضافية مدرّبة.
وعليه، تشير مصادر فلسطينيّة إلى أنّ «مخيّم الطوارئ»
بعد جريمة عيسى ينبغي ألّا يكون كما قبله، إذ أنّه تحوّل بعد عمليّة الاغتيال إلى عبء
على القيادة السياسية الفلسطينية في لبنان، خصوصاً أنّ المتهم باغتيال عيسى متوارٍ
داخله.
وكانت جريمة اغتيال عيسى محور اللقاء الذي عقد
أمس في عين الحلوة، حيث أكّد أمين سر حركة «فتح» والفصائل الفلسطينية في لبنان فتحي
ابو العردات «اننا كقوى فلسطينية في لبنان اتبعنا سياسة النأي بالنفس»، ورأى أنّ «اغتيال
عيسى ليس جريمة فقط بل هو تصدير للفتنة حتى يتفجّر المخيم لان المطلوب عدم استقرار
المخيّم وانتقال الفتنة من مكان إلى آخر».
بدوره، وصف ممثل حركة «حماس» في لبنان علي بركة
اغتيال عيسى بـ «محاولة خبيثة لجرّ عين الحلوة الى آتون فتنة مذهبية»، وتوجّه إلى
«الجهات المعنية التي تريد استخدام المخيمات وتخريبها»، قائلاً «إن الشعب الفلسطيني
ليس مرتزقاً عند أحد. ومن أراد أن يفتح معركة ما أو أن يقاتل، عليه ان يذهب الى خارج
المخيم»، مؤكداً أنّ «المخيّمات ليست في جيب أحد، وستبقى بوصلتنا نحو فلسطين والقدس
وبنادقنا مصوّبة نحو العدو الصهيوني فقط».
المصدر: السفير