السفير:
همّ عين الحلوة ينتقل إلى صيدا: خشية من الخلايا النائمة

الخميس، 09 تموز، 2015
تحوّل
الوضع الأمني المتفلّت في عين الحلوة الى هاجس امني وسياسي فرض ايقاعه على عاصمة الجنوب
صيدا، إذ يرى البعض أنّ المخيّم يتحوّل إلى بؤرة أمنيّة تتصارع مكوناته السياسية والأمنية
على أبسط الأسباب، من أجل بسط النفوذ وقضم الأحياء وإعلان الولاءات!
ويشير
معنيون سياسيون من صيدا إلى أنّ المدينة لا يمكن لها أن تكون بموقع المتفرّج حيال ما
يجري في خاصرتها من توترات واشتباكات يومية واستنفارات وغيرها، خصوصاً أنّ الوضع الفلسطيني
في صيدا والتداخل البشري والديموغرافي حتى ضمن الأحياء السكنية في قلب المدينة لا يشبهه
أي وضع في أي من المخيمات وفي أي مدينة لبنانية أخرى.
ويعرب
هؤلاء عن خشيتهم من نقل الصراع في المخيّم إلى خارجه، وصيدا هي المعنيّة الأولى بذلك،
لأنّ المكونات السياسية المتصارعة والانتماءات الفصائلية او السلفية المتشددة ذاتها
المنتشرة ضمن اسوار المخيم، منتشرة، وإن بدرجة أقلّ حدة وبتمويهات متعدّدة، بين الفلسطينيين
المقيمين في المدينة وعدد من اللبنانيين الذين يحملون الافكار نفسها.
وانطلاقاً
من المعادلة الأمنيّة التي تقول إنّ «صيدا ضمن المخيم والمخيّم يسكن في صيدا، والعكس
صحيح»، هناك خوف شديد لدى المعنيين الصيداويين من تحرّك للخلايا النائمة في صيدا مستغلين
حالة الإرباك الأمني الناتجة من وضع المخيّم، خصوصاً كون المدينة بوابة القرار
1701 ومعبراً لقوافل «اليونيفيل» وعاصمة للجنوب والجنوبيين والمقاومة.
ولذلك،
فإنّ المكوّنات الصيداوية ترصد «التحولات السياسية» الضاربة في عمق انتماءات المخيم
التاريخيّة في محاولة لإبعاد المدينة عن نتائج الصراع الدائر في عين الحلوة.
ويأتي
في هذا الإطار اللقاء الذي عقد في «مجدليون» بين النائبة بهيّة الحريري ووفد من قيادة
«الجماعة الإسلامية» في الجنوب ضمّ «المسؤول التنظيمي» أحمد جردلي والمسؤول السياسي
الدكتور بسام حمود.
وعلم
من مصادر المجتمعين أنّ الوضع الأمني في عين الحلوة كان بنداً رئيسياً على جدول أعمال
اللقاء، وكان إجماع على ضرورة معالجة الإشكالات بمزيد من التواصل والحوار قطعاً للطريق
على محاولات اثارة الفتن وزعزعة الأمن في اكثر من منطقة فلسطينية ولبنانية.
كما شدد
المجتمعون، بحسب المصادر، على أنّ الأحداث التي شهدها عين الحلوة مشبوهة ولا تخدم قضية
الشعب الفلسطيني، مع المطالبة بمعالجة تداعيات الأحداث واتخاذ الاجراءات والتدابير
الكفيلة بعدم تكرارها وعدم السماح بجر الساحة الفلسطينية في لبنان الى اي اقتتال داخلي
او مع الجوار اللبناني.
وقد أشار
حمود بعد اللقاء إلى أنّ «ما حصل في عين الحلوة اشعرنا بنوع من القلق وكأن هناك أمر
عمليات واحدا صدر لبعض الأطراف لكي تحدث نوعاً من الزعزعة للأمن في لبنان وفي مناطقنا
بشكل خاص، وكان لا بد من التحرك في محاولة لضبط الوضع وعدم تفلته بشكل كامل.
وأعلن
عن اتصالات وصفها بـ «المكوكيّة» مع القوى الفلسطينية في مخيّم عين الحلوة لتدارك الأمور
قبل انفجارها أو انفلاتها، ومعالجة هذه الاشكالات المشبوهة.
في المقابل
كان لافتاً الدعوة التي وجهها الأمين العام لـ «التنظيم الشعبي الناصري» الدكتور أسامة
سعد إلى الفلسطينيين، خلال لقائه أمين سر «حركة فتح» وفصائل «منظمة التحرير الفلسطينية
في لبنان» فتحي أبو العردات الى «الابتعاد عن الاصطفافات الطائفية والمذهبية والقبلية
لقطع الطريق على العدو ومخططاته».
كما عبّر
عن «القلق الشديد من أوضاع المخيمات الفلسطينية ومن الاشتباكات التي حصلت في مخيم عين
الحلوة»، داعياً الى «تطويق ذيول هذه الأحداث وتعزيز الدور الوطني في المخيمات».
وأعلن
سعد عن لقاءات ستعقد في الأيام المقبلة مع القيادة الفلسطينية «للقيام بعمل مشترك لحماية
شعبنا الفلسطيني واللبناني في هذه المنطقة الحساسة بخاصة في الجنوب وصيدا»، مؤكداً
أن «صيدا عاصمة الجنوب وعاصمة المقاومة وقاعدة ارتكاز في مواجهة العدو الصهيوني، ولا
نريد لصيدا أن تفقد موقعها في تعزيز مناخات الوحدة الوطنية».
بدوره
حذر أبو العردات من ظاهرة انتقال عدوى الاشتباكات الأخيرة في عين الحلوة الى باقي المخيمات،
وأعلن أن لقاء سيعقد في مقرّ السفارة الفلسطينية لكل القوى الفلسطينية تحت عنوان «عين
الحلوة جزء من صيدا وأمنها وأمن لبنان»، مشدداً على ضرورة ان تتكلل الجهود بالنجاح
من أجل تثبيت الأمن والاستقرار في المخيمات.
المصدر: السفير