الشيخ جمال خطاب: القتل حرام
.... في مخيم عين الحلوة

الإثنين، 09 كانون الأول، 2013
ألقى أمير الحركة الاسلامية
المجاهدة وأمين سر القوى الإسلامية فضيلة االشيخ جمال خطاب خطبة الجمعة، تحدث فيها
عن الاحداث الامنية الاخيرة التي حصلت في مخيم عين الحلوة من قتل واعمال تفجيرية،
وكانت الخطبة على الشكل التالي:
ومما جاء في خطبة الجمعة لفضيلة
الشيخ جمال خطاب: إن ما يتكرر من أحداث في مخيم عين الحلوة، وهذا القتل المستمر،
إذا أردنا أن نحكّم الشرع وسيرة الرسول " صلى الله عليه وسلم"، فنقول إنها
حرام ولا يجوز حتى من كان يحكم الشرع عليه بالقتل، فالشرع يحرم قتله في أوقات
وخاصة في هذا الوقت الذي نحن فيه، يعني إذا كان هناك انسان مرتد عن شرع الله، فهذا
حكمه في شرع الله القتل لقول الرسول "صلى الله عليه وسلم:" لا يحل دم
امرئ مسلم إلا بإحدى ثلاث الثيّب الزاني والنفس بالنفس والتارك لدينه المفارق
للجماعة"، فالذي يسب الله سبحانه وتعالى هو مرتد، وقد يكون بعض الآباء وبعض
الأمهات هذا حالهم، وقد يكون بعض من نراه في الطريق هذا حاله، فهل نقول أقتل من
يفعل ذلك؟، فهذا ليس للأفراد وليس للآحاد، ومن يريد أن يتأكد فهذه كتب الشرع تنص
على ذلك نصا حرفيا أنه من يريد أن يقيم الشرع وأن يطبق الحدود ليس آحاد الناس وليس
أفرادهم وليس مجموعاتهم وإنما يكون ذلك للحاكم المسلم، للخليفة المسلم أو أن يكون هناك جماعة كبرى لها السلطة على
دولة ما تستطيع عند ذلك أن تطبق الشرع، أما أن يترك للأفراد فهذا لا يجوز والدليل
على ذلك أنك لا تستطيع أن تفعله علانية، فتفعله سرا وتهرب منه، ثم من يفعل ذلك
ظناً منه أنه يفعل ذلك حمية وطنية أو غِيرة وطنية وأنه يقتل وأنه يدافع عن نفسه
أيضا هذا نحر لابن دينه وابن وطنه وهذا تحويل للمخيم إلى حال من الثأر والثأر
المضاد.
وأضاف الشيخ خطاب: لو أردنا أن نعدد كم
الذين قتلوا في هذه السنة .. قتل العشرات والآن بدأتُ أعد احصائية وربما نحصي
السنوات الماضية لتعلموا كم من شخص قتل، وما النتيجة ..؟؟ هل أعطينا أنفسنا أمناً واستقراراً ؟ أم أننا
نعيش حالة من القلق والاضطراب والخوف ؟!
وذكر: أننا أصبحنا نضر ديننا ومساجدنا
وأطفالنا وصحتهم وذهابهم إلى مدارسهم، فهذه الأفعال أين الشرع فيها، أين الوطنية
فيها، أين المسؤولية فيها أين التفكير فيها؟! أصبحنا في مرض مزمن، فالرسول عليه
الصلاة والسلام تحالف مع اليهود، ولا يوجد يهود بيننا، فلماذا لا نصل إلى تفاهم،
لماذا لا نصل إلى معاهدة كالتي فعلها النبي صلى الله عليه وسلم كي نؤمّن المكان
الذي نعيش فيه؟ فأي عاقل في الأرض وأي مجتمع في الأرض أول ما يسعى إليه هو أن
يؤمّن داره وأن يوفر فيها الاستقرار والاقتصاد والحياة الكريمة والطمأنينة للأطفال
الذين يهرعون ويركضون في حالة من الرعب، إذا كان المسلم لا يحل له أن يخبئ عصا
صاحبه أو حذاءه من أجل أنّ ذلك يروعه، والذي يجعل حياة الناس بخوف ورعب، وفي أي
ساعة ممكن أن يقتل شخص، وفي أي ساعة ممكن أن يرد على هذا الشخص، وفي أي ساعة ممكن
أن يطلق النار في الهواء، فيبدأ الناس
بالركض والمحلات بالإغلاق فهل هذا يرضي من كان يعمل لوطنه؟ وهل يرضي من كان يعمل
لدينه؟، فأي عاقل لا يرضى بهذا الأمر فضلا عن أن الشرع لا يقر هذا، فهذا أمر محرم،
حتى وان كان يستحق القتل،
مذكراً بأن أبا جهل كان يستحق القتل في
مكة وما قتله النبي صلى الله عليه وسلم في مكة، وكان قادرا أن يقتله، وعبد الله بن
أبيّ كان الرسول صلى الله عليه وسلم قادراً على قتله في المدينة، ولم يقتله في
المدينة، أمّن النبي عليه الصلاة والسلام المدينة وأعطاها الاستقرار والأمان
لأهلها وجعل عدوه الخارجي الأصل الذي يواجهه، ولذلك كانت مواجهة الرسول عليه
الصلاة والسلام لعدوه الرئيس في ذلك الزمان لقريش، فكان قتاله معهم في بدر وأحد
وتفرغ لقتال قريش فأمّن المدينة أولا،
وأضاف: ألا يكفينا الاستهداف الخارجي من
الإعلام واليهود والذين يتربصون بالمخيمات شرا ويلقون إليها التهم جزافا ويتمنون
أنهم يستيقظون من منامهم فلا يروا مخيماً على وجه الأرض أو في لبنان، فأنت تعطيهم
في ذلك غايتهم وبغيتهم فيقولون انظروا إلى هذه المخيمات، لذلك فالقتل يولد قتلا،
وكم من امرأة رملت، كم من طفل تيتم، كم من امرأة ثكلت، خلال هذه الأعوام القليلة
فماذا حققنا؟ وماذا أنجزنا؟
متوقفاً عن الآفات التي ألمت بمخيم عين
الحلوة فذكر أن المخدرات متفشية حتى بين
طلاب المدارس وتحولت إلينا حالات لطلاب في المدارس تتعاطى المخدرات، حتى الفتيات
بدأن يتعاطين المخدرات، لماذا يحدث هذا ؟ لأنه لا يوجد استقرار ولا أمن بين الناس ولا يوجد هناك توعية ودعوة، كما يجب
حتى نحصّن شبابنا وبناتنا من هذه الآفات وهذه الأمراض، فالطلاب في المدارس يترنحون
ويقعون في الساحات لماذا؟ "محشش"، فداخل المدرسة يخرج من الصف يدخن
سيجارة الحشيشة ويعود إلى الصف، من الذي سيعالج مثل هذه الأمور في وضع غير مستقر
أمنيا، فلا يمكن أن تعالج شيئا، ولا يمكن أن تسيّر أمورك الاقتصادية ولا أمورك
الدعوية ولا أمورك الدينية ولا حتى تقاتل اليهود لأنك مشغول بنفسك، فلذلك إذا
أردنا أن نتأسى برسول الله صلى الله عليه وسلم وأن نقتدي به، وإذا أردنا أن نحرر
فلسطين سواء إن كنت تريد أن تحررها كانسان وطني أو تريد أن تحررها من منطلق
اسلامي، فهذه الأعمال لا تخدم أحد،
وأضاف: لنقل كفى إذا كنا صادقين فلنوقف هذا الأمر وإلا فالأمور ذاهبة إلى
الأسوأ، والأمر إذا استمر إلى ذلك سنرى الآفات والمشاكل أكثر فأكثر، وعند ذلك
سيكون هناك أموراً تمهد لأعدائنا، وممكن أن نشهد تغييرات حتى على جغرافيا المخيم
بحجة من هنا أو حجة من هناك، فنكون نحن
الذين نضيق على أنفسنا ونحن الذين نحاصر أنفسنا شيئا فشيئا، وذكر أن مخيم عين
الحلوة أسوأ مخيم في لبنان معيشة وأكثر مخيم حصارا، كل المخيمات الحواجز شكلية
أمامها وهناك مئة طريق تدخل وتخرج منها إلا في مخيم عين الحلوة، السبب ما يحصل من
خلل أمني داخله هذا الخلل هو الذي يؤدي إلى التشديد والحصار أكثر فأكثر، إذاً من
أراد أن يعيش بكرامة وراحة لا يمكن أن يرضى بمثل هذه الأفعال ثم قبل كل شيء الذي يسأل
العالم أو الشيخ عن كيف يتوضأ ويسأله عن الحلال والحرام وعن الطلاق، ألا يسأل عن الدماء؟؟!! والدماء أشد شيء في الدين، فالرسول صلى الله
عليه وسلم، كما جاء في الأحاديث عنه:" لكل انسان فسحة ما لم يمت مشركا أو
يقتل مؤمنا متعمدا"، حتى من يقتل انساناً ظنا أنه كافر هذا له أحكام ولا يجوز
القتل في هذا الأمر.
المصدر: المكتب الإعلامي للحركة
الاسلامية المجاهدة