"الصليب الأحمر": مشكلة اللاجئين
الفلسطينيين ليست في كيفية تحديد "الأونروا" لأوضاعهم

الأربعاء، 20 حزيران، 2018
اعتبر رئيس اللجنة الدولية للصليب
الأحمر، بيتر ماورر، أن مشكلة اللاجئين الفلسطينيين سببها عدم التوصل إلى حل سياسي
بين الكيان الصهيوني والفلسطينيين وليس في كيفية تحديد أوضاعهم وفي تقديم
"وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين – الأونروا" المساعدة لهم.
وقال ماورر في مقابلة مع "صحيفة
سونتاغس تسايتونغ": إنه "يتفهم سبب قلق السياسيين بشأن الدعم الإنساني
المستمر لسنوات"، مشيرا في الوقت ذاته إلى "ضرورة معالجة مسألتين: ما هو
تأثير المساعدات الإنسانية ولماذا يتواصل العمل الإغاثي الإنساني، الذي من المفترض
ألا يطول؟".
وأضاف ماورر: "يجب على الأشخاص
المتضررين الحصول على المساعدة التي يحتاجونها، لكن يجب ألا يصبحوا معتمدين على
المدى الطويل على هذه المساعدة"، منوّها إلى ضرورة إيجاد الحلول السياسية
لإنهاء الأزمات الإنسانية.
وفي معرض رده على سؤال حول استمرار وضع
اللجوء الفلسطيني على مدار أجيال رغم غياب بارقة أمل في عودتهم إلى ديارهم، اعتبر
أن "انتقاد اتفاقية اللاجئين على اعتبار أنها لا تعالج مشاكل اليوم قد يكون
في محله. ولكن الأسوأ من ذلك، هو أن حروب اليوم تكلف المزيد من الضحايا وتؤدي إلى
نزوح المزيد من البشر. هذه هي مهمتنا بالضبط: مساعدة الضحايا، الذين ليس لديهم
آفاق مستقبلية ولا تحل مشاكلهم السياسية. هناك شعوب بأكملها تعاني من هذه الوضع:
كالنازحين الروهينغا في بورما والأكراد والسنة في العراق. السياسيون يتركون مصير
هؤلاء الأشخاص للمنظمات الإنسانية بدلاً من السعي إلى تسوية سياسية".
وتأتي تصريحات رئيس اللجنة الدولية
للصليب الأحمر، بيتر ماورر رداً على التعليقات المثيرة للجدل التي أدلى بها قبل
شهر ونيف وزير الخارجية السويسري إينياسيو كاسيس.
وكان كاسيس قد انتقد في شهر مايو
الماضي وكالة الأونروا بالقول إن المنظمة الأممية أصبحت جزءا من المشكلة من خلال
الإبقاء على مخيمات اللاجئين. وطالب عضو الحكومة الفدرالية ببذل المزيد من الجهود
لإدماج اللاجئين في دول أخرى بدلاً من منحهم الأمل في العودة إلى الأراضي
الفلسطينية، ذلك أنه "من خلال دعم الأونروا، نطيل أمد الصراع. إنه منطق
شاذ"، حسبما جاء على لسانه.
موقف وزير الخارجية السويسري أثار ردود
فعل غاضبة في بعض الأوساط، بما في ذلك لدى بعض الممثلين رفيعي المستوى في الأمم
المتحدة. من جهتها أكدت الحكومة السويسرية على أن الدعم السويسري للأونروا مشروع،
لكن سويسرا لها الحق أيضا في المساهمة في النقاش الدائر حول مستقبل الأونروا وذلك
بصفتها دولة مانحة.