العميد ماهر شبايطة: الانتفاضة الاولى..
اول القرار.. وقرار الدولة
الثلاثاء، 10 كانون
الأول، 2013
كم كان جميلاً
أليماً ذاك الوداع..؟؟ الجيل الجديد ربما لا يذكر الجبل الكبير القائد الرمز خليل
الوزير (ابو جهاد)، وحسنا فعل "اليوتيوب" بأن جعل البحث سهلا عن
فيديوهات او مشاهد قديمة وضعها من يهمه ان يشاهدها الناس.. في ارشيف حركة فتح وبدأ
مؤخرا القيمون عليه بعد اعادته من الجزائر الافراج عن بعضه.. نجد فيديو تشييع
القائد ابو جهاد.. في التشييع يحتشد مئات الالاف لوداع رجل التكتيك العسكري الاول
ويقف رجل التكتيك السياسي العبقري ياسر عرفات ليرثي الشهيد ويقول: لو استشهد ابو
جهاد وقتلت "إسرائيل" القادة فسيكون في فلسطين الف قائد ولو استشهد قائد
يتبعه الف قائد..
في ذكرى
الانتفاضة الاولى انتفاضة الحجارة والارادة لا بد من تذكر ابو جهاد الوزير ورفاقه..
مجلة الدفاع الاسرائيلية تقول ان اغتيال ابو جهاد غـَير وجه المنطقة.. ماذا يعني
ذلك..؟؟
في البدء كان
الفلسطينيون يقاتلون من خارج الحدود او يتسللون الى داخل الحدود.. كان الفدائي
يوجه رصاصه وجسده من الاردن او لبنان او عبر البحر كما فعل رجال فتح في عملية كمال
عدوان التي قادتها دلال المغربي.. انما في الانتفاضة الاولى التي نحي ذكراها
السادسة والعشرين كان الفدائيون يواجهون جيش الاحتلال بصدورهم العارية واياديهم
المفخخة بالحجارة.. فأطلق حينها اسحاق رابين رئيس الوزراء الاسرائيلي سياسية تكسير
العظام لكنه فشل في تكسير الارادة والعزيمة الفلسطينية.. رضخ رابين وكان اتفاق
اوسلو وعادت القيادة الفلسطينية الى داخل فلسطين لتقود المشروع الوطني من ارض
الوطن ووفى الرئيس ابو عمار بوعده حين سألوه الى اين وهو مغادر بيروت فأجاب: الى
فلسطين..
رابين قُتل على
ايدي امثال بنيامين نتانياهو، نقول هذا لان "إسرائيل" لا تريد
المفاوضات، تفاوض لكسب الوقت ولان المفاوض الفلسطيني تمرس بالخداع الاسرائيلي
اشترط الوقت الزمني اي تسعة اشهر في هذه الاشهر التسعة يخرج 104 اسرى الى الحرية
وهم غالبيتهم تم اسرهم في الانتفاضة الاولى.. والى اين ذهبت المفاوضات وعلى اي شيء
اتفق الجانبان فالرئيس ابو مازن سيعرض كل الاتفاقات على الاستفتاء العام وهنا
الديمقراطية الشعبية الفلسطينية النموذجية..
وبما اننا
نتحدث عن الانتفاضة الاولى في ذكرها لا بد من نتذكر لهيب المخيمات الفلسطينية في
الشتات كيف كانت تخرج عن بكرة ابيها نصرة لاهلنا في الداخل، وكيف هب مخيم عين
الحلوة شوقا وحنينا لشهداء الانتفاضة، وكيف انتفض حين اغتالت "إسرائيل" ابو
جهاد في تونس عام 1988.. المخيم تعود على التضحية لاجل فلسطين، لكن اليوم لاجل من
يموت شبابنا في الازقة والحواري ومن اجل اي مشروع... انها لحرقة في القلب وجنون في
العقل ان يموت شبابنا انتقاما لافكار لا تمس لعقيدتنا او وطننا بشيء ولثارات عبثية
لا يعرف منفذو هذه المشاريع انها ضد شعبنا وقيمه ووجده ووجدانه.. دقت ساعة العقل
في مخيمنا، لنعود للحمتنا الوطنية الفلسطينية في كل مكان خصوصا في المخيمات
فالادهى قادم والمخططات كثرت والمنفذون كثروا ومقتسموا الكعكة تزاحموا لحجز
الاماكن.. فالمنطقة امام التسويات الكبرى ونخشى ان تكون مخيماتنا فاتورة يدفعها
شعبنا عوضا لاجندات مشبوهة.. وامام التسويات قضيتنا كلها عرضة للتصفية لكن شعبنا
وقيادته الحكيمة ستكون في المرصاد فهي من اخذ قرار الثورة والانتفاضة الاولى
والثانية وبإستطاعتها قيادة شعبنا الى بر الامان في كل زمان ومكان... وانها لثورة
حتى النصر.