الفصائل وزيارة
محمود عباس إلى لبنان.. الرفاعي: لتشكيل مرجعية سياسية موحدة
.jpg)
السبت، 06 تموز، 2013
شهدنا اخيراً محاولات عدة على الساحة اللبنانية
هدفت إلى زج المخيمات الفلسطينية في أتون الصراع اللبناني الداخلي الدائر في أكثر
من مدينة فشل معظمها ونجح البعض الآخر بالرغم من درجة الوعي القصوى عند بعض
الفصائل والقيادات الفلسطينية في لبنان وبعد الكثير من التحذيرات لعدم تكرار معركة
مخيم نهر البارد إلا ان البعض غير المنضبط حاول تكرارها والشاهد على ذلك معركة
التعمير الأخيرة في عين الحلوة.
وليس الهدف من الوجود
الفلسطيني في لبنان إلا العودة إلى فلسطين الأرض المحتلة لأن الفلسطيني لا يملك في
لبنان مشروعاً تقسيمياً أو فتنويا.ً ومع مرور 65 عاماً على النزوح الفلسطيني لم
تحيد البوصلة عن القضية المركزية الوطنية بالنسبة للفلسطينيين والقومية بالنسبة
إلى أبناء بلاد الشام.
وفي الأعوام السابقة لم يغب
عن أذهان بعض الساسة الطائفيين اللبنانيين استغلال الفلسطينيين ومخيماتهم كأداة
بشرية تصب في مصالحهم الشخصية ومازال البعض يسعى إلى ذلك في أكثر من مخيم ولرفض
تلك المحاولات جاءت زيارة رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس إلى لبنان للتأكيد
على أن الفلسطينيين ضيوف في لبنان ليس إلا ولا يحق لأي شخص كان استغلالهم وحاجتهم
إلا لما يصب في مصلحتهم ومصلحة اللبنانيين.
«البناء» التقت أمس عدّداً
من ممثلي الفصائل الفلسطنية في لبنان للوقوف على آرائهم وما يرتقبون من زيارة أبو
مازن الرسمية وجاءت مواقفهم على النحو الآتي:
فتح
شكر أمين سر حركة فتح في
لبنان فتحي أبو العردات الرئيس اللبناني ميشال سليمان على دعوة رئيس السلطة
الفلسطينية إلى بيروت.
ورأى أنها تأتي للتأكيد على
أن المخيمات الفلسطينية في لبنان ليست صندوق بريد لأي طرف من الأطراف وأنها مناسبة
للتشاور في العلاقات الفلسطينية اللبنانية وفي الأوضاع التي تمر بها المنطقة.
وقال: «إن هذه الزيارة تصنف
ممتازة كونها اتت في ظل مشاريع تحاك لزج الشارع الفلسطيني بمعارك داخلية لبنانية
لا علاقة لأحد غير البنانيين فيها».
وأكد على أن جميع الفصائل
الفلسطينية في لبنان موحدة ومتفقة على عدم الانجرار خلف أي مشروع تقسيمي لا يخدم
حق العودة.
الجهاد الاسلامي
وفي الإطار ذاته تمنى ممثل
حركة الجهاد الإسلامي في لبنان أبو عماد الرفاعي أن يكون للزيارة أبعاد إيجابية
وأن تأتي ثمارها المرجوة لناحية تحسين الوضع الفلسطيني في لبنان ولا سيما أنها
تأتي في الوقت الذي تشهد فيه المنطقة تقلبات ومشاكل في ظل محاولات البعض زج
الفلسطينيين بالصراعات والخلافات الدائرة في المنطقة وفي ظل الموقف الفلسطيني
الموحد وقراره الكبير بالنأي الإيجابي عن الفتنة في لبنان.
وقال: «إن على الرئيس أن
يصب جهوده لمناقشة القضايا الحيوية التي تهم الشعب الفلسطيني في لبنان وعلى رأسها
إقرار الحقوق المدنية والإجتماعية والإنسانية التي يحرم منها اللاجئون في لبنان
منذ أكثر من ستين سنة وكذلك تفعيل القرار الحكومي اللبناني بإرغام وكالة الأونروا
على معالجة الوضع الإنساني والمعيشي للنازحين الفلسطينيين من سورية إلى لبنان
وتكثيف الجهود من أجل حل هذه المشكلة».
وأكد أن حماية الموقف
الفلسطيني الموحد الذي تبلور اخيراً في لبنان يتطلب المسارعة في تشكيل مرجعية
سياسية موحدة تضم كل ألوان الطيف السياسي الفلسطيني من دون استثناء وأنه على
الرئيس عباس الضغط في اتجاه تشكيل هذه المرجعية وإعادة بناء وتفعيل كافة اللجان
الأمنية والشعبية في كل المخيمات الفلسطينية بما يشكل صمام أمان للمخيمات والجوار
ووحدة الموقف الفلسطيني الذي أثبت جدواه ومن أجل حماية حقوق الفلسطينيين في
المخيمات.
وأضاف «إن الحديث عن رفض
التوطين لا يكتمل إلا بالحديث عن حق عودة اللاجئين إلى ديارهم وبيوتهم وأراضيهم
ذاتها التي أخرجوا منها».
وعن موضوع السلاح الفلسطيني
في لبنان فأشار إلى أن الفصائل الفلسطينية كافة متفقة على أن معالجة هذا الموضوع
يتم بالحوار مع الحكومة اللبنانية وفقاً لمقررات الحوار اللبناني منوّهاً إلى أنه
لا يمكن إدراج سلاح المخيمات في الزاوية السلبية ومطالباً بعض القوى الفلسطينية
الفاعلة بضبط سلاح عناصرها وكوادرها داخل المخيمات وهي إذا فعلت ذلك فإنها تقدم
صورة إيجابية عن سلاح المخيمات أفضل من الصورة التي تسعى للظهور بها أمام وسائل
الإعلام في حين أنها تعلم أن مسألة السلاح داخل المخيمات مسألة معقدة وليست
بالبساطة التي تتحدث بها عنه.
القيادة العامة
من جهته رحب أبو عماد رامز
عضو المكتب السياسي في الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين ـ القيادة العامة بهذه
الزيارة وثمّنها من جهة الإطلاع على أحوال الفلسطينيين في البلد الذي يمر في قطوع
سياسي وأمني بالغ في الخطورة بسبب ما يجري من أحداث محيطة به لا سيما ما تتعرض له
سورية من حرب كونية تهدف إلى إسقاطها لمصلحة المشروع الأميركي ـ الصهيوني.
وأشار إلى أنها مناسبة
للتأكيد على حيادية المخيمات بفصائلها الوطنية والإسلامية عما يجري في لبنان.
وانتقد الزيارة بتسجيل
ملاحظتين أساسيتين على ما ورد على لسان عباس في أحاديثه أمام الرؤساء الثلاثة
أولهما كانت عندما أكد بأن المرجعية الفلسطينية الموحدة في لبنان هي السفارة
الفلسطينية متجاهلاً ما تقوم به الفصائل من إنجازات على هذا الصعيد.
أما الثانية فهي عندما قال
عباس: «إن فصائل منظمة التحرير الفلسطينية في لبنان هم من ينؤون بالفلسطينيين عما
يجري من أحداث محيطة بهم». كأنما بعض الفصائل غير المنتمية إلى المنظمة هي من تسعى
إلى الدخول في أتون الصراع اللبناني الداخلي ما أساء إلى تلك الفصائل باعتبارها
خارجة عن المكون الفلسطيني في لبنان.
وأكد على أن هذه النقاط
ستكون محط نقاش في الاجتماع المنوي عقده اليوم في مقر السفارة مع رئيس السلطة
الفلسطينية.
حماس
بدوره علي بركة ممثل حركة
حماس في لبنان أكد أن مثل هذه الزيارات تعزز العلاقات بين اللبنانيين والفلسطينيين
وقال: «نأمل منها أن تعمق العلاقة بين الدولة اللبنانية والقيادات الفلسطينية وأن
تؤسس إلى استراتيجية فلسطينية لبنانية تدعم حق العودة وترفض مشاريع التوطين
والتهجير خصوصاً بعد سقوط عملية التسوية التي تسعى إلى تجديدها أميركا وفي ظل
التعنت الصهيوني لسلب المزيد من الأراضي الفلسطينية والشروع بعمليات الاستيطان
والهادف إلى الحصول على الكثير من التنازلات الفلسطينية.
وطالب بركة الرئيس عباس
بعدم الرضوخ إلى الضغوطات الأميركية وبالاستناد إلى موقف عربي رسمي وشعبي داعم
للقضية الفلسطينية وبأن تثمر زيارته إلى لبنان ترتيب البيت الفلسطيني وتشكيل
مرجعية موحدة تضم جميع الفصائل وتتولى مهمّة الحوار مع الحكومة اللبنانية وترتب
الأوضاع داخل المخيمات على الصعد الأمنية والسياسية والاجتماعية وتستند إلى مبدأ
تحييد الوجود الفلسطيني عما يجري من صراعات لبنانية داخلية وعما يجري في المنطقة.
وأشار إلى اهمية إيلاء
أولويات الشعب الفلسطيني الاهتمام من ناحية إقرار حقوقه المدنية والانسانية وإلى
أن ليس للفلسطينيين مشروعاً غير مشروع العودة وتحرير الأرض المحتلة وأن لا أطماع
لهم في لبنان. كما دعا إلى إعادة إعمار مخيم نهر البارد ورعاية النازحين
الفلسطينيين من سورية.
وختم موضحاً أن الفلسطينيين
في لبنان ليسوا طائفة بل هم شعب يعمل من أجل الحرية التي تضمن العودة والتحرير.
"القومي"
كما رحب عميد شوؤن فلسطين
في الحزب السوري القومي الإجتماعي هملقارت عطايا بالزيارة خصوصاً في هذه الظروف
الدقيقة التي تؤرخ انهيار مشروع الإسلام السياسي في المنطقة العربية.
وأكد أنها تأتي في سياق
ترسيخ الهوية الوطنية الفلسطينية البعيدة عن الاصطفافات الدينية والمذهبية التي لا
تنتمي إلى النسيج السياسي والاجتماعي لأبناء المقاومة ـ أبناء المخيمات في لبنان
الذي هو حضن المقاومة العربية والفلسطينية والذي سيبقى دائماً يميز بين من يتلاعب
بأمن واستقرار الناس تحت شعار الحرب المذهبية ومن يحافظ على بوصلة الوحدة القومية
بوصلة فلسطين.
وطالب القيادة الفلسطينية
بأن تولي اهتماماً بمشروع التعاون المشرقي الذي أطلقه رئيس الحزب النائب أسعد
حردان اول من امس لأن المخيمات الفلسطينية منتشرة حصراً في دول المشرق العربي.
ودعا رئيس السلطة
الفلسطينية إلى الالتفات نحو المعاناة المرافقة للفلسطينيين في لبنان منذ نزوحهم
وإلى تشكيل مرجعية فلسطينية موحدة تتولى حل كل المشاكل العالقة مع الدولة
اللبنانية وعلى رأسها مشكلة الحقوق الواجب تقديمها للفلسطيني في لبنان.
المصدر: صحيفة البناء، أحمد فخر الدين