الفلسطينيون في لبنان من سياسة النأي بالنفس الى محاولة لعب دور الوسيط
الخميس، 31 أيار، 2012
اعادت المخاوف والتوقعات من تطور الاحداث الامنية في لبنان الى الاسوأ بعد الذي جرى في الشمال وفي الطريق الجديدة، اضافة الى الشعور المتزايد بان ثمة استهدافا للمخيمات الفلسطينية ومحاولة زجها في اتون الخلافات اللبنانية الداخلية.. تحريك اللقاءات والاتصالات السياسية الفلسطينية الداخلية واللبنانية من اجل تشكيل اطار.. موحد لحماية المخيمات والحفاظ على سياسة النأي بالنفس. لاحظت المصادر الحرص على عدم دعوة وسائل الاعلام الى تغطية الخبر رغماهميته خلافا لما تجري العادة، فضلا عن تسميته بـ "لقاء تشاوري"، وعدمتطرق المتحدثون في اللقاء في تصريحاتهم الى صيغة الاطار وتركه مفتوحا للمزيد من اللقاءاتوتشاور كل طرف مع القوى المنضوية في اطاره السياسي رغم التأكيد الجماعي على اهمية حمايةالمخيمات الفلسطينية امنيا وعدم زج العنصر الفلسطيني الى اتون الخلافات اللبنانية، واكدت مصادر فلسطينية مسؤولة ان كل الاتصالات واللقاءات لم تبلور حتى الان صيغة محددة للاطار الفلسطيني وسط حرص على عدم تسميته بالمرجعية لانه حركة "فتح" تعتبر ان "منظمة التحرير الفلسطينية" هي المرجعية والممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني في لبنان، بالتالي يجب انضمام لك القوى الى هذه المرجعية.. ولكن العائق هو الانتظار المرتبط بسير خطوات المصالحة بين حركتي فتح وحماس قدما الىالامام على قاعدة انضمام حماس والجهاد الاسلامي واعادة تفعيل اطر المنظمة. بالمقابل تؤكد مصادر "التحالف" ان خطورة الاوضاع على الساحة اللبنانية والحفاظ على أمن المخيمات تتطلب تشكيل اطار فلسطيني موحد مهما كان عنوانه، وسط اقتراح سابق بتشكيل لجنة قيادية سداسية باءت بالفشل وحاليا اقتراح تشكيل لجنة قيادية ثلاثية مصغرة تضم امناء سر المنظمة والتحالف القوى الاسلامية وتراوح في مكانها الى الان. وتشدد المصادر ان تشكيل الاطار حاجة ماسة الان قبل الغد بعد تطوير الموقف الفلسطيني الرسمي من سياسة الحياد ـ "النأي بالنفس" الى الحياد الايجابي، محاولة لعب دور الوسيط ومد جسور التواصل بين الاطراف اللبنانية حيث يمكن لتجاوز خطورة المرحلة ووأد الفتنة، لانه إذا التأمت طاولة الحوار التي دعا اليها رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان في منتصف حزيران المقبل ونجح المشاركون في تجاوز الخلافات، فان السلاح الفلسطيني سوف يكون بندا فيها وبالتالي فان التنسيق ضروري للتعامل مع ذلك علما ان "فتح" بدأت اولى خطواتها لترتيب البيت الداخلي من خلال دمج الوحدات العسكرية في "قوات الامن الوطني" برئاسة اللواء صبحي ابو عرب وهي تمسك اليوم بزمام المخيمات امنيا بدلا من الكفاح المسلح الفلسطيني وتشهد هدوء لافتا وغير مسبوق بجهود اللواء ابو عرب وتوافق كل القوى الفلسطينية الوطنية والاسلامية على حد سواء. حراك لافت في عين الحلوة، عقد في قاعة مركز "النور" لقاء تشاوري دعا اليه وشارك فيه أمين سر القوى الإسلامية وأمير الحركة الإسلامية المجاهدة الشيخ جمال خطاب، القيادي في الحركة أبو محمد بلاطة وأمين سر حركة "فتح" وفصائل منظمة التحرير الفلسطينية في لبنان فتحي ابو العردات وقائد قوات الأمن الوطني في لبنان اللواء صبحي أبو عرب وأمين سر تحالف القوى الفسطينية ممثل حركة "حماس" في لبنان علي بركة والمسؤول السياسي للحركة في منطقة صيدا وسام الحسن بحضور القيادي في عصبة الأنصار الإسلامية الشيخ أبو طارق السعدي. واكدت مصادر فلسطينية ان اللقاء التشاوري لم يخرج بصيغة محددة لتشكيل اطار فلسطيني موحد بل راوح مكانه، وذلك على خلفية التباينات في المواقف السياسية بين حركة "فتح" وفصائل "منظمة التحرير الفلسطينية" وحركة "حماس "وتحالف القوى الفلسطيني نتيجة الخلاف على تسمية الاطار وعد قيادييه، فضلا عن زيارة زعيم الجبهة الشعبية ـ القيادة العامة احمد جبريل الى لبنان وتصريح الرئيس الفلسطيني محمود عباس "ابو مازن" وعدم عقد لقاء مشترك في السفارة الفلسطينية في بيروت بين عضو اللجنة المركزية لحركة "فتح "المشرف على الساحة اللبنانية عزام الاحمد ووفد التحالف". وقال الشيخ خطاب ان الهدف هو التشاور في أوضاع المخيمات ومن أجل الخروج بصيغة لكيفية حمايتها وتحصينها ولكي تمارس دورها الإيجابي في الحفاظ على السِلم في المخيم وفي الجوار إلى حين تحقيق العودة إلى فلسطين، معلنا اننا مستعدون لِلَعب دور إيجابي للتواصل مع الإخوة والأشقاء في لبنان من أجل المساهمة في تهدئة ورأب الصدع لتجاوز هذه المرحلة الخطرة. بينما أكد أبو العردات أننا لسنا طرفا في النزاعات الداخلية والخلافات اللبنانية، بل نحن صلة وصل وعامل جمع بيننا وبين إخوتنا اللبنانيين وأن أمنهم من أمننا وأن السِلم الأهلي في لبنان هو هدف نسعى إليه وأن وحدة الفصائل الفلسطينية والقوى الإسلامية نسعى إليها حتى نكون في موقف واحد لنتمكن من حماية أهلنا في المخيمات ولنتعاون مع الجوار. وشدد بركة على ضرورة حماية المخيمات الفلسطينية ومنع إنزلاق أي فلسطيني في أي فتنة لبنانية داخلية، مؤكدا حرصنا على أمن لبنان واستقراره وإن وحدة لبنان وأمنه واستقراره هو قوة للقضية الفلسطينية، ورفض إستخدام المخيمات للإساءة إلى السِلم الأهلي او ان تكون مكسر عصا لأحد في هذا البلد ومتفقون على أن الفلسطينيين لديهم مشروع واحد العودة إلى فلسطين رفض التوطين والتهجير والوطن البديل. بمقابل هذا اللقاء التشاوري، جال ابو العردات برفقة سفير فلسطين في لبنان اشرف دبور وقائد قوات الأمن الوطني الفلسطيني في لبنان اللواء صبحي ابو عرب على النائب بهية الحريري في دارتها في مجدليون، مؤكدا ان المخيمات الفلسطينية لن تكون ممرا ولا مقرا لاي عملية تستهدف الامن اللبناني، او اي فرد لبناني في هذا البلد لأن امن المخيم هو جزء لا يتجزأ من الأمن اللبناني، فيما كان ممثل حركة حماس في لبنان علي بركة ومسؤول العلاقات السياسية في منطقة صيدا وسام الحسن يواصلان جولاتهما للغاية ذاتها حيث التقيا كلا من مفتي صيدا واقضيتها الشيخ سليم سوسان، امام مسجد القدس في صيدا الشيخ ماهر حمود ورئيس تيار الفجر عبد الله الترياقي والمسؤول السياسي للجماعة الاسلامية في الجنوب بسام حمود.
المصدر: البلد | محمد دهشة