الخميس، 15
تشرين الثاني، 2012
تمثل الحدث الابرز
امس في صيدا، في الوساطة التي قام بها وفد من «القوى الإسلامية الفلسطينية» في مخيم
عين الحلوة، الذي تشكل من امير «الحركة الإسلامية المجاهدة» الشيخ جمال خطاب وأمير
«عصبة الانصار» الشيخ ابو طارق السعدي، في اتجاه إمام مسجد بلال بن رباح الشيخ أحمد
الاسير في مكتبه في عبرا، مطالباً إياه «بالتهدئة والسعي لعدم الانجرار الى الفتنة
التي ستدمر كل شيء»، على ان يترك القضاء يأخذ مجراه في قضية مقتل كل من علي سمهون ولبنان
العزي وعلي الشربيني.
واجتمع الوفد الفلسطيني
مع المسؤول السياسي لـ«الجماعة الاسلامية» في الجنوب بسام حمود في مقر «الجماعة» في
صيدا حيث تركز البحث على ضرورة تجنب الفتنة.
وقال مصدر فلسطيني
إن الوفد عاد من اللقاء مع الاسير «بأجواء ايجابية للغاية».
يذكر ان «القوى
الاسلامية الفلسطينية» كانت قد ساهمت في ايجاد الحل الملائم لاعتصام الاسير في رمضان
الماضي عبر المبادرة التي تقدمت بها، بالتنسيق مع وزير الداخلية مروان شربل، والتي
ادت في حينه الى فك الاعتصام الذي استمر شهراً.
في هذه الاثناء،
زار الوزير شربل، مدينة صيدا، ظهر امس وقدم التعازي لذوي لبنان العزي وعلي سمهون، كلٌ
في منزله في المدينة كما زار مكان الاشتباك في تعمير عين الحلوة. ونقلت عنه «المركزية»
قوله «ممنوع على أحد أن يتحرك في صيدا وعلى الأمن أن يكون مضبوطاً، متمنياً أن تكون
المنطقة أكثر من منطقة عسكرية، وقال ان الدورية التي كانت على كورنيش صيدا البحري والتي
تم تحرير ابن أحمد الأسير منها عوقبت لأنه كان يجب أن تدافع عن نفسها حتى الاستشهاد.
وانعكست الشائعات
التي توترات، أمس، في المدينة، اجواء حذرة وقلقاً مصحوباً بالترقب لدى المواطنين لا
سيما أهالي طلاب الجامعات والمدارس.. ومن بين الشائعات التي اطلقت المباشرة بنقل جثماني
سمهون والعزي من مكان دفنهما في دوار مكسر العبد الى مقبرة صيدا في سيروب، وإن اهالي
العزي بصدد نقل جثمان ابنهم الى النبطية مسقط رأسه، ليتبين لاحقاً بأن لا شيء من هذا
القبيل. كما صدرت شائعات عن موافقة البلدية وإعطائها الاوامر بنقل الجثمانين من الساحة..
الا ان البلدية سارعت لإصدار بيان نفت فيه ذلك.
وكان سمع منتصف
ليل امس الاول دوي انفجار في تعمير عين الحلوة في صيدا وتبين انه ناجم عن إلقاء مجهولين
قنبلة يدوية في الساحة المؤدية الى منزل شخص محسوب على «التنظيم الشعبي الناصري»، واقتصرت
الأضرار على عدد من السيارات، كما أدى الى تحطم زجاج عدد من المنازل. وأفيد بأن الانفجار
يقع على بعد امتار من مكان الاشتباك الذي وقع الاحد الماضي في التعمير.
حمود يدين الاسير
في هذه الأثناء،
حمّل إمام «مسجد القدس» في صيدا الشيخ ماهر حمود، في مؤتمر صحافي، الاسير 90 في المئة
من المسؤولية عما حصل في التعمير. وقال إنه يعقد المؤتمر رداً على كلمة النائبة بهية
الحريري امس الاول التي دعاها الى عدم إغفال الحقيقة الرئيسية، وهي إدانة أفكار الاسير
وأعماله التي أدت إلى الفتنة قبل البكاء على الشهداء.
أضاف: أما تحميل
الرئيس نجيب ميقاتي مسؤولية الدماء فإنه بدوره تزوير للحقيقة وانحراف سياسي ملخصه:
تحويل قضية وطنية إلى مصلحة حزبية انتخابية صغيرة.
وتابع ان «كل من
يقول إنه لا يريد فتنة ثم لا يسمي الأسماء بأسمائها فإنه يشارك في الفتنة، بل يشهد
شهادة زور، يجب ان يكون واضحاً هذا الامر في كلام السيدة بهية الحريري، و«اللقاء العلمائي»،
و«اللقاء الاسلامي» المقربين من «الجماعة الاسلامية».. كلهم أغفلوا الفكرة الرئيسية
التي ينبغي أن تقال من دون مواربة: أحمد الاسير يتحمل مسؤولية الدماء، هو الذي افتعل
الفتنة وسعى إليها برجليه وسلاحه ورؤيته القاصرة..».
وشدد على ان الذي
يفعله الاسير هو نوع من الجنون، «وعلى الأطباء الاختصاصيين أن يحددوا نوعه بالتحديد،
انما بالنسبة لنا فهو مزيج من الغرور والاستعلاء والاستخفاف بالآخرين والتعصب والنزق،
هو نوع من جنون العظمة، نحذر من مفاعيله على الارض، وعلينا أن نتحلى بالحكمة والروية،
إضافة إلى الوضوح والموضوعية. أما عن أي عمل يمكن أن يؤسسه أو أن يخطط له فمصيره الفشل».
وأعلن أن «حزب
الله» ليس بعيداً عن النصائح، «لقد امر السيد (حسن نصرالله) بإلغاء كل مجلس عزاء يسبب
إزعاجاً لجيرانه (قبل هذه الفتنة)، ولقد تبنى رسالة أرسلتها اليه فيها بعض نصائح لخطباء
عاشوراء جميعاً». متوجهاً الى «الاخوة في «حزب الله» لا تترددوا في تسليم اي مطلوب
للعدالة وخذوا مما فعله (الشيخ زيد ضاهر) في التعمير وقبل ذلك في عين الحلوة وفي عدة
أماكن، خذوه عبرة: لقد قدم جزءاً من دمه وكاد يصبح شهيداً وهو يقول للأسير (مولانا
لا نريد فتنة، سنزيل الشعارات)، والأسير يقول لمن معه من المسلحين اهجموا».
وفد يمثل قباني
في صيدا
الى ذلك، أوفد
مفتي الجمهورية الشيخ محمد رشيد قباني قاضي صيدا الشرعي الشيخ محمد ابو زيد على رأس
وفد من العلماء لتقديم التعازي لعائلتي الشهيدين العزي وسمهون، ونقل إليهم مواساة مفتي
الجمهورية، كما قدم الوفد التعازي ايضاً للشيخ الاسير.
من جهته، اعلن
الرئيس السابق لبلدية صيدا عبد الرحمن البزري، بعد لقائه المنسق العام لتجمع المؤسسات
الأهلية في صيدا ماجد حمتو ورئيس مجلس قيادة «تيار الفجر» عبدالله الترياقي، انه سيطلق
مبادرة تحت شعار أمن صيدا وحماية أهلها فوق الجميع، وأنه لن يألو جهداً في العمل لإيجاد
صيغة لعقد لقاءٍ يجمع فيه أوسع شريحة تمثيلية من أبناء المدينة.
وقال رئيس رابطة
العروبة والتقدم، الدكتور سمير صباغ، إن الدولة «مطالبة اليوم أكثر من أي يوم مضى باتخاذ
تدابير جذرية لوضع حدّ لهذا الشيخ، أسير التعصب والمال والرغبة في الظهور، خاصة أن
من يريد الانتصار لكرامته عليه أن يبحث عن هذه الكرامة في مقاومة إسرائيل وطالب باعتقاله
والتحقيق معه ومحاكمته». اضاف: «إن على الدولة أيضاً أن تأخذ بعين الاعتبار ما يتردد
من أنباء عن توتر في عاصمة الشمال طرابلس وما يعلن عن رغبة في تصفيّة «حركة التوحيد»
نهائياً فيها واتخاذ كل الاحتياطات الامنية والعسكرية التي تمنع ذلك».
قبلاوي ينفي
أكدت مصادر في
«التنظيم الشعبي الناصري» ان خالد قبلاوي، الذي تردد بأنه سيكون مسؤول «الجناح العسكري»
لدى الاسير، التقى امس الامين العام للتنظيم اسامة سعد في مكتبه في صيدا، وأبلغه «ان
لا دخل له بأي أمر عسكري او جناح لدى الاسير، وبأنه من الناحية الإيمانية يؤيده انما
هو ملتزم خط المقاومة والجهاد ضد إسرائيل».
المصدر: محمد صالح - السفير