اللواء: «فتح» سيطرت على «مُصلّى المقدسي»
وفرضت الهدوء في مخيّم عين الحلوة

الخميس، 30 تموز،
2015
يشهد مخيّم عين الحلوة هدوءاً حذراً في أعقاب إطلاق
النار في كمينين، اللذين أديا إلى سقوط قتيلين و5 جرحى، ونزوح عدد من أبناء المخيّم
إلى منطقة تعمير عين الحلوة وصيدا، وذلك بانتظار ما ستؤول إليه الاجتماعات واللقاءات
الفلسطينية لعدم تفاقم الأمور والوصول الى معركة جديدة داخل المخيّم.
وكان إطلاق النار في المخيّم قد أدّى إلى مقتل المواطن
دياب المحمد متأثّراً بجراحه، والعنصر في حركة «فتح» طلال المقدح، في كمين نُصِبَ له
في منطقة النبعة في الجهة الشرقية للمخيّم، فنُقِلَ إلى «مركز لبيب الطبي» في صيدا،
لكنه ما لبث أن فارق الحياة.
كما جُرِحَ العنصران في «جند الشام» هما محمّد عمر
وإبن عمه محمود في منطقة الجميزة، ولاحقاً أُصيب بجراح جبر غنام وعبد الرحمن الحسين
اللذان نقلا أيضاً إلى «مركز لبيب الطبي»، ومحمّد الشامي الذي نقل إلى «مستشفى الهمشري»
في صيدا للمعالجة.
وشهد المخيّم توتّراً في أعقاب اغتيال قائد «كتيبة
شهداء شاتيلا» العميد طلال بلاونة «طلال الأردني» ظهر السبت الماضي، وتوجيه الاتهام
إلى «جند الشام» بتنفيذ الاغتيال.
وكانت «قوّات الأمن الوطني الفلسطيني» قد أوقفت اثنين
من الناشطين الإسلاميين من «مجموعة المقدسي» في حي طيطبا داخل المخيّم هما (محمد.ش)
و(صالح. م)، وقد جرى تسليمهما على الفور إلى مخابرات الجيش اللبناني عند حاجز «مستشفى
صيدا الحكومي».
وشهد حي طيطبا بعدها هدوءاً ترسّخ مع تدخّل «قوّات
الأمن الوطني الفلسطيني» و«القوّة الأمنية المشتركة» و«القوى الإسلامية»، حيث نُفِّذَ
انتشار مكثّف تم على إثره تسليم «مركز المقدسي» في المنطقة، وأدّت عناصر من حركة «فتح»
و«القوّة الأمنية» صلاة الظهر في المُصلّى بعدما بات تحت نطاق سيطرتهم، ورفعوا الشعارات
الفتحاوية.
وقد قطع أهالي الضحية دياب المحمد، الذي سقط خلال
إطلاق النار أمس في مخيّم عين الحلوة طريق الصفصاف مفرق بستان اليهودي في الشارع الفوقاني
لمخيّم عين الحلوة، بالعوائق الحديدية والعربات احتجاجا على مقتله.
وأوضح أمير «الحركة الاسلامية المجاهدة» في مخيّم
عين الحلوة الشيخ جمال خطاب أنّ «الجميع يقف بعجز أمام يحصل في مخيّم عين الحلوة, وأنّ
الحلول العسكرية طبعا ليست حل, لكن هناك واجبا يقع على لجان الاحياء في المخيّم, وعدم
إيواء أي مذنب ليتمرس في حيهم».
ودعا الشيخ خطاب الى «حلف فضول جديد داخل مخيّم عين
الحلوة, حيث يكون التعايش مبدءاً له ولينبذ بعدها كل مخل بهذا الحلف والميثاق», مستذكرا
دور لجان الاحياء في حي الزيب والمنشية ودورهم الاساسي في حل المشكل وقتها.
ومساء، عقدت قيادة القوى الوطنية والإسلامية اجتماعها
الدوري بحثت فيه آخر المستجدات السياسية وقضايا الوضع الداخلي، وأكدت «إدانتها وتجريمها
للاحتلال الذي يواصل حربه المفتوحة ضد شعبنا الفلسطيني، وخاصة استهداف شعبنا بالقتل
والتصفية بدم بارد وباستخفاف، من اجل القتل والإعدامات الميدانية كما جرى أمس الأول
في مخيّم قلنديا بتصفية الشاب محمد أبو لطيفة بعد اعتقاله حيا، مترافقا مع بناء وتوسيع
الاستعمار الاستيطاني الذي يعتبر جريمة حرب مستمرة ضد شعبنا والاعتداءات المتواصلة
على الأماكن الدينية الإسلامية والمسيحية، وخاصة في عاصمة دولتنا الفلسطينية باستهداف
المسجد المبارك واقتحامه من المستوطنين الاستعماريين بحماية جيش الاحتلال، وما جرى
خلال الأيام الماضية في ذكرى ما يسمى «خراب الهيكل» من استهداف للمصلين والمرابطين
ومحاولة فرض الهيمنة والتقسيم الذي يخطط له الاحتلال».
ودعت القوى الفلسطينية «الأمة العربية والاسلامية
لاتخاذ مواقف حازمة لوقف هذه الجرائم وخاصة الجامعة العربية ومنظمة التعاون الاسلامي
ولجنة القدس والمؤسسات الدولية والقانونية وإلى الخروج بمسيرات واعتصامات من امام المساجد
يوم غدٍ الجمعة للتعبير عن الرفض والغضب لجرائم الاحتلال باستهداف المسجد الاقصى المبارك
والمشاركة الفاعلة في المسيرة المركزية التي ستنطلق يوم الجمعة بعد صلاة الجمعة من
مسجد جمال عبد الناصر في البيرة».
وشدّدت القوى على «أهمية ترتيب وضعنا الداخلي وخاصة
التمسك بتعزيز وحدتنا الوطنية الفلسطينية وإنهاء كل مظاهر الانقسام وسرعة تنفيذ اتفاق
المصالحة الموقع من قبل جميع الفصائل في القاهرة والعمل على تشكيل حكومة وحدة وطنية
فلسطينية ودعوة لجنة تفعيل وتطوير منظمة التحرير الفلسطينية (الإطار القيادي) الى الاجتماع
والاتفاق للنهوض بأوضاع شعبنا وتعزيز صمودهم بصف وجهد موحد وخاصة إعادة اعمار ما دمره
الاحتلال في قطاعنا الصامد وفك الحصار والارتقاء الى مستوى التحديات والمخاطر».
المصدر: اللواء