المرأة الفلسطينية في عيدها بين الاحتلال واللجوء

الإثنين، 11 آذار، 2013
هل يمكن الحديث عن واقع المرأة الفلسطينية، في عيدها،
بمعزل عن واقع تشرّدها ولجوئها؟ يبدو أن الأمر ليس سهلاً. هذا ما رأته رئيسة «الاتحاد
العام للمرأة الفلسطينية في لبنان» آمنة جبريل في ندوة تناولت «أوضاع المرأة الفلسطينية
في ظل المتغيرات الراهنة»، أمس الأول في «مركز الأطفال والفتوة» في مخيم شاتيلا.
استهلت جبريل كلمتها بإلقاء التحية على نساء فلسطين
في مناسبة «يوم المرأة العالمي»، وتحديداً على «الشهيدات، الجريحات، المعتقلات، المبعدات
والأسيرات منهنّ». لم تتناول جبريل واقع تهميش المرأة الفلسطينية في المنزل والمدرسة
والعمل والمجتمع. بالنسبة إليها، واقع الاحتلال واللجوء يفرض نفسه على الجميع، ذكوراً
وإناثاً.
وأعلنت باسم المرأة الفلسطينية، «بفعل واقع الاحتلال
الإسرائيلي لأرض فلسطين واللجوء في المنافي» إحياء هذه المناسبة تضامناً مع الأسرى
في سجون الاحتلال. «فليس غريباً على المرأة الفلسطينية أن تجعل من عيدها وقفة تضامنية
مع أسرى الحرية، فسجلها النضالي يشهد لها بالعطاء والتضحية والشراكة الحقيقية»، وفق
جبريل.
وتطرقت إلى واقع المخيمات الفلسطينية في سوريا،
التي تشهد بالرغم من وقوفها على الحياد «أحداثاً مؤلمة»، موجهةً انتقادات إلى «الأونروا»
والمؤسسات الدولية بسبب عجزهم عن تلبية حاجات اللاجئين الفلسطينيين من سوريا.
لم تغب السياسة عن الندوة، إذ انتقدت جبريل سياسات
«حركة حماس» ومحاولات أسلمة المجتمع الفلسطيني. فاستنكرت رفض السلطات في قطاع غزة مشاركة
النساء في الماراثون السنوي الذي كان مقرراً في نيسان المقبل، وقد ألغته «الأونروا»
بسبب قرار الحركة. كما انتقدت ظاهرة الحجاب الإلزامي للفتيات الفلسطينيات، منوهةً بأنها
ليست ضد الحجاب لـ«أنه جزء من الحرية الشخصية»، لكنّها ضد فرضه إلزامياً. في المقابل،
أعربت جبريل عن تقديرها لمصادقة الرئيس الفلسطيني محمود عباس على الوثيقة الصادرة عن
لجنة المرأة في الأمم المتحدة لإنهاء «العنف ضد المرأة».
وطالبت جبريل في نهاية حديثها باستكمال المصالحة
الفلسطينية وتحييد المخيمات الفلسطينية في سوريا عن الصراع الدائر وتسريع العمل على
إعادة إعمار مخيم نهر البارد، وغيرها من مطالب فلسطينيي الشتات. فختمت، مثلما بدأت،
بـ«التضحية بعيد المرأة الفلسطينية»، تضامناً مع قضايا الفلسطينيين الأساسية ضد الاحتلال
ومعاناة اللجوء.
المصدر: السفير