المعركة
مع بلال بدر: من ينزل حركة فتح عن الشجرة؟؟

تحليل سياسي
خاص
مساء الجمعة الماضي
حدث اشتباك في مخيم عين الحلوة بين مجموعة
بلال بدر والقوة الامنية الفلسطينية المشتركة بعدما رفض بدر انتشار القوة الامنية.
وظلت الاشتباكات
دائرة بين مجموعة بلال بدر والقوة الامنية التي اصرت على الانتشار في احياء المخيم.
وحاول بلال بدر
من خلال هذا التصرف كسر هيبة القوة الامنية منذ لحظة انتشارها .في المقابل حاولت القوة
الامنية اثبات ذاتها وحفظ ماء وجهها.
كل هذا كان يجري
بشكل طبيعي ضمن الاهداف الخاصة ببلال بدر والقوة الامنية.
لكن المشكلة ان
حركة فتح دخلت على الخط وانزلت مجموعات من الامن الوطني وفتحت معركة اكبر من الاشكال
الذي حصل بين بلال بدر والقوة الامنية.ولهذا الاشكال اهداف اخرى غير الاهداف التي ارادتها
القوة الامنية المشتركة.
واستخدمت حركة فتح
مئات العناصر والاسلحة الرشاشة والصاروخية واستهدفت حي الطيرة من التلال المحيطة واستقدمت
دعما بشريا وعسكريا من المخيمات الاخرى.
وحددت حركة فتح
هدف عمليتها باقتحام حي الطيرة والسيطرة عليه وانهاء حالة بلال بدر واعتقاله او قتله.
ومنذ ثلاثة ايام
لا تزال المعركة مستمرة وفشلت حركة فتح في تحقيق اي من اهدافها رغم كثرة التصريحات
الاعلامية والصور والرسائل الصوتية.
وادت هذه المعركة
الى خسائر بشرية ودمار هائل في احياء المخيم.
وفي مدينة صيدا ادت المعركة
الى اغلاق الطريق الساحلي وتعطل الاعمال التجارية واغلاق المدارس والجامعات وشل حركة
المؤسسات واستنفار القوى الامنية وتعطل حركة المواطنين والحاق خسائر مادية كبيرة بالتجار.
وصارت حركة فتح
في ازمة حقيقية على المستويات السياسية والعسكرية.
فهي تجاوزت حدود
المعركة التي كانت بين القوة الامنية وبلال بدر. وفتحت معركتها الخاصة بهدف الانتقام
من مجموعة بلال بدر واستئصالها .
هنا ارتكبت حركة
فتح مجموعة من الاخطاء اهمها : الاعتقاد بسرعة الحسم العسكري.سوء تقدير زمن المعركة.قطع
الطريق على مبادرات فلسطينية وازنة ومعقولة.استبعاد
الشباب المسلم وحشرهم في زاوية ورفض مبادراتهم .رفع سقف المطالب مثل استسلام بلال بدر
والسيطرة على مربعه.
هنا دخلت حركة فتح
ايضا في ازمة مع اللبنانيين .فالحياة شبه متعطلة في احياء مدينة صيدا والغطاء الرسمي
لمعركة فتح بدأ يهتز.والدولة اللبنانية لا تستطيع تحمل معركة طويلة على بوابة الجنوب.وهناك
مجموعات لا تزال صامتة وهي لا توافق على قرار فتح حسم المعركة.
لذلك فان حركة فتح
مطالبة بقراءة موضوعية لموقفها والتوقف عن رفع سقف الاهداف والعودة للقرار الفلسطيني
الموحد والاستماع لرأي القوى الاسلامية المتزن.
على فتح ان تدرك
ان عملية الاستئصال صعبة ومكلفة بشريا وماديا وسياسيا وامنيا داخل المجتمع الفلسطيني.
ربما يكون من الاحسن النزول عن الشجرة في الوقت المناسب.والعودة الى
الاهداف التي يمكن تحقيقها لجهة التزام اي مخل بالامن بالموقف الفلسطيني الموحد والامن
والاستقرار.