المعـوقـون الفلسطينيـون يطـالبـون «الأونـروا» بحقوقهـم
السبت، 29 أيلول، 2012
لم يحص الشاب المعوق راجي محمد، عدد الزيارات والتوسلات التي قدمها لمكاتب «الأونروا» في البقاع. وقد يئس مع عشرات من الأشخاص ذوي الإعاقة الفلسطينيين في المنطقة، من الوكالة، معتبراً إياها فاقدة للحس وللرحمة، بعدما أهملت أدنى الحقوق المطلوبة منها. وأقلها الممرات والمنحدرات المخصصة لتلك الفئة، والتي تفتقدها عيادات «الأونروا» ومدارسها.
محمد تعب من الحديث عن النواقص التي يحتاج اليها المعوقون الفلسطينيون في البقاع، والتي لا تحصى، بدءا من الأدوية الخاصة بهم، إلى الأجهزة التعويضية، والمعدات الطبية، والأطراف الاصطناعية، حيث تفتقد آلات السمع والبصر، واقفلت مكاتب التدعيم النفسي، والعيادات المطلوبة الاختصاصية، إلا أنه يناشد المجتمع الدولي، أن يتعاطى بنظرة إنسانية تجاه الأشخاص المعوقين في البقاع، الذين يفتقدون أدنى رعاية صحية، واجتماعية، ونفسية.
معاناة ذوي الاحتياجات الإضافية لا تتوقف عند راجي محمد، فقد تكون حكاية الفتاة ورود الأحمد مختلفة. فهي عاجزة عن النطق، وتحتاج إلى العلاج الفيزيائي، وإلى اختصاصية نفسية، لا تحضر وإلى دورات تعليمية لا تنتظم. وعندما يريد أي شخص معوق حركياً الوصول إلى عيادة «الأونروا» في تعلبايا، إن أسعفه الحظ بالدخول من الباب «الألمنيوم» الرئيسي، فعليه أن يسحب نفسه، ويرتفع من مكانه، مع عكازيه أو كرسيه المتحرك، للوصول إلى عياة لا يتوفر فيها الدواء، أو الطبيب، أو الاحتياجات المطلوبة.
بالأمس، رفع محمد وأكثر من خمسين معوقا فلسطينياً عشرات اللافتات التي تطالب بالحقوق المهدورة، عند «الأونروا». وذلك في اعتصام، نظمته اللجان الشعبية الفلسطينية، و«منظمة لجان حق العودة»، أمام عياده «الأونروا» في سعدنايل، لمطالبة الوكالة بالقيام بواجباتها الطبية لصالح الأشخاص ذوي الإعاقة، الذين قدموا «أجزاء من أجسامهم في سبيل الدفاع عن القضية الفلسطينية»، كما أعلن عضو اللجنة المركزية لتحرير فلسطيني عبد الله كامل، الذي طالب الأونروا برفع نسبه تقديماتها في مجالات الصحة.
في الاعتصام، تحدث روبير كايد، مسؤول «منظمه لجان الوحدة العمالية في البقاع»، شارحاً أوضاع المعوقين ومعاناتهم وظروفهم الصعبه التي يمرون بها، داعيا «الأونروا» إلى الاهتمام الجاد بأوضاعهم في منطقه البقاع، حيث هناك أكثر من خمسين شخصاً يعانون ظروفا اجتماعيه وصحيه صعبه للغايه، داعياً إلى «توفير الاستشفاء والتعليم وقضايا اجتماعيه بناءً للحاجات». وقدم الشاب راجي محمد مذكرة موجهه إلى المدير العام لـ «الأونروا» في لبنان سيلفاتوري لومباردو شارحاً معاناة الأشخاص المعوقين، مناشداً تلبية حاجاتهم، وتأمين الدواء، والعلاج والممرات الخاصة في المدارس والعيادات، وتأمين مركز للعلاج الفيزيائي والنفسي. كما أكد بسام خلف باسم الفصائل واللجان الشعبية على أهميه المطالب. وتطرق إلى الواقع الصحي والخدماتي المتراجع لـ «الأونروا».
المصدر: سامر الحسيني – السفير