«المية ومية»..
اختبارٌ ثانِ للقوة الأمنية الفلسطينية

الخميس، 26 آذار، 2015
رغم أهمية خطوة تشكيل قوة أمنية فلسطينية مشتركة ونشرها في مخيم «المية
ومية» وما سيليها من خطوات مماثلة في باقي المخيمات، من المنتظر ان يعود عين الحلوة
ليستقطب الاهتمام الفلسطيني واللبناني الذي سيترجم في غضون الأسابيع وربما الأيام القادمة
بحسب مصادر فلسطينية - بخطة إعادة تأهيل وتفعيل وتموضع وانتشار للقوة الأمنية التي
شكلت ونشرت فيه في تموز من العام 2014 وقوامها 325 عنصراً، وتوسيع رقعة انتشارها لتشمل
كافة أحياء المخيم بما فيها تلك الخاضعة لقوى ومجموعات إسلامية ولم تكن ملحوظة ضمن
خارطة الانتشار الأول، فيما ترك أمر توسيع صلاحيات ومهمات هذه القوة للجنة الأمنية
الفلسطينية العليا، بحسب الحدث أو القضية أو الموضوع الذي يستجد وبالتنسيق مع السلطات
اللبنانية وبالاتفاق بين أعضاء هذه اللجنة التي تتمثل فيها بطبيعة الحال جميع القوى
الفلسطينية. في وقت نجحت اللجنة العليا في التوصل الى اتفاق مبدئي مع الجيش اللبناني
على تنظيم عملية السماح بإدخال مواد البناء والمواد الأساسية الى المخيم ضمن الإجراءات
المرعية، ووفقاً لرخص قانونية.
اذاً، مخيم المية ومية ساحة اختبار ثانية للقوة الأمنية الفلسطينية المشتركة
بعد عين الحلوة ضمن خطة أمنية فلسطينية متكاملة للحفاظ على أمن المخيمات وتحصين أمن
جوارها اللبناني، وصفت بـ«الخطة المتدحرجة» بحيث تنتقل من مخيم الى آخر تباعاً، لكنها
وإن تشابهت بالشكل والهدف، فإنها تختلف بالمضمون من حيث عديدها والقوى التي تتشكل منها
والمهمات التي ستناط بها أي وفقاً لخصوصية كل مخيم .
انتشار القوة الأمنية في مخيم المية ومية بدأ عند الحادية عشرة قبل الظهر
بعد اجتماع للجنة الأمنية الفلسطينية العليا المشرفة على أمن المخيمات في قاعة الشهيد
فيصل الحسيني داخل المخيم، حيث تم نشر 45 عنصراً وضابطاً من «فتح وحماس وأنصار الله
وجبهة التحرير الفلسطينية»، وعين العقيد الفتحاوي خالد صقر قائداً لهذه القوة التي
انتشرت في كافة أحياء المخيم وعلى مداخله واتخذت لها مقراً رئيسياً ونقاطاً ثابتة وسيّرت
دوريات راجلة لها في شوارع المخيم وسط أجواء من الترحيب والارتياح.
وأشرف على عملية الانتشار قائد الأمن الوطني الفلسطيني اللواء صبحي أبو
عرب ونائبه قائد القوة الأمنية المشتركة في المخيمات اللواء منير المقدح وقائد القوة
الأمنية في «عين الحلوة» العميد خالد الشايب وعضو المكتب السياسي لجبهة التحرير الفلسطينية
صلاح اليوسف، ومسؤول حركة حماس في منطقة صيدا أبو أحمد فضل، والمسؤول التنظيمي لأنصار
الله ماهر عويد وممثلون لمختلف القوى والفصائل الوطنية والإسلامية.
وتوجه أبو عرب الى القوة الأمنية قبيل انتشارها بالقول: «عليكم أن تكونوا
رجلاً واحداً من أجل الحفاظ على أمن واستقرار هذا المخيم بأهله جميعاً، ونتمنى من أهلنا
في المخيم أن يكونوا عاملاً مساعداً من أجل الحفاظ على أمن واستقرار المخيم. ونشكر
الأخوة في الدولة اللبنانية وفي مخابرات الجيش والأجهزة الأمنية دعمهم للإجماع الفلسطيني
على هذه القوة في المخيم. وسنستكمل الانتشار في عين الحلوة بالتساوي وفي مخيمي برج
البراجنة وشاتيلا».
وقال المقدح: «الدور الفلسطيني في لبنان حيادي وإيجابي وصمام أمان. ومهمتنا
اليوم ترجمة لهذا الموضوع في المخيمات بأن لا تتدخل في الشؤون اللبنانية وأن نكون عاملاً
إيجابياً في هذا البلد الشقيق وأن نحافظ على أمن المخيمات وأمن الجوار. لذلك كان القرار
من الرئيس أبو مازن والأخوة في فصائل منظمة التحرير والتحالف والقوى الإسلامية وأنصار
الله بترتيب القوة الأمنية في كافة المخيمات. اليوم في المية ومية وغداً إنشاء الله
ومن جديد في مخيم عين الحلوة سيتم تعزيز القوة وزيادة عددها ثم الانتقال الى المخيمات
الأخرى «صبرا، شاتيلا، مار الياس». هذه أمانة حملناها، في أعناقنا وأعناق كل فرد يحمل
سلاحاً في هذه القوة».
وأكد صلاح اليوسف أن «الخطة الأمنية المتوالية فصولاً تتم بإجماع القوى
الفلسطينية من خلال اللجنة العليا وبدعم من القوى السياسية والأجهزة الأمنية اللبنانية
بتنسيق وتواصل فلسطيني-لبناني دائم من أجل حفظ أمن المخيمات والحفاظ على أمن الجوار.
أضاف: «إننا كقوى فلسطينية وطنية وإسلامية نعمل ليل نهار لتحصين أمن واستقرار مخيماتنا
وعدم السماح بالانجرار إلى أية فتنة، فليس مسموحاً لأي فئة أو جهة أن تحضن أو تؤوي
أو تدعم أي شخص يسيء لأمن واستقرار لبنان».
المصدر: المستقبل