الناشط الحقوقي محمد الشولي لـ«لاجئ نت»: زيارتنا إلى قطاع غزة.. خلاصات وعبر
الأربعاء، 19 كانون الأول 2012
خاص - شبكة لاجئ نت
أشار الأستاذ محمد الشولي الناشط الحقوقي ومسؤول اللجان الأهلية في منطقة صور في تصريح خاص لشبكة «لاجئ نت» حول زيارته إلى قطاع غزة جاء فيها: «بتاريخ 7/12/2012 تكحلت عيوننا برؤية جزء عزيز محرر من أرض وطننا الحبيب ألا وهو قطاع غزة الأبي حيث كنا نحلم في السابق أن تطأ أقدامنا أرض وطننا الحبيب وأن نقبل ترابه. كان الباص يسير بسرعة وسط صحراء سيناء متجها إلى أرض الوطن وكنا نامل ان يطير كالطائرة لنطوي المسافات بسرعة لنصل ارض الكرامة والعزة والففخر.وقف السائق معلنا وصولنا المعبر المصري عند نقطة رفح الحدودية لا أستطيع أن أصف العواصف الجياشة التي انتابتني وأنا أقترب من هذا الجزء العزيز المحرر من أرض الوطن،وفعلا عبرنا المعبر المصري لنجد امامنا رموز المجد الوطني الفلسطيني ممثلا برجال الأمن الوطني الفلسطيني على نقطة العبور الفلسطينية مرحبين بنا في ارض الوطن والتي لم نتمالك انفسنا حتى وجدنا انفسنا نسجد لله على تراب الوطن شاكرين ممتنين ان مكننا من الوصول إلى هذا الجزء المحرر من ارضنا السليبىة لقد شعرنا ساعتها بقرب تحرير كامل الوطن وبقرب تحقيق حلم العودة لجميع أبناء الوطن الحبيب.
انطلق بنا الباص داخل أرض الوطن ونحن نلتفت يمنة ويسرة وكأننا لا نريد ان تنرك مكانا أو موقعا أو مشهدا يفوتنا. كان السائق بمثابة دليل سياحي يعرفنا على كل شارع ومدينة ومخيم رغم حلول الظلام كنا نحاول أن نستطلع تضاريس ومكونات هذا الجزء المحرر من الوطن حتى وصلنا ليلا حوالي منتصف الليل إلى فندق آدم السياحي والذي يقع بالقرب من ميناء غزة البحري. صعدنا غلى الطابق الخامس وكان من المفترض أن نغفو بعد رحلة طويلىة استمرت ما يقارب العشر ساعات، لكن المستغرب ان النوم فارق عيوننا،وكأننا ننتظر يوم العيد لنشاهد أهلنا ووطننا خشية أن ننام ويفوتنا الكثير مما نحن ملهوفين لرؤيته.
في صبيحة يوم السبت صادف الذكرى الخامسة والعشرون لانطلاقة حركة المقاومة الإسلامية حماس، وكان من المفروض ان نشارك أهلنا وشعبنا فرحته بانتصاره، فتم اصطحابنا من قبل مرشد من وزارة الخارجية إلى مكان الإحتفال في منطقة الكتيبة الخضراء، لنشاهد كل معاني البطولة والإنتصار ممثلة بوجود قيادة حركة حماس في الداخل والخارج تحيي شعبها ومناصريها من دول العالم هذا الشعب الذي تدفق إلى المكان كالسيل الجارف معلنا صراحة لاختياره خط المقاومة سبيلا لتحرير الأرض ومعلنا احتضانه لهذه المقاومة الأبية بكل مكوناتها وفصائلها.
في اليوم الثالث كانت جولتنا داخل مدينة غزة ومخيماتها حيث تكحلت عيوننا برؤية منزل مؤسس حركة المقاومة الإسلامية حماس الشيخ الشهيد المجاهد أحمد ياسين، هذا المنزل المتواضع وسط الأحياء الشعبية والذي ما زال سقفه من صفيح "الزينكو" لقد زرع هذا المشهد في نفوسنا حب التواضع والتضحية من أجل الهدف الأسمى ألا وهو تحرير الارض.
انتقلنا بعدها لزيارة منزل وعائلة الشهيد أبو محمد الجعبري، لتقديم التبريكات باستشهاده، واستقبلنا أفراد عائلنه الصابرين المحتسبين، شاهدنا في عيون ولده الكبير "مؤمن " العزة والكبرياء والصبر وكانه القائد الجعبري في حياته رحمه الله. لقد أعطتنا هذه الزيارة ايضا درسا من التضحية ونحن نستمع إلى أن الشهيد قدم فلذة كبده الأكبر وشقيقه شهداء سابقين له، وكان لسان حاله دائما والدعاء لله أن يلحقه بهم شهيدا وقد نال ما تمنى.
في المساء انتقلنا غلى منزل خنساء فلسطين إم نضال فرحات والتي تمنت علينا أن لا نقدم لها أية كلمة بها معاني الشفقة، فقد قالت أنا لست إلا واحدة من مئات الخنساوات من أهلنا وشعبنا في قطاع غزة وفي بقية الوطن المحتل. أنا لم أقدم إلا القليل مما يجب ان نقدمه على طريق الجهاد والمقاومة والذي أ مرنا الله سبحانه وتعالى واسترسلت الحاجة إم نضال في كلامها الذي لم نجد به والله إلا صورة الجبل الشامخن هذه المرأة التي قدمت زوجها وفلذة كبدها نضال شهداء، فضلا عن خروج أبنها الأكبر من السجن في صفقة وفاء الاحرار وكذلك ابنها الآخر الجريح والذي فقد جزءا من أصابع يده.
في اليوم الرابع قمنا بعدة زيارات ميدانية للنمجلس التشريعي الفلسطيني والتقينا نائب رئيس المجلس الدكتور بحر ومجموعة من زملائه النواب والذين سروا كثيرا بزيارتنا وعبروا عن تضامنهم مع أهلنا في لبنان نتيجة الظروف المعيشية الصعبة والحرمان من الحقوق من قبل الدولة اللبنانية.
كذلك انتقلنا لزيارة الصرح العلمي المميز ألا وهو الجامعة الإسلامية والتي لم نكن نتوقع أن نشاهد صرحا علميا راقيا ومتقدما بهذا الشكل خصوصا أن يمتللك لكل التخصصات العلمية ويوفر واحد وعشرون الف مقعد دراسي لأبناء شعبنا في القطاع وبشكل شبه مجاني، التقينا مع رئيس الجامعة الدكتور كمالين شعث ومع عدد لا باس به من الهيئة التعليمية داخل الجامعة والتي جعلتنا نشعر ان أهلنا بخير وأن المستقبل واعد إنشاءلله لأهلنا في غزة.
وكانت خاتمة المسك زيارة الرجل الصامد، رمز العنفان والعزة رئيس الوزراء الأستاذ اسماعيل هنية في منزله المتواضع في مخيم الشاطئ والذي استقبلنا بحفاوة لم نشعر بمثلها من قبل، تحدث بلغة الواثق بالله والمعتمد على الله في كل كبيرة وصغيرة، وعبر في مضمون كلماته عن معنى الإنتصار الذي صنعه أبطال المقاومة وقال بالحرف الواحد صحيح أنكم كنتمن بعيدين عنا ولكن والله كنا نسمع صوت دعائكم محمول على صفحات الغيوم الماطرة. أكد أبو العبد أننا أقوياء وأن المقاومة إنشاءلله بألف خير وأنها تعد العدة ليوم التحير الذي سوف نشارك به جميعا لنصلي سويا في رحاب المسجد الأقصى محررا من دنس بني صهيون.
لقد رفعت هذه الزيارة من منسوب معنوياتنا وجعلتنا نشعر بان يوم التحرير قد اقترب، وأن هذا الوطن لا يحرره إلا سواعد أبناءه، لان ما أخذ بالقوة لا يسترد إلا بالقوة، وهذا ما فرضه انتصار المعركة الأخيرة التي فرضت شروطها على هذا العدو المتغطرس، وأفشلت عدوانه، وانسحب يجر ذيول الهزيمة بجيشه وحكومته التي تفككت أوصالها باستقالة وزير».