القائمة

مواقع التواصل الأجتماعي

انطلاق اجتماعات اللجنة الاستشارية للأونروا برئاسة لبنان ومشاركة 29 دولة و4 مراقبين

الحسن: الالتباس حول نيابة تقديم الخدمات سيتوضّح وهدفنا حماية الوكالة وصون حقوق اللاجئين


الأربعاء، 15 حزيران، 2022

انطلقت صباح أمس اجتماعات اللجنة الاستشارية للأونروا AdCom، برئاسة لبنان ومشاركة 28 دولة وهيئة دولية، في فندق "موفمبيك" في بيروت، وتستمر ليومين، لمناقشة جدول أعمال يتضمن قضايا متعددة ذات صلة بأنشطة وبرامج واستراتيجيات عمل الوكالة والخدمات التي تقدمها للاجئين، والتحديات التي تواجهها، والأزمة المالية.

وحضر حفل الافتتاح المفوض العام للأونروا فيليب لازاريني، رئيس اللجنة الاستشارية، رئيس لجنة الحوار اللبناني الفلسطيني الدكتور باسل الحسن، ممثل وزير الخارجية والمغتربين مدير عام الخارجية السفير هاني شميطلي، وأعضاء وفودمن 29 جولة، و4 مراقبين هم الاتحاد الأوروبي، جامعة الدول العربية، منظمة التعاون الاسلامي وفلسطين.

وألقى رئيس اللجنة الاستشارية، رئيس لجنة الحوار اللبناني الفلسطيني الدكتور باسل الحسن الكلمة التالية:

"ينعقدُ اجتماعنا هذا بعد أن شهدنا، نحن جميعاً، خلال الفترة السابقة، نقاشات ورؤى وتصورات وحوارات حول الأونروا ومستقبلها، وقضية اللاجئين الفلسطينيين في ضوء تجربة الأونروا المعاصرة، ومدى ملائمتها مع التطورات الدولية والمفاهيمية الكبرى.

في هذا السياق، تبرز مسألة اللاجئين الفلسطينيين كأم مسائل اللجوء في عالم اليوم. حيث إنها كقضية مزمنة لم تسلك طريقها إلى أي حلّ عادل وشامل. وبالرغم من مرور الوقت، وتعرّض الشعب الفلسطيني لموجات تشتت إضافية، إلا أن قضية اللجوء الفلسطيني لم تَذب ولم تتآكل حتى بعد انفجار أزمات عالمية عدّة دفعة واحدة، حتى مع وجود أولويات عالمية ودولية كثيرة باتت ضاغطة وملحة أكثر من أي وقت مضى.

خلال المدة الفاصلة بين اجتماعنا الأخير في عمان، واجتماعنا اليوم في بيروت، تقدمت أولويات، ونشأت ضرورات، كما طرحت أسئلة حول تداعيات كل ما يحصل على وكالة الأونروا.. وكل ذلك يحتّم علينا أن نبدأ اجتماعنا اليوم بالتعبير عن الرغبة الحقيقيّة بالتوصل إلى فهم متبادل للقضايا المطروحة أمامنا والتي تستدعي التفكير بتحديد المشاكل البنيوية ودقة استخدام التعابير، وضرورة التمييز بين التغيير والتجديد، بما يتضمن احتراف التواصل مع قضية اللجوء الفلسطيني، ووجود نخبة أممية وعربية تعمل على انجاز تصوّر موثّق بالشواهد والأحداث والمعطيات والبيانات، وتسمية الأشياء بأسمائها دون مواربة أو التباس.

بيروت التي تستضيف اجتماعنا هذا، هي العاصمة العربية التي استقبلت موجات اللجوء الأولى منذ العام 1948، وهي العاصمة التي دفعت أثماناً باهظة من أجل القضية الفلسطينية المحقّة، ثم إن التجربة اللبنانية مع قضية اللاجئين الفلسطينيين تتخذ موقعاً خاصاً، كون اللبنانيين في صلب المسار التاريخي للقرارات الدولية ذات الصلة باللاجئين الفلسطينيين منذ الصيغة الأولى التي وضعت عبر القرار 194 (1948)، إلى القرارات اللاحقة كافّة، والتي زادت عن الأربعين قراراً، شارك لبنان في صياغتها وتتعلق باللجوء الفلسطيني ووكالة الأونروا.

نعم إن لبنان وبالرغم من الأزمة الكبيرة التي يواجهها قادر على بناء أرضية مشتركة للتفاهم بين الدول المضيفة والدول المانحة، مدعوماً بإرادة سياسية صادقة لإنجاز التوافق حول الاتجاهات الاستراتيجية لمستقبل الأونروا وقضية اللاجئين الفلسطينيين.

وهنا دعوني أشكركم وأسجّل تقديري العميق لكم من موقعي كرئيس للجنة الاستشارية، وبصفتي أيضاً رئيساً للجنة الحوار اللبناني الفلسطيني في رئاسة الحكومة اللبنانية الحريصة على ملف اللاجئين واحترام الشرعيتين العربية والدولية.. على حسن تعاونكم، ومشاركتكم الهادفة إلى إنجاح كل الخطوات والجهود المشتركة لحماية وكالة الأونروا، ومواجهة التحديات الضاغطة، والاستماع من الدول المضيفة والمانحين والوكالة الدولية لكل الملاحظات والرؤى والهواجس والاقتراحات، لاتخاذ أفضل الاتجاهات الاستراتيجية لمستقبل اللاجئين الفلسطينيين.

فرضت الحرب على أوكرانيا تحديات ومتغيرات طغت على الرؤية الدولية حول كيفية تقديم المساعدات الانسانية وأزمة اللاجئين، خصوصاً مع تطور اللحظة الدولية التي أوجدت مزيداً من لاجئي الحروب، مع الأخذ بالاعتبار أولويات المانحين، والتزامهم حماية وكالة الاونروا وتفويضها، وحماية دورها تجاه اللاجئين الفلسطينيين والاستقرار الإقليمي.

لقد وضعت رسالة السيد المفوض العام فيليب لازاريني بتاريخ 23 نيسان (أبريل) 2022 خلاصة كل النقاشات الجارية حول هواجس وهموم المانحين الدوليين على طاولة التفكير والنقاش.. وهي أمور لطالما كانت تشغل بالنا، وأخذت حيزاً من نقاشاتنا خلال اجتماعنا الأخير في عمان العام الماضي وخلال اجتماعات اللجنة الفرعية، وخصوصاً في ما يتصل بالتحديات المستقبلية.. وإذ نقدّر للسيد المفوض العام نشاطه في الأشهر الأخيرة، لقد جاءت الرسالة لتثير جملة تسؤلات.. خصوصاً التحديات المتصلة بالحرب على أوكرانيا وتداعياتها لناحية زيادة أسعار الغذاء والوقود، والوضع الاقتصادي والاجتماعي للدول المضيفة، وتدهور الوضع الأمني في الضفة الغربية والقدس الشرقية وغزة، وزيادة معدل الاحباط والغضب بين اللاجئين وعمال الأونروا، وكلها أزمات ضاغطة، وتستدعي صياغة حلول مستدامة، وخطط طوارئ، وإجراءات للتعامل معها.. لكن ما تضمنته الرسالة بخصوص (تقديم الخدمات نيابة عن الأونروا وتحت توجيهها)، أثار مخاوف عديدة لدى اللاجئين ولدى دول الاستضافة، التي ما تزال متمسكة بموقفها لناحية اعتبار الأونروا تمثّل ما هو أبعد من الشأن الإنساني والإغاثي. هي تعبير عن المسؤولية السياسية الدولية تجاه قضية الشعب الفلسطيني بموجب القرار 194، وقد أكد لنا المفوّض العام أنه بصدد توضيح الالتباس حول قوله "نيابة عن الوكالة" بأنه يقصد عدم تقديم أي خدمات بديلاً عن وكالة الاونروا من قبل أي وكالة اخرى.

إنني أتطلع معكم إلى هذا الاجتماع من أجل التوصل إلى نتائج تتعلق بمسارين أساسيين:

أولاً: الاتفاق على مسارات مبتكرة لمواجهة الفجوة المالية التي تعاني منها الوكالة في هذا الظرف الدقيق، من خلال توسيع الشراكات دون أن يتم نقل الصلاحيات، وزيادة العلاقات الاستشارية بين الأونروا ووكالات أمميّة أخرى وتحت إشرافها، وهذا ما ورد في إحدى مقترحات السيد لازاريني في رسالته.

ثانياً: التحدث بصراحة حول ضرورة إصلاح الوكالة وتطويرها لتقدم أفضل ما يمكن للاجئين الفلسطينيين تحت سقف القرار 194. ذلك أنه مع تزايد الاحتياجات الإنسانية الضرورية، وتضاؤل قدرة الوكالة على مواكبة المخاطر الناجمة عن عدم قيامها بواجباتها، ترميم الثقة بين اللاجئين والأونروا، وأيضاً بين الأونروا والدول المضيفة، وبين الدول المضيفة والمانحين، وبين الأونروا والمانحين، وكله يفرض علينا خوض تفكير عميق حول أجندة الوكالة المستقبلية التي تقود إلى إزالة الشكوك والمخاوف لدى اللاجئين الفلسطينيين، كافة الشركاء الدوليين.

أجدد شكري للسيد المفوض العام ولكل الضيوف على أمل أن نتوصل إلى ما يحقق تطلعات مجتمع اللاجئين الفلسطينيين في العيش بكرامة، وتطلعات الدول المانحة والمضيفة والأونروا والأمم المتحدة ويخدم أهدافها".

مؤتمر صحافي الأربعاء

وكان تحدث في حفل الافتتاح كل من السفير شميطلي، نائب رئيس اللجنة الاستشارية، القنصل العام للمملكة المتحدة في القدس دايان كورنر، والمفوّض العام لازاريني، بعد ذلك انطلقت الاجتماعات التي تختتم اليوم (الأربعاء) بمؤتمر صحافي مشترك يعقده لازاريني والحسن حول توصيات الاجتماعات.