انفجرت بين عباس ودحلان داخل «فتح» لبنان

الجمعة،
14 آذار، 2014
في ذروة الخطر الذي يدهم حق العودة، أصبحت الخلافات في حركة «فتح» على
«المكشوف». الصراع على إرث ياسر عرفات قد لا يطيح بالحركة فحسب، بل بمخيمات الشتات
أيضاً. كيف سيكون الحال إذا انتقلت المنازلة بين محمود عباس ومحمد دحلان إلى ساحة
عين الحلوة؟
لماذا فجّر الرئيس الفلسطيني محمود عباس معركة داخلية في حركة «فتح»، في
وقت يعمل فيه كوسيط في الأزمات الإقليمية؟
مساء أول من أمس، ألقى «أبو مازن» خطاباً متفجراً خلال ترؤسه إحدى جلسات
الدورة الثالثة عشرة للمجلس الثوري للحركة، المنعقد منذ الاثنين الفائت في رام
الله، بمشاركة أعضائه من الأراضي الفلسطينية المحتلة ومن مخيمات الشتات، من بينها
مخيمات لبنان والسفير الفلسطيني في بيروت أشرف دبور. وشنّ عباس هجوماً هو الأعنف
على القيادي المطرود من «فتح» محمد دحلان، متهماً إياه بالوقوف وراء اغتيال ستة من
قادة فتح والسلطة الفلسطينية، ومعرفته بعملية إسرائيل لاغتيال قائد الجناح المسلح
لحركة حماس أحمد الجعبري «واتفاقه معها على تسليمها قطاع غزة». كذلك اتهمه
بالسيطرة على 150 إلى 200 مليون دولار من صندوق الاستثمار الفلسطيني بالاشتراك مع
محمد رشيد، المستشار الاقتصادي للرئيس ياسر عرفات.
وفي خطابه الذي نقله التلفزيون الفلسطيني على الهواء مباشرة، استفاض عباس
في قصف ما وصفها بـ«ظاهرة دحلان»، وكل من اتهم بالارتباط بها. من هنا، كان لا بد
أن يكون لبعض قادة فلسطينيي لبنان نصيب من هذا القصف. ولم يكتف عباس باعتبار القائد
السابق للكفاح المسلح الفلسطيني في لبنان العميد محمود عيسى (المعروف بـ«اللينو»)
أحد «أدوات المشروع الدحلاني» في مخيمات لبنان، بل ذهب بعيداً في إلصاق تهمة
العمالة به. ونقل عن تقارير أعدّها المشرف العام على الساحة اللبنانية من قبل
السلطة عزام الأحمد أن النائب وليد جنبلاط أبلغ الأخير أن «اللينو جاسوس ويراقب
مراكز حزب الله في الجنوب ويبلغ بها العدو»، علماً بأن الأشهر الماضية شهدت كباشاً
بين الأحمد واللينو، أدى إلى قرار سلطة رام الله بطرد الأخير من «فتح». لكن القرار
جمّد بعد وساطات من مسؤولين سياسيين وأمنيين لبنانيين.
وإثر خطاب عباس، اشتعلت مواقع التواصل الاجتماعي بكباش جديد بين مؤيّد
للينو ودحلان ومعارض لهما. المكتب الإعلامي لقائد قوات الأمن الوطني الفلسطيني
اللواء صبحي أبو عرب وزّع مقالاً بعنوان «الرئيس أبو مازن يقطع الطريق عن البديل
الدحلاني»، جاء فيه أن «الخيار الإسرائيلي ـــ الأميركي يتمثل بالضغط الفتحاوي
الداخلي لإيجاد قيادة بديلة تتماهى مع مشروع التنازل عن الثوابت الوطنية». من هنا
كان «الهجوم غير المسبوق على المشروع الحقيقي وأدواته الداخلية، على رأسها محمد
دحلان وتعريته فتحاوياً وشعبياً لأنه يسعى عبر أدوات أمنية ومؤسساتية إلى خلق حالة
شعبية رديفة تنمو على ضفاف فتح وفصائل المنظمة والحالة الشعبية الفلسطينية وبغطاء
أمني ومالي وخدماتي».
في المقابل، أصدر «اللينو» بياناً بعنوان «العين لا تعلو على الحاجب يا
سيادة الرئيس»، عبّر فيه عن «أسفه إن كان المصدر الموثوق هو عزام الأحمد وشلّته».
ورأى «أنها فاجعة» إنْ كان عباس «يمتلك كل هذه المعلومات لسنوات طويلة ولم يحرك
ساكناً، وتحالف مع الأخ القائد محمد الدحلان في المؤتمر السادس لحركة فتح». وفي
اتصال مع «الأخبار»، قال اللينو إنه سيلجأ إلى القضاء اللبناني لرفع دعوى قدح وذم
وتشهير ضد الأحمد. وأكّد أن جنبلاط نفى ما نقل عن لسانه، بعد مراجعته من قبل
مسؤولين لبنانيين طوال يوم أمس.
ويغادر «اللينو» اليوم إلى دولة الإمارات العربية المتحدة للقاء دحلان
وزوجته جليلة. لا يخجل الرجل من الرحلة، بل يؤكد أنه أبلغ كافة المراجع الأمنية
والسياسية المعنية بالزيارة وأهدافها التي فضّل الحديث عن تفاصيلها بعد عودته.
وكشف أنه سيبدأ بعد عودته بفضح الملفات التي يملكها «ضد أبو مازن نفسه وأعوانه».
من جهته، ردّ دحلان على اتهامات عباس عبر صفحته على «فايسبوك» ووصفها
بأنها «نموذج متكامل من الكذب والتضليل والغباء والجهل بالواقع والأحداث
الفلسطينية». وتعهد بكشف تفاصيل اغتيال الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات،
«ولماذا أطلق الأخير لقب كرزاي فلسطين على عباس».
المصدر: آمال خليل - الأخبار