بلحاج لـ "قدس برس": حملة بعض وسائل الإعلام اللبنانبية على
"حماس" ومشعل خلل قيمي وفكري وأخلاقي

الخميس، 22 كانون الثاني، 2015
دعا الرجل الثاني في الجبهة الإسلامية للإنقاذ "حزب الله" في
لبنان ومن ورائه إيران إلى التوقف عن ممارسة ما أسماه بـ "الابتزاز
والضغط" على حركة المقاومة الإسلامية "حماس" وقيادتها السياسية من
أجل افتكاك اعتذار وصفه بـ "غير المبرر" عن موقفها بشأن حيادها إزاء
الثورة السورية، واعتبر ذلك مخالفة للشرع ولمذهب آل البيت وللمروءة.
ورأى بلحاج في تصريحات خاصة لـ "قدس برس"، أن نأي
"حماس" وقيادتها السياسية بأنفسهم عن التدخل في الشأن الداخلي السوري،
وعدم بقائهم في سورية بعد اندلاع الثورة فيها، كان موقفا صائبا، وقال: "حركة
حماس وسائر الحركات الإسلامية وقفت مع الحق بالنسبة للأزمة السورية، وكان الواجب
على إيران وحزب الله أن يقفوا مع الحق أيضا، نعم أعلم أن سورية أعانت حزب الله
وربما حماس، ولكن هذه الإعانة يجب أن تكون لوجه الله ولا يجب أن تكون من أجل منح
الحاكم صكا على بياض ليفعل بشعبه ما يريد، ونحن نعرف جميعا وصية الإمام علي لابنيه
الحسن والحسين، عندما أوصاهما بأن لا يكونا للظالم عونا، ومن هنا فموقف حماس من
الأزمة السورية كان منسجما مع مبادئها، وقد قالوا كلمة الحق، لكن أظن أن تغليب
النزعة الطائفية بالنسبة لحزب الله وإيران هو ما دفعهم لهذه الحملة الإعلامية التي
تقودها بعض الصحف الموالية لهم في لبنان ضد حماس وقيادتها السياسية، وهذا تعبير عن
خلل فكري وقيمي وأخلاقي".
ودعا بلحاج حزب الله وإيران ومعهما كل الحركات الإسلامية إلى مراجعة النفس،
وقال: "أعتقد أن المطلوب من إيران وحزب الله هو إجراء مراجعة سريعة وعاجلة
لسيساتهم، وتغليب المبادئ والقيم الأخلاقية على التكتيكات السياسية الآنية، وإلا
فإنهم مثلهم في ذلك مثل باقي السياسيين.
وهذا مطلوب أيضا من باقي الحركات الإسلامية، التي يجب عليها تغليب الضوابط
الشرعية عن الحسابات السياسية الضيقة".
وأضاف: "الواجب أن يراجع حزب الله نفسه، وأن تكون له الشجاعة
الأخلاقية للقيام بذلك، وأن لا يحمل الآخرين ما لا يطيقون، والحادثة الأخيرة التي
تعرض لها حزب الله في سورية تدعوه لمراجعة النفس، فمساندته لنظام قاتل غير مجدية،
وعلى حزب الله أن يأخذ النصيحة من قواعده وأيضا من أصدقائه من أهل السنة
والجماعة".
وعن مطلب الاعتذار الذي عبرت عنه بعض وسائل الإعلام اللبنانية الموالية
لحزب الله من مشعل، قال بلحاج: "الاعتذار لا أساس له أصلا، فما قامت به حماس
هو اجتهاد سياسي مرتبط بزمانه وظروفه، وتقدير المصالح اختلف فيه الصحابة والساسة،
فهذه سياسات متغيرة لا يمكن أن يعتذر الناس عنها، وقد أوضحت حماس أسباب قرارها للجميع.
وقد كان موقفها موقفا صائبا، وينبغي أن لا تستحي منه تحت أي ضغط، لأن
المبادئ هي التي ستبقى أما التكتيكات السياسية ستزول، وجميعنا يذكر قول علي بن أبي
طالب عن معاوية بأنه أدهى ومنه ولكنه يفجر ويشتري الذمم، هذا هو الذي يميز الخلفاء
بقدمون المبادئ على المصالح الآنية حتى لو هزموا.
وفي سورية بشار سفاح أثيم، ولو كان يستحي من الله ومن الناس لقدم استقالته
منذ زمن طويل بعدما قتل وشرد ملايين السوريين".
وأضاف: "الشعوب باقية أما الأنظمة فزائلة طال الزمن أو قصر، وإذا كان
لبشار ولمن يقف معه من الحياء والرجولة فعليه أن يترك سورية للسوريين ليقرروا
مصيرهم ويختاروا حكامهم بأيديهم بعيدا عن أي وصاية".
وأشار بلحاج إلى أن الحملة الإعلامية التي تخوضها بعض وسائل الإعلام
اللبنانية ضد حماس ومشعل ليست في محلها، وقال: "لا شك أن هذه الحملة التي
تخوضها بعض وسائل الإعلام اللبنانية ضد حماس ومشعل تصب في النهاية في مصلحة
"إسرائيل" وأعداء الأمة.
وإذا كانت إيران تريد الدعوة لمذهبها فلتفعل ذلك لكن دون استخدام الآلة
العسكرية والتهديد بها وبث الفرقة عربيا وإسلاميا من أجل السيطرة على الخليج، فهذه
ليست من أخلاق الأئمة الاثني عشر الذين نعرف سيرهم وكانت لهم قيم وأخلاق"،
على حد تعبيره.
المصدر: قدس برس