بوابات إلكترونية في عين الحلوة...
إذلال أم أمن؟

الإثنين، 18 حزيران، 2018
أثار موضوع استحداث بوابات الكترونية
في مخيم عين الحلوة امتعاض الفلسطينيين الذين علت صرخاتهم في مسيرات احتجاجية غزت
المخيم يوم أمس الأول، مطالبين بإزالتها كونها تسيء الى العلاقات اللبنانية
الفلسطينية التي تحتاج الى مد جسور الثقة والمزيد من التعاون بدلاً من رفع جدران
الفصل بين الطرفين.
تصرّ الفصائل الفلسطينية على إزالة
البوابات والاكتفاء بالإجراءات الأمنية القديمة بينما يصر الجيش اللبناني في
المقابل على ضرورة وجود هذه البوابات كخطوة أمنية احترازية ليست موجهة ضد
الفلسطينيين بقدر ما تهدف لحماية أمن المخيم ومحيطه.
يؤكد مصدر أمني لـ"ليبانون
ديبايت" أن التراجع عن خطوة البوابات الالكترونية على مدخل المخيم غير وارد
بالنسبة للمؤسسة العسكرية، "فهذه البوابات مرتبطة بأمن المخيم الذي يتعرض كل
فترة لأحداث أمنية مخيفة وبأمن محيطه". وينقل المصدر استعداد الجيش لمناقشة
الإجراءات الأمنية مع الفصائل المعترضة، علماً أن التفتيش على البوابات
الإلكترونية لا يشمل النساء والأطفال إنما يقتصر على الشباب المشتبه بهم فقط.
وعن أسباب استحداث البوابات، يقول
المصدر الأمني "أسباب كثيرة في مقدمتها تهريب سلاح ثقيل لداخل المخيم، خروج
ودخول مطلوبين بأعمال إرهابية من وإلى المخيم، مراوغة الفصائل الفلسطينية في تسليم
المطلوبين، بالرغم من تعهدها في عدة مناسبات بحفظ الأمن في المخيم وتسليم
المطلوبين عبر اللجنة المشتركة التي وقع على عاتقها التنسيق مع الأجهزة الأمنية
اللبنانية".
وبعد قيام القيادة السياسية للقوى
الفلسطينية بجولة على القوى والاحزاب الوطنية والاسلامية اللبنانية في مدينة صيدا
لدعمها في مطلبها والضغط لرفع البوابات الالكترونية، وصلت القضية لمراجع عليا في
مقدمتها نائبي صيدا بهية الحريري وأسامة سعد، اللذين همّا في الاتصال بالمعنيين
لإيجاد حل يرضي الطرفين.
على الجهة الأخرى، يؤكد ممثل حركة حماس
في لبنان علي بركة لـ"ليبانون ديبايت" أن البوابات على مدخل مخيمي عين
الحلوة والمية ومية إجراء غير مبرر ومفاجئ، خصوصا أن هناك تعاوناً وتواصلاً دائم
بين الفصائل الفلسطينية والأجهزة الأمنية اللبنانية وهناك تنسيق للمحافظة على الأمن
والاستقرار في المخيم والجوار.
هذا الاجراء لا يعزز الثقة ولا يساعد
على تمتين العلاقة اللبنانية الفلسطينية، بل فيه إذلال للخارجين والداخلين من وإلى
المخيم وكأن هناك معبراً دولياً، فهذه البوابات شبيهة بتلك الموجودة داخل مطار
بيروت، وفقاً لبركة.
ويضيف "نؤكد أن الشعب الفلسطيني
في لبنان حريص على الأمن والاستقرار والسلم الأهلي في لبنان ولا يمكن أن نسمح أن
تُستخدم المخيمات لضرب الاستقرار، وقد أثبتنا هذا الأمر بمناسبات عدة منها أحداث
عبرا العام 2013. ولذلك نطالب الأشقاء في لبنان برفع هذه البوابات وألا يعامل
الفلسطيني كأنه متهم. نؤكد مجدداً أننا على كامل الاستعداد للتعاون والحوار لإيجاد
سبل كريمة للحفاظ على الأمن والاستقرار من دون إهانة أي فلسطيني على هذه
المعابر".
ويصر على رفع البوابات وبناء جسور حوار
ومحبة بين المخيمات وجوارها لا سيما أنه لم يثبت أن للمخيم علاقة بأي من الأعمال
الارهابية أو الامنية التي حصلت في لبنان، وهناك لقاءات دائمة وتشاور وتنسيق
لتسوية أوضاع المطلوبين داخل المخيم.
وعن الجهود المبذولة في هذا الإطار،
يقول بركة "بدأنا الاتصالات مع المسؤولين في لبنان الرسميين والحزبيين
والأمنيين وهناك جهد يبذل كذلك من كافة الفصائل ووعود من المسؤولين بأن يتم رفع
هذه البوابات، خصوصا أن المطلوبين لا يمرون عبر هذه البوابات أو المعابر الشرعية
بل لهم طرقهم الخاصة، وعبر العمل الامني تستطيع الدولة اللبنانية ان توقف هؤلاء
المخلين بالأمن".
المصدر: نهلا ناصر الدين | ليبانون ديبايت