القائمة

مواقع التواصل الأجتماعي

بين "اللينو" و"فتح" معركة إثبات وجود و"إسلاميو" عين الحلوة رابحون

بين "اللينو" و"فتح" معركة إثبات وجود و"إسلاميو" عين الحلوة رابحون


الثلاثاء، 30 كانون الأول، 2014

لا تُبشر الأوضاع في مخيم عين الحلوة بالخير، لا يكاد المخيم يخرج من مشكلة حتى يقع بأخرى أصعب منها، لكن في نهاية المطاف تبقى القوى الإسلامية المتطرفة هي الرابح الأول من التحول الحاصل في السنوات الأخيرة، والذي يعود بالدرجة الأولى إلى الترهل التنظيمي في صفوف حركة "فتح". هناك مقولة مشهورة في صفوف القوى الفلسطينية، مفادها: "المخيمات بخير إذا كانت فتح بخير"، إلا أن الأخيرة ليست في أحسن أحوالها، لا سيما في عين الحلوة، الذي كان يعتبر معقلاً أساسياً لها، خصوصاً في ظل الخلاف القائم مع القيادي المجمدة عضويته ورتبته في الحركة، محمود عبد الحميد عيسى "اللينو"، فهو كان يعتبر الرجل القوي، في المخيم، القادر على وضع حد لتجاوزات "الإسلاميين". على مدى أشهر طويلة، سعت الكثير من القوى والشخصيات الأمنية والسياسية اللبنانية، إلى العمل على مساعدة الحركة في معالجة مشكلتها الداخلية، نظراً إلى تداعياتها الخطيرة على الأوضاع المحلية، لكنها فشلت في الوصول إلى نتائج إيجابية لأسباب عديدة، واليوم تجد نفسها أمام معضلة قد تنفجر في وجهها، سببها الإحتفالات باليوبيل الذهبي لإنطلاق الحركة، حيث يسعى كل فريق إلى إقامة مهرجان خاص به، يريد منه إرسال رسائل، إلى من يعنيهم الأمر، تؤكد حضوره الفاعل والوازن، متجاهلاً أن الخطر يكمن في القوى التي تسعى إلى سحب البساط من الحركة.

في هذا السياق، تستغرب مصادر فلسطينية، في حديث لـ"النشرة"، التلهي الحاصل في هذه المشاكل، في الوقت الذي باتت القوى المتطرفة هي الرقم الصعب على أرض الواقع، وتشير إلى أن عناصر "فتح" باتوا يتعرضون لإعتداءات متكررة من دون أن يكون لدى الحركة القدرة على لجمها، بالإضافة إلى الكثير من المشاكل التي يعاني منها أبناء المخيم على مختلف الصعد الإقتصادية والإجتماعية، ناهيك عن المشاكل الأمنية الكامنة في وجود العديد من الشخصيات الإرهابية المطلوبة من قبل السلطات اللبنانية، والتي لا تملك أي جهة فلسطينية القدرة على طردها من المخيم أو تسليمها إلى الأجهزة الأمنية.بالنسبة إلى هذه المصادر، الخطر الفعلي الذي يحدق بعين الحلوة يكمن في هذا الخلاف، فهو مصدر الضعف الأساسي الذي تستفيد منه القوى التي تريد القضاء على حق العودة من خلال إستهداف المخيمات، وتعرب عن أسفها لأن قيادات "فتح" لا تدرك حتى الساعة أن الفلسطينيين سيدفعون ثمن ذلك غالياً، وتضيف: "تجربة نهر البارد واليرموك لا تزال حاضرة أمامنا"، وتدعو إلى القيام بمراجعة نقدية لكل المرحلة السابقة، لأنها ستكون الباب الذي من خلاله تستطيع الحركة إعادة الإعتبار لنفسها.

بالعودة إلى المشكلة الحالية، وضعت حركة "فتح"، في الأيام الأخيرة، اللمسات الأخيرة على استعداداتها لاحياء اليوبيل الذهبي لذكرى انطلاقتها يوم الأربعاء المقبل، في ظل عزم "اللينو" على اقامة حفل اضاءة الشعلة، ولم تنجح المساعي، التي قامت بها أكثر من جهة، في إيجاد حل يرضي الجانبين، وسط موجة كبيرة من الشائعات تكشف عن تصاعد المخاوف من حصول صدامات بين أنصار الحركة و"اللينو"، إلا أن مصادر متابعة تؤكد بأن الإتصالات ستبقى قائمة حتى اللحظة الأخيرة لتجاوز القطوع الصعب.

من جانبها، تدعو مصادر مقربة من "فتح"، في حديث لـ"النشرة"، إلى قراءة الموضوع بشكل أوسع، وتشير إلى أنه جزء من خلاف كبير على المستوى الفلسطيني، مرتبط بتوجه القيادة المركزية إلى الأمم المتحدة وخلافة الرئيس محمود عباس، وتوضح أن هذا الملف متداخل تشترك فيه خيوط متعددة، حيث تدعم جهات عربية وغربية القيادي المفصول من الحركة محمد دحلان، وتضيف: "حتى حركة "حماس" الراغبة في إضعاف أبو مازن باتت تشجع دحلان وتغطي نشاطه في قطاع غزة". لا تخفي هذه المصادر حقيقة أن فريق دحلان يحصد أكثر من "إنتصار" عليها، لا سيما أن الفريق المحيط بعباس لا يبدو على قدر المسؤولية، وتعتبر أن الأزمة في لبنان مع "اللينو" كان من الممكن تداركها لولا تصرفات مسؤول الساحة عزام الأحمد، وتؤكد بأن الإجتماعات الأخيرة لم تنجح في معالجة قضية الإحتفالين بذكرى الإنطلاقة، لكنها تكشف عن إتفاق غير معلن على التهدئة.

في هذا الإطار، تستبعد هذه المصادر حصول أي صدام بين الجانبين، بالرغم من تأكيدها بأن هناك سعيًا من قبل كل جهة إلى إثبات حضورها في هذه المناسبة، وتشير إلى قرار لدى قيادة الحركة بفصل أي عضو يشارك في إحتفال "اللينو"، إلا أنها لا تنكر أن الرجل القوي "محبوب" من أبناء المخيم. بالنسبة إلى "اللينو" الأمور أصبحت في مكان آخر، الإتصالات إنتهت والإستعدادات بدأت من أجل القيام بالإحتفال، لا بل يذهب الرجل، في حديث لـ"النشرة"، أبعد منذ ذلك بكثير، ويقول: "بدأت معركة إستعادة فتح"، ويؤكد أن هذه الحركة إصلاحية إعتراضية شاملة في كل الأقاليم، ويعد بإستعادة "فتح" المقاومة، لا المفاوضات ثم المفاوضات، في القريب العاجل.

ويؤكد "اللينو" أن ما بعد إحتفال الشعلة غير ما قبله، ويجزم بعدم حصول أي صدامات مع الجانب الآخر لأنه غير موجود فعلياً، ويشير إلى أن تراجع الحركة في المخيمات غير مسبوق، ويطمئن بأن التوجه الذي هو فيه هدفه الحفاظ على هذه المخيمات. "العلاقة مع أبو مازن مقطوعة نهائياً لأسباب عديدة"، هذا ما يؤكد عليه "اللينو"، ولا يفضل الحديث عن "القائد" المستقبلي، ويصف دحلان بأنه "رجل ثورة" لأنه أول من إنتفض على التجاوزات التي تحصل، ويقول: "سنسعى إلى رفع الظلم عنه"، لكنه يشدد على أنه غير "مستزلم" لأحد، ويشير إلى أن "فتح" التي يؤمن بها ليست مزرعة كما يريدها البعض. إذا هي معركة، تبدو مصيرية، بين جناحي الحركة، سيكون لبنان ساحة من ساحاتها، إلا أنها تمتد لما هو أشمل من ذلك بكثير، فهي تصل إلى رأس السلطة الفلسطينية، فهل تمضي على خير أم تكون نتائجها كارثية؟

المصدر: ماهر الخطيب - النشرة