القائمة

مواقع التواصل الأجتماعي

تدقيق" في رواية خروج المولوي من عين الحلوة"

«تدقيق» في رواية خروج المولوي من عين الحلوة


الأربعاء، 28 كانون الثاني، 2015

عندما أعلنت قيادة مخابرات الجيش اللبناني في الجنوب، قبل أكثر من شهر، عن وجود شادي المولوي في عين الحلوة، جوبهت بنفي شديد ليس فقط من القوى الإسلامية والسلفية، بل أيضاً من القوى والفصائل التابعة لـ «منظمة التحرير الفلسطينية» وقوى التحالف الفلسطيني والقوى الوطنية في عين الحلوة.

وبعدما جدّدت مخابرات الجيش تأكيدها لكلّ الفصائل الفسلطينية بوجوده، مزودةً إيّاها بتفاصيل إضافية عن مكان وجود المولوي (في أي منزل وأي حيّ)، بحسب مصادر أمنيّة، واصلت الفصائل نفيها الشديد لوجوده.

كما أبقت الفصائل على نفيها، حتى بعدما أشارت قيادة المخابرات إلى ضلوع المولوي بانفجاري جبل محسن، واعتراف الأشخاص الذين جرى اعتقالهم وكانوا ينوون تفجير أنفسهم، بأنهم التقوا المولوي داخل عين الحلوة.

ولكن فجأة، أعلن كلّ من في المخيم، من قوى وفصائل فلسطينية إسلامية وسلفية متشددة ووطنية وفتحاوية وحمساوية وقوى التحالف، أن «المولوي وشريكه أسامة منصور قد غادرا المخيم كما دخلاه».

وبعد هذا الاعتراف، صار لدى الأجهزة الأمنيّة تضارب في المعلومات، بعضها يشير إلى أنّ المولوي خرج والبعض الآخر يؤكّد أنّه ما زال يقيم في عين الحلوة. ويستند الأمنيون المتمسكون بنظرية بقاء «صانع الانتحاريين» داخل المخيّم، إلى سؤال واحد: «كيف لمن لم يعترف يوماً واحداً باحتمال وجود المولوي داخل المخيّم، أن يؤكّد بعد أيّام قليلة أنّه قد خرج؟». ويعتقد هؤلاء أنّ «هناك إشارة وصلت إلى جميع الفصائل الفلسطينيّة بضرورة تبليغ كافة الجهات الرسميّة اللبنانيّة بأنّ المولوي قد خرج.. وهكذا كان»، لافتين الانتباه إلى أنّ «لا تأكيد رسمياً محسوماً عن خروجه، ما عدا تأكيدات الفصائل الفلسطينية». ويستغربون إمكانية «خروجه وانتقاله إلى جرود عرسال بهذه السرعة القياسيّة، بالرغم من الإجراءات المعمول بها في عرسال ومحيطها».

فيما يعتقد البعض أنّ تأكيد الفصائل الفلسطينيّة بحتميّة مغادرة المولوي للمخيّم تستند على بيان «تجمّع الشباب المسلم»، منذ يومين، والذي دعا فيه «المطلوبين الطرابلسيين» إلى «تقديم دليل واضح، تسجيل مصور أو ما شابه يثبت انكما خارج المخيم، وذلك لقطع الطريق على كل ماكر وحاقد على مخيمنا وقضيتنا».

وفي سياق متصل، استقبل رئيس فرع مخابرات الجيش اللبناني في الجنوب العميد علي شحرور في ثكنة صيدا، أمس، وفداً مركزياً من قيادة «حماس» في لبنان برئاسة نائب مسؤولها السياسي في لبنان احمد عبد الهادي يرافقه مسؤول العلاقات السياسية اللبنانية رأفت مرة وقيادة منطقتي صيدا وعين الحلوة.

وتشير مصادر الوفد الفلسطيني إلى أنّ «شحرور شدّد على خطورة الوضع والتحديات الراهنة»، وأكّد «ضرورة وجود جهد استثنائي من كل الفصائل لحماية وتحصين عين الحلوة ومنع أي عمل ارهابي قد يخرج من هذا المخيم او ان يتحول الى ملاذ للارهابيين حرصا على القضية الفلسطينية برمتها».

ولفتت الانتباه إلى أنّ «شحرور شدّد على دور حماس المحوري في المخيّم وكل مخيمات لبنان ودعاها لمواصلة لعب هذا الدور كونها حركة مقاومة وهي مخوّلة القيام بذلك».

من جهته، أكّد عبد الهادي لـ «السفير» أن «وفد حماس شدّد أمام شحرور على أنّ عين الحلوة كان وسيبقى عنوان فلسطين»، مشيراً إلى «الدور الذي لعبته حماس وتلعبه في الحفاظ على امن واستقرار عين الحلوة وحمايته بالتعاون والتنسيق مع عصبة الانصار». اما بالنسبة لقضية شادي المولوي، فلفت عبد الهادي الانتباه إلى الدور الذي لعبته «حماس» والجهد الذي بذلته بالتنسيق مع العصبة لإخراجه من المخيّم، مذكراً بـ «التواصل المستمر بين حماس والجيش اللبناني والتنسيق الكامل مع العميد شحرور حول كافة القضايا لأننا سنتحمل مسؤولياتنا في المخيم لمتابعة اية قضية قد تحصل في المستقبل، ولن نسمح لأي كان بأخذ المخيم رهينة».

المصدر: السفير