تشكيل اطار امني فلسطيني موحد.. والتواصل لمنع اي خرق امني في المخيمات
الأربعاء، 16 كانون الثاني، 2013
أخذت القوى الفلسطينية الوطنية والاسلامية في لبنان وتحديدا في عين الحلوة على محمل الجد التحذيرات اللبنانية من قادة الاجهزة الامنية الرسمية لمحاولات توتير الاوضاع الامنية في المخيمات الفلسطينية وجوارها اللبناني في ظل تصاعد وتيرة الاحداث الدامية في سوريا واستهداف مخيم اليرموك.. بعد رصد مكالمات هاتفية من بوارج تابعة لقوات "اليونيفيل" مرابطة قبالة الشواطىء الجنوبية في اطار مهمتها تنفيذ القرار 1701.
ترجم الاهتمام الفلسطيني باتجاه لتشكيل اطار امني موحد يحمي المخيمات، وبتحركات سياسية وامنية لقطع الطريق على اي محاولة توتير، فبعد تحرك وفد قيادي لفصائل "منظمة التحرير الفلسطينية" برئاسة امين سرها في لبنان فتحي ابو العردات نحو القوى السياسية اللبنانية للتشاور والتنسيق، حيث اكدت مصادر فلسطينية لـ "صدى البلد"، ان ممثل حركة "حماس" في لبنان علي بركة قام على رأس وفد قيادي من "حماس" بزيارة عدد من قادة الاجهزة الامنية والعسكرية في صيدا حيث بحث معهم موضوعين: الاول النازحين بعنوانه الانساني وضرورة تقديم التسهيلات الضرورية في ظل تصاعد وتيرة الاحداث الامنية في سوريا، والثاني بعنوانه الامني وهو ضرورة حفظ امن المخيمات واستقرارها في ظل محاولات البعض توتيرها فلسطينيا ولبنانيا.
واشارت ان الزيارة شملت مدير فرع مخابرات الجيش اللبناني في الجنوب العميد علي شحرور في ثكنة محمد زغيب العسكرية وقائد منطقة الجنوب الاقليمية لقوى الامن الداخلي العميد طارق عبد الله في سراي صيدا الحكومي، رئيس دائرة الامن العام في الجنوب المقدم حاتم غملوش، مدير فرع مخابرات الجيش في صيدا العقيد ممدوج صعب، اضافة الى امام مسجد "القدس" في صيدا الشيخ ماهر حمود.
واكد بركة عقب لقائه النائب بهية الحريري في مجدليون على رأس وفد ضم مسؤول منطقة صيدا ابو احمد فضل ومسؤولها في المدينة أيمن شناعة ومسؤولها في عين الحلوة خالد يحيى ابو اسماعيل"، بحضور منسق عام تيار المستقبل في الجنوب الدكتور ناصر حمود.. ان جميع الوافدين من سوريا الى مخيمات لبنان مدنيون دخلوا الحدود عبر الطرق الشرعية، مشددا ان هناك موقف فلسطيني موحد بمنع اي انعكاس امني على المخيمات اواستخدامها للإساءة للسلم اللبناني.
واضاف بركة: توقفنا عند الوضع الفلسطيني في لبنان وما تعانيه المخيمات خصوصا بعد نزوح 4000 عائلة فلسطينية من مخيمات سوريا نتيجة الاوضاع الماساوية هناك، طرحنا ضرورة ان تلبي الحكومة اللبنانية ووكالة "الاونروا" لمطالب هؤلاء النازحين وان تكون هناك مراكز ايواء مؤقتة لهؤلاء النازحين ريثما يتمكنوا من العودة الى مخيماتهم في سوريا، مؤكدا على ضرورة ان تقوم وكالة "الاونروا" بمسؤولياتها تجاه هؤلاء النازحين وطالبنا ان يكون هناك مسعى جدي من الجامعة العربية والامم المتحدة لتحييد المخيمات الفلسطينية في سوريا حتى يعود النازحون الى مخيماتهم في سوريا فورا وعلى ضرورة التواصل من اجل منع اي خرق امني في مخيمات لبنان، مشددا ان المخيمات الفلسطينية حريصة على الاستقرار في البلد ونحن كذلك حركة حماس والفصائل الفلسطينية الوطنية والاسلامية حريصة على استمرار حركة الهدوء والاستقرار في المخيمات ونعتبر ان استقرار البلد واستقرار المخيمات يخدم القضية الفلسطينية ونؤكد ان الفلسطينيين سيبقون دائما الى جانب وحدة لبنان وامنه واستقراره.
ابو العردات
بالمقابل اكد أبو العردات عقب لقائه امين عام التنظيم الشعبي الناصري الدكتور اسامة سعد في صيدا على رأس وفد قيادي ضم قائد قوات الامن الوطني اللواء صبحي ابو عرب وعضو المكتب السياسي لـ "جبهة التحرير الفلسطينية" صلاح اليوسف.. على أهمية الاتفاق الذي عقدته الفصائل كافة لتحييد مخيم اليرموك عن النزاعات التي تشهدها سوريا ووجود أهلنا النازحين في لبنان هو وجود مؤقت، قائلا نحن ندعو إلى اتباع معايير واحدة في التعاطي مع النازحين سواء كانوا فلسطينيين أم سوريين وندعو الأونروا والمجتمع الدولي وأشقاءنا في الدول العربية لتأمين المساعدات اللازمة للنازحين ونوجه نداء للدول المانحة وخصوصاً الكويت لكي توافق على المبالغ المطلوبة من أجل إغاثة وإيواء النازحين خصوصاً في هذا الطقس البارد والممطر، شاكرا الرئيس أبو مازن ودائرة شؤون النازحين والإخوة الذين أمنوا مبلغ 250 ألف دولار تم توزيعه على النازحين بواسطة اللجان الشعبية".
وشدد أهمية تفعيل منظمة التحرير الفلسطينية كإطار جامع، وإلى أهمية الوحدة الوطنية الفلسطينية ووحدة الصف وعلى التواصل المستمر من أجل دعم السلم الأهلي ووقف أي شكل من أشكال الخطاب المذهبي الذي يرفضه الجميع لأن فلسطين هي القضية المركزية وعلى الجميع العمل من أجل نصرة الشعب الفلسطيني وقضيته العادلة بكل أشكال الدعم الممكنة والمتاحة.
بينما اعتبر سعد أن اللقاء جاء للبحث في عدة قضايا بدءاً من قضية الإخوة النازحين من سوريا وبخاصة من مخيم اليرموك وللبحث في الحقوق الإنسانية والاجتماعية للشعب الفلسطيني في لبنان، فضلاً عن قضية الوحدة الوطنية الفلسطينية، ومواجهة مخططات العدو الصهيوني ضد الشعب الفلسطيني وقضيته العادلة، داعيا الحكومة اللبنانية إلى التعاطي الجدي والمسؤول مع أوضاع الشعب الفلسطيني في لبنان عبر ممثله الشرعي والوحيد وهو منظمة التحرير الفلسطينية.
المصدر: البلد | محمد دهشة